『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

@milat_alanbia0


قال ابن المبارك - رحمه الله -:

اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبّه قلبي.

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140

"كل ما في القناة منقول"

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:24


يتبع إن شاء الله...

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:24


° مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه سلم في طريقة الاسلام كفر :

قال تعالى (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ  ) [ال عمران]

¬ قال ابن أبي حاتم (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ قَالَ: تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ قَالَ: تَسْوَدُّ أَهْلُ الْبِدَعِ وَالضَّلَالَةِ ) [تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين]
 
قال تعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [النور]

قال تعالى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) [ال عمران]

قال تعالى (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا  ) [الأحزاب]

قال تعالى (إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [الجن]
 
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ   إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ  ) [محمد]

قال تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ) [الفتح]

¬ قال مسلم في صحيحه (حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَقَالَ:  مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) [باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، ووجد مؤنه، واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم]

¬ قال الاجري في الشريعة (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ  السُّنَّةُ سُنَّتَانِ :  
سُنَّةٌ الأَخْذُ بِهَا فَرِيضَةٌ ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ
وَسُنَّةٌ الأَخْذُ بِهَا فَضِيلَةٌ ، وَتَرْكُهَا إِلَى غَيْرِ حَرَجٍ
) [باب التحذير من طوائف تعارض سنن النبي عليه الصلاة والسلام بكتاب الله عز وجل]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:24


بسم الله الرحمن الرحيم؛

قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) [آل عمران]

¬ قال ابن أبي حاتم (حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ  يَسَافٍ، عَنْ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ قَالَ: فَكَانَ عَلَامَةَ حُبِّهِ إِيَّاهُمُ اتِّبَاعُ سُنَّةِ رَسُولِهِ ). [تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين]

قال تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأحزاب]

قال تعالى (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) [النور]

¬ قال  الهروي (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طِيبَةَ الْمَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَذُكِرَتِ السُّنَّةُ، فَقَالَ مَالِكٌ: السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ ) [ذم الكلام و أهله]

قال تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) [الحشر]

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) [الأنفال]

¬ قال الطبراني (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُعَافَى بْنِ سُلَيْمَانَ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، يُكْنَى أَبَا عُبَيْدٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَسْتَحْيِي مِنْ ذِي الشَّيْبَةِ إِذَا كَانَ مُسَدَّدًا لُزُومًا لِلسُّنَّةِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ فَلا يُعْطِيهِ ) [مسند الشاميين]

¬ قال البربهاري (قَالَ مالكُ بنُ أنسٍ رحمه الله تعالى: مَنْ لزمَ السنّة وسَلِمَ منهُ أصحابُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ثمّ ماتَ كانَ معَ النبييّن والصديقينَ والشُهداء والصالحينَ وإنْ كان له تقصّيرَ في العملِ.

وقَالَ بِشْرُ بنُ الحارثِ رحمهُ اللهُ تَعَالى :  الإسلامُ هُوَ السنّة والسنّة هِي الإسلامُ.

وقَالَ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ رحمهُ اللهُ تَعَالى :  إذَا رأيتُ رجلاً مِنْ أهلِ السنّة فكأنما أرى رجلاً مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وإذَا رأيتُ رجلاً مِنْ أهلِ البدعِ فكأنما أرى رجلاً مِنَ المنافقينَ.

وقَالَ يونسُ بنُ عُبَيْدٍ رحمهُ اللهُ تَعَالى : العجبُ ممنْ يَدْعُو اليومَ إلى السنّة، وأعجبُ منهُ يجيبُ إلى السنّة فيقبلُ.

وكانَ ابنُ عَوْنٍ يقولُ عندَ الموتِ:  السنّة السنّة، وإياكمْ والبدع - حتى مات.

وقَالَ أبُو العَالِيَة  رحمهُ اللهُ تَعَالى :  مَنْ ماتَ عَلَى السنّة مستوراً فهُوَ صديقٌ
ويُقَالُ:  الاعتصامُ بالسنّة نجاة
) [شرح السنة]
 

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:24


-

📑 مقال بعنوان: الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع.

-

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:15


٢٤- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ إِجَازَةً قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ: الْقُرْآنُ بِرُمَّتِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. قَالَ الْقَاضِي: بِرُمَّتِهِ كَيْفَ اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَوْصَافُهُ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/‏٣٩٤]

٢٥-
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَارِقُ جَوَّازًا قَالَ: كُنْتُ أُورِقُ عَلَى دَاوُدَ الْأَصْبَهَانِيِّ فَكُنْتُ عِنْدَهُ يَوْمًا فِي دِهْلِيزِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْغُرَبَاءِ، فَسُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: الْقُرْآنُ الَّذِي قَالَهُ اللَّهُ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] وَقَالَ: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ [الواقعة: ٧٨] غَيْرُ مَخْلُوقٌ. وَأَمَّا مَا بَيْنَ أَظْهُرِنَا يَمَسُّهُ الْجُنُبُ وَالْحَائِضُ فَهُوَ مَخْلُوقٌ. قَالَ الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: وَهَذَا مَذْهَبُ النَّاشِئِ، وَهُوَ كُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، صَحَّ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ «نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ» . فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا كُتِبَ فِي الصُّحُفِ وَالْمَصَاحِفِ قُرْآنًا، فَالْقُرْآنُ عَلَى أَيِّ وَجْهٍ تُلِيَ وَقُرِئَ فَهُوَ وَاحِدٌ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/‏٣٩٨]

٢٦-
وقال ابن بطة العكبري في الإبانة بعد كلام سبق: «ثم من بعد ذلك يعلم بغير شك ولا مرية ولا وقوف، أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله، فيه معاني توحيده، ومعرفة آياته، وصفات أسمائه، وهو علم من علمه غير مخلوق، كيف قرأ وكيف كتب وكيف تلي وفي أي موضع كان في السماء وجد أو في الأرض حفظ، في اللوح المحفوظ وفي المصاحف وفي ألواح الصبيان مرسومًا أو في حجر منقوشًا وعلى كل الحالات وفي كل الجهات كلام الله غير مخلوق». [الإبانة الصغرى لابن بطة]

٢٧-
بَوَّبَ اللالكائي: سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنَ الْآيَاتِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَأَنَّهُ أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَحَدَّى بِهِ، وَأَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ الْقُرْآنُ عَلَى الْحَقِيقَةِ. مَتْلُوٌّ فِي الْمَحَارِيبِ، مَكْتُوبٌ فِي الْمَصَاحِفِ، مَحْفُوظٌ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ، لَيْسَ بِحِكَايَةٍ وَلَا عِبَارَةٍ عَنْ قُرْآنٍ، وَهُوَ قُرْآنٌ وَاحِدٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَغَيْرُ مَجْعُولٍ وَمَرْبُوبٍ، بَلْ هُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ، لَمْ يَزَلْ بِهِ مُتَكَلِّمًا، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ ضَالٌّ مُضِلٌّ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِمَذَاهِبِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/‏٣٦٤]

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:14


١٧- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا زُهَيْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ زُهَيْرٍ يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ عَلَى جَمِيعِ الْجِهَاتِ، فقَالَ: مَنْ قَالَ: هَذَا يَعْنِي: لَفْظِي، فَهُوَ يَدْخُلُ فِيهِ كُلٌّ». قَالَ الشَّيْخُ ابن بطة العكبري: فَبِهَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَالْآثَارِ الَّتِي أَثَرْنَاهَا وَرُوِّينَاهَا عَنْ سَلَفِنَا وَشُيُوخِنَا وَأَئِمَّتِنَا نَقُولُ، وَبِهِمْ نَقْتَدِي، وَبِنُورِهِمْ نَسْتَضِيءُ، فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْعُلَمَاءُ الْعُقَلَاءُ النُّصَحَاءُ، الَّذِينَ لَا يُسْتَوْحَشُ مِنْ ذِكْرِهِمْ، بَلْ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ إِذَا نُشِرَتْ أَخْبَارُهُمْ، وَرُوِيتْ آثَارُهُمْ، فَنَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ، وَوَحْيُهُ، وَتَنْزِيلُهُ، وَعِلْمٌ مِنْ عِلْمِهِ، فِيهِ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى، وَصِفَاتُهُ الْعُلْيَا، غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَيْفَ تَصَرَّفَ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، لَا نَقِفُ، وَلَا نَشُكُّ، وَلَا نَرْتَابُ، وَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، أَوْ قَالَ: كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفَ، أَوْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ جَهْمِيَّةٌ ضُلَّالٌ كُفَّارٌ، لَا يُشَكُّ فِي كُفْرِهِمْ، وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ، لَا يُكَلَّمُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ بِدْعَتِهِ، وَيَتُوبَ عَنْ مَقَالَتِهِ فَهَذَا مَذْهَبُنَا، اتَّبَعْنَا فِيهِ أَئِمَّتَنَا، وَاقْتَدَيْنَا بِشُيُوخِنَا، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ إِمَامِنَا أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ [الإبانة الكبرى لابن بطة ٥/‏٣٤٥]

١٨-
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ: «نَحْنُ نَقْتَدِي بِمَنْ مَاتَ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِمَامُنَا، وَهُوَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ عَالِمًا يَقُولُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَيُّ شَيْءٍ ذَهَبَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَمْرِ الْإِسْلَامِ؟ إِذَا قُلْنَا: مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَقُلْنَا كَمَا قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ حَيْثُمَا تَصَرَّفَ، فَأَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ؟ مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ فَنَحْنُ نَهْجُرُهُ وَلَا نُكَلِّمُهُ، وَهَذِهِ بِدْعَةٌ، وَمَا غَضِبَ أَحَدٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ وَهُوَ دُونَ غَضَبِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَغْضَبُ الْغَضَبَ الشَّدِيدَ، حَتَّى جَعَلُوا يُسَكِّتُونَهُ». [الإبانة الكبرى لابن بطة ٥/‏٣٤٧]

١٩-
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيَّ، يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: لَفْظُهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: لَفْظُهُ بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ مُحْدِثٌ، يُهْجَرُ وَلَا يُكَلَّمُ وَلَا يُجَالَسُ، لِأَنَّ الْقُرْآنَ صِفَاتُ اللَّهِ وَأَسْمَاؤُهُ، وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ حَيْثُ تَصَرَّفَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَنْ حَكَى عَنِّي أَنِّي رَجَعْتُ عَنْ تَبْدِيعِ مَنْ قَالَ هَذَا، فَهُوَ كَذَّابٌ». [الإبانة الكبرى لابن بطة ٥/‏٣٥١]

٢٠-
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ مُوسَى بْنُ حَمْدُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِكُلِّ جِهَةٍ وَعَلَى كُلِّ تَصْرِيفٍ، وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ، وَلَا يُخَاصَمُ فِي هَذَا وَلَا يُتَكَلَّمُ، وَلَا أَرَى الْمِرَاءَ وَلَا الْجِدَالَ فِيهِ». [الإبانة الكبرى لابن بطة ٦/‏٣٦]

٢١-
قال جعفر محمد بن شداد الصفدى - بالرقة -: سمعت أحمد بن حنبل، وتذاكرنا أمر القرآن. فقال: هو من حيث تصرف غير مخلوق، واللفظ بالقرآن من قال هو مخلوق فهذا من قول جهم. [طبقات الحنابلة ]

٢٢-
قال ابن وارة: سألتُ أحمد عن القرآن، فقال: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق حيثما تصرف. [طبقات الحنابلة]

٢٣-
قال الإمام أحمد بن حنبل: لم يزل اللَّه متكلمًا، والقرآن كلام اللَّه غير مخلوق. وعلى كل جهة، ولا يوصف اللَّه بشيء أكثر مما وصف به نفسه.[مجموع الفتاوى]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:13


١٣- وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَفْظُنَا بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ؟ فقَالَ: «الْقُرْآنُ عَلَى أَيِّ جِهَةٍ مَا كَانَ لَا يَكُونُ مَخْلُوقًا أَبَدًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦]، وَلَمْ يَقُلْ: حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَكَ يَا مُحَمَّدُ»، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا يَدُورُ هَؤُلَاءِ عَلَى الْإِبْطَالِ وَالتَّعْطِيلِ، قَالَ: «نَعَمْ»، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: «عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ». [الإبانة الكبرى لابن بطة]

١٤-
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقُلْتُ: إِذَا قَالُوا لَنَا: الْقُرْآنُ بِأَلْفَاظِنَا مَخْلُوقٌ، نَقُولُ لَهُمْ: لَيْسَ هُوَ بِمَخْلُوقٍ بِأَلْفَاظِنَا أَوْ نَسْكُتُ؟ فقَالَ: «اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ: الْقُرْآنُ فِي جَمِيعِ الْوُجُوهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ» ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «جِبْرِيلُ حِينَ قَالَهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ كَانَ مِنْهُ مَخْلُوقًا؟ وَالنَّبِيُّ حِينَ قَالَهُ كَانَ مِنْهُ مَخْلُوقًا؟ هَذَا مِنْ أَخْبَثِ قَوْلٍ وَأَشَرِّهِ» ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «بَلَغَنِي عَنْ جَهْمٍ أَنَّهُ قَالَ بِهَذَا فِي بَدْءِ أَمْرِهِ» [الإبانة الكبرى - ابن بطة ٥/‏٣٣٧]

١٥-
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلَهُ يَعْقُوبُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ عَنْ مَنْ قَالَ: لَفْظُنَا بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذَا؟ قَالَ: لَا يُكَلَّمُ هَؤُلَاءِ وَلَا يُكَلَّمُ هَذَا، الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ عَلَى كُلِّ جِهَةٍ، وَعَلَى كُلِّ وَجْهٍ تَصَرَّفَ، وَعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦]. وَقَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: لَا يَصْلُحُ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ «. وَقَالَ ﷺ: حَتَّى أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي. هَذَا قَوْلُ جَهْمٍ، عَلَى مَنْ جَاءَ بِهَذَا غَضَبُ اللَّهِ». [الإبانة الكبرى لابن بطة ٥/‏٣٤٤]

١٦-
وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَارِثِ، قَالَ: ذَهَبْتُ أنا وَأَبُو مُوسَى إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي قَدْ أَحْدَثُوهُ تَشْمَئِزُّ مِنْهُ الْقُلُوبُ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَنَا عَنْهُ، يَقُولُونَ: لَفْظُنَا بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالِانْتِهَارِ مِنْهُ: «هَذَا كَلَامُ سُوءٍ رَدِيءٌ خَبِيثٌ، لَا خَيْرَ فِيهِ»، قَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَلَيْسَ تَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ مَخْلُوقًا عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَبِجَمِيعِ الْجِهَاتِ وَالْمَعَانِي؟قَالَ الإمام أحمد : «نَعَمْ، وَكُلَّمَا تَشَعَّبَ مِنْ هَذَا، فَهُوَ رَدِيءٌ خَبِيثٌ». [الإبانة الكبرى لابن بطة ٥/‏٣٣٤]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:11


٨- قال أبو بكر الخلال: أخبرني أبو يحيى زكريا بن يحيى الناقد قال: ثنا أبو طالب قال: قلت لأبي عبد اللَّه: كتب إلي من طرسوس أن الشراك يزعم أن القرآن كلام اللَّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقة. قال: قاتله اللَّه! هذا كلام جهم بعينه.

قلت: رجل قال: القرآن كلام اللَّه وليس بمخلوق، ولكن لفظي به مخلوق.
قال [أحمد بن حنبل]: من قال هذا فقد جاء بالأمر كله، إنما هو كلام اللَّه على كل حال، الحجة فيه حديث أبي بكر: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢)﴾ [الروم: ١، ٢]
فقيل له: هذا مما جاء به صاحبك؟ فقال: لا واللَّه، ولكنه كلام اللَّه.
هذا وغيره إنما هو كلام اللَّه. قلت: بسم اللَّه الرحمن الرحيم ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١)﴾ [الأنعام: ١]. هذا الذي قرأت الساعة كلام اللَّه؟
قال: إي واللَّه، فهو كلام اللَّه، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فقد جاء بالأمر كله، أيش بقي إذ قال: لفظي؟ ! إن لم يرجع هذا فاجتنبه، ولا تكلمه، هذا مثل ما قال الشراك، أخزاه اللَّه!
قال: تدري من كان خاله؟
قلت: لا. قال: عبدك الصوفي، كان صاحب كلام ورأي سوء، كل من كان صاحب كلام فليس ينزع إلى خير، واستعظم ذلك واسترجع.
وقال: إلام صار الناس؟ ثم قال لي بعد ذلك: إن فلانا بلغني عنه أنه كان يقول: إن ابن نوح قال: الورق والحبر والكتاب مخلوق. وأبو عبد اللَّه يستمع فلم ينكر، كذبت ما سمعت [. . .] قلت: يا أبا عبد اللَّه، إني [أبو طالب] احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحب أن أعرضه عليك: قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦]. أليس من محمد ﷺ سمع كلام اللَّه، وقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)﴾ [النحل: ٩٨].
وقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥)﴾ [البقرة: ٧٥]. وقال: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ﴾ [الإسراء: ٤٥].
وقال: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (٢٧)﴾ [الكهف: ٢٧]. وقال: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾ [النمل: ٩٢].
وقال: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥)﴾ [الإسراء: ٤٥].
وقال: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ [المزمل: ٢٠]. فعلى كل حال هو قرآن. وقال في حديث جابر: «إن قُرَيْشًا مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي». وقال النبي ﷺ لمعاوية بن الحكم: «إِنَّ هذِه الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ الآدميين إلا القرآن» ، فالقرآن غير الكلام. وقال أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا، ولكنه كلام اللَّه وقوله.
قال أبو عبد اللَّه: ما أحسن ما احتججت به! جبريل جاء إلى النبي ﷺ بمخلوق، والنبي صَلَّى ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء إلى الناس بمخلوق؟ !
قلت: يحزنني أن أقول: هذا كلام جهم -وعلى كل حال هو كلام اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. قال: نعم.
ثم أتيته بعد ذلك، فقال: قد وجدت فيه غير آية: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (١٠٦)﴾ [الإسراء: ١٠٦].
وفي سورة الجمعة: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ [الجمعة: ٢]. [السنة للخلال]

٩-
قال: أخبرني محمد بن سليمان الجوهري، قال: قال لي أبو عبد اللَّه: وإياك ومن أحدث حدثًا ثالثًا، فقال [أحمد بن حنبل] باللفظ الكلام فيه لا يحل؛ القرآن كلام اللَّه غير مخلوق من جميع الجهات. [السنة للخلال]

١٠-
قال سليمان بن الأشعث: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: على كل حال من الأحوال القرآن غير مخلوق. [السنة للخلال]

١١-
قال محمد بن موسى ومحمد بن جعفر إن أبا الحارث حدثهم، قال: سمعت رجلًا يقول لأبي عبد اللَّه: يا أبا عبد اللَّه، أليس تقول: القرآن كلام اللَّه ليس بمخلوق، لمعنى من المعاني، وعلى كل حال وجهة؟قال أبو عبد اللَّه: نعم. [السنة للخلال]

١٢-
قال ابن هانئ: وسمعته [أحمد بن حنبل] يقول: على كل حال من الأحوال، القرآن كلام اللَّه، غير مخلوق. [مسائل ابن هانئ]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:10


الألفاظ الجامعة السنية المنجية :

إن هذه الألفاظ السنية الجامعة المنجية، لهي البديل الشرعي السليم الذي يغني كل مسلم من الوقوع في مزالق الجهمية وتفاصيلها : مع الورق والمداد واللفظ والملفوظ والقراءة والمقروء، والتلاوة والمتلو... فهو على كل حال كلام الله وعلى أي جهة وعلى أي تصريف

فهذه ألفاظ جامعة منجية لكل من قالها واعتقدها ، تعصم من الوقوع في هذه التمويهات والبهرجات، وهي سهلة يسيرة على كل من يسر الله له، وسأنقلها هنا - إن شاء الله -.

١-
قال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيين في عقيدتهما التي ذكروا فيها عقيدة جميع أهل الأمصار: والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته". [عقيدة الرازيين]

٢-
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوري، قَالَ: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون، قَالَ: سمعت أبا حامد بن الشرقي، يقول: سمعت محمد بن يحيى، يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته، وحيث يتصرف، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعما سواه من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين. [تاريخ بغداد]

٣-
قال [احمد بن حنبل] الْقرَان من علم الله وَعلم الله لَيْسَ بمخلوق وَالْقرَان كَلَام الله لَيْسَ بمخلوق وَمثل هَذَا فِي الْقرَان كثير - فَقيل لَهُ يُجزئ أَن أَقُول هَذَا قَول جهم وعَلى كل حَال هُوَ كَلَام الله قَالَ نعم. [سيرة الإمام أحمد بن حنبل - لابنه صالح صـ٦٩]

٤-
وقال صالح بن الإمام أحمد: قَالَ أبي [احمد بن حنبل] اسماء الله فِي الْقرَان وَالْقرَان من علم الله وَعلم الله لَيْسَ بمخلوق وَالْقرَان كَلَام الله لَيْسَ بمخلوق على كل وَجه وعَلى كل جِهَة وعَلى أَي حَال. [سيرة الإمام أحمد بن حنبل - لابنه صالح صـ٦٩]

٥-
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْقَصَبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَامِعٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَالْوَاقِفَةُ؟ فقَالَ: «أَمَّا مَا كَانَ لَا يَعْقِلُ فَإِنَّهُ يُبْصِرُ، وَإِنْ كَانَ يَعْقِلُ وَيُبْصِرُ الْكَلَامَ، فَهُوَ مَثَلُهُمْ»، قَالَ: «الْقُرْآنُ، حَيْثُمَا تَصَرَّفَ، كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ». [الإبانة الكبرى لابن بطة ٥/‏٣٠٧]

٦-
وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، أَنَّ حَنْبَلًا حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ شَيْبَةَ وَزَكَرِيَّا الشركي بْنَ عَمَّارٍ أَنَّهُمَا إِنَّمَا أَخَذَا عَنْكَ هَذَا الْأَمْرَ الْوَقْفَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «كُنَّا نَأْمُرُ بِالسُّكُوتِ، وَنَتْرُكُ الْخَوْضَ فِي الْكَلَامِ، وَفِي الْقُرْآنِ، فَلَمَّا دُعِينَا إِلَى أَمْرٍ مَا كَانَ بُدًّا لَنَا مِنْ أَنْ نَدْفَعَ ذَاكَ وَنُبَيِّنَ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَنْبَغِي» . قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَمَنْ وَقَفَ فَقَالَ: لَا أَقُولُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ فَقَالَ: «كَلَامٌ سُوءٌ، هُوَ ذَا مَوْضِعُ السُّوءِ وُقُوفُهُ، كَيْفَ لَا يَعْلَمُ؟ إِمَّا حَلَالٌ وَإِمَّا حَرَامٌ، إِمَّا هَكَذَا وَإِمَّا هَكَذَا، قَدْ نَزَّهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ عَنْ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا، وَإِنَّمَا يَرْجِعُونَ هَؤُلَاءِ إِلَى أَنْ يَقُولُوا إِنَّهُ مَخْلُوقٌ، فَاسْتَحْسَنُوا لِأَنْفُسِهِمْ فَأَظْهَرُوا الْوَقْفَ. الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ، بِكُلِّ جِهَةٍ، وَعَلَى كُلِّ تَصْرِيفٍ» . قُلْتُ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، لَقَدْ بَيَّنْتَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَا قَدْ كَانَ تَلَبَّسَ عَلَى النَّاسِ. قَالَ: «لَا تُجَالِسْهُمْ، وَلَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ». [السنة لأبي بكر بن الخلال]

٧- قال أبو بكر الخلال: أسماء اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ التي خرجها أبو عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهذِه الآيات والأحرف في القرآن بيّن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في ذلك أنه لا يكون القرآن مخلوقًا بوجه ولا سبب، ولا معنى من المعاني. [السنة للخلال]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:08


يتبع إن شاء الله...

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:08


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على رسول الله وخاتم النبيين. إن من أعظم المسائل التي قد اعتنى بها أهل السنة ضبطا واتقانا : لمسائل القرآن والرد على الجهمية: فقد دونت الكتب وألفت الرسائل، وعقدت المناظرات، كل ذا من أجل الحفاظ على معتقد أهل السنة... وقد قيَّد الله لهذا الدين بفضله العظيم - حُرَّاسا وأمناء، ألا وهم أهل الحديث البررة الأتقياء، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ الأَصْبَهَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَبِي، نا قَبِيصَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «الْمَلائِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ حُرَّاسُ الأَرْضِ». [أخرجه أبو طاهر السلفي في الثلاثون من المشيخة البغدادية (١/٢٢) (١٤)) فبينوا لنا أصول المسلمين ومعتقدهم في كتاب رب العالمين، وما يجب على كل مسلم اجتنابه من البدع الردية، والكوارث العقدية، في كلام رب البرية. وقد امتحن أهل السنة - ومن خيارهم شيخ الإسلام أحمد بن حنبل - في تلك المسائل حتى أوصلوا لنا أصول السنة بيضاء نقية لا كدر فيها ولا دخل، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا.

والمراد من هذا البحث، إنما هو : تنبيه أهل السنة والجماعة من الخوض فيما قد نهى عنه سلفنا من المهلكات، وإرشادهم إلى المنجيات. فهذا جمع للألفاظ والعبارات التي قد أرشدونا إليها وتلك الألفاظ السنية : إنما هي مخرج لكل مسلم - عاميا كان أو عالما - من الخوض في تفاصيل اللفظية، وما تفرع عن أقوالهم الجهمية. واللفطية كما وصفهم ابن بطة - رحمه الله - فقال :

وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ صِنْفًا مِنَ الْجَهْمِيَّةِ اعْتَقَدُوا بِمَكْرِ قُلُوبِهِمْ، وَخُبْثِ آرَائِهِمْ، وَقَبِيحِ أَهْوَائِهِمْ، أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَكَنَّوْا عَنْ ذَلِكَ بِبِدْعَةٍ اخْتَرَعُوهَا، تَمْوِيهًا وَبَهْرَجَةً عَلَى الْعَامَّةِ، لِيَخْفَى كُفْرُهُمْ، وَيُسْتَغْمَضَ إِلْحَادُهُمْ عَلَى مَنْ قَلَّ عِلْمُهُ، وَضَعُفَتْ نَحِيزَتُهُ. [" الإبانة الكبرى" لابن بطة، افتتاح "بَابُ بَابٌ ذِكْرُ اللَّفْظِيَّةِ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ رَأْيِهِمْ وَمَقَالَاتِهِمْ"]

خطورة مقالة الجهمية اللفظية واهمية عدم التهاون بها :

ونشير من خلال هذا الأثر : إلى خطورة ما يتفرع من أقوال الجهمية الملاحدة المشركين، وليكن كل مسلم على بينة من تلبيس المتأخرين والمعاصرين من تهوين الوقوع في ضلالات الجهمية الملحدين برب العالمين، فقد زلت فيها أقدام الكثير - نسأل الله العافية - :

حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ يَحْيَى الْعَسْكَرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بدينا قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ بَلَدِنَا الْجَهْمِيَّةُ، وَفِيهِمْ أَهْلُ سُنَّةٍ نَفَرٌ يَسِيرٌ مَحْبُوكٌ، وَقَدْ وَقَعَتْ مَسْأَلَةُ الْكَرَابِيسِيِّ فَأَفْتَنَتْهُمْ، قَوْلُ الْكَرَابِيسِيِّ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «إِيَّاكَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ، وَهَذَا الْكَرَابِيسِيَّ، لَا تُكَلِّمْهُ، وَلَا تُكَلِّمْ مَنْ يُكَلِّمُهُ، أَرْبَعَ مِرَارٍ أَوْ خَمْسًا»، إِنَّ فِيَ كِتَابِي أَرْبَعًا، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَهَذَا الْقَوْلُ عِنْدَكَ مَا يَتَشَعَّبُ مِنْهُ يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِ جَهْمٍ؟ قَالَ: «هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ جَهْمٍ». [ "الإبانة الكبرى" لابن بطة (٥/‏٣٢٩) ]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:08




بحث بعنوان: جواهر الألفاظ السنية للنجاة من تفصيلات اللفظية.


『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:02


❍ قول الأشاعرة في القرآن وصفة الكلام لله وبيان حكمه :

وللأشاعرة بدعتين شنيعتين جاءوا فيها في بيانهم عن الكلام عن القرآن

۱- قولهم بالكلام النفسي :
فقالوا ان الله يتكلم بكلام قائم في النفس واما الحروف والكلمات فهي مخلوقة.

لهذا صرح البيجوري الاشعري الجهمي ان القول بخلق القرآن من باب التعليم جائز، إذ هم يقولون بوجود قرآنين قرآن غير مخلوق وقران مخلوق موجود بين أيدينا.

↫قال أبو إسماعيل الهروي: وقال أولئك -يعني: الجهمية- ليس له كلام، إنما خلق كلامًا.
وهؤلاء -يعني الأشاعرة- يقولون: تكلم مرة، فهو متكلم به منذ تكلم، لم ينقطع الكلام، ولا يوجد كلامه في موضع ليس هو به. ثم قالوا: ليس له صوت ولا حروف... فقالوا: هذا حكاية عبر بها عن القرآن والله تكلم مرة، ولا يتكلم بعد ذلك. ثم قالوا: غير مخلوق، ومن قال: مخلوق كافر.
وهذا من فخوخهم، يصطادون به قلوب عوام أهل السنة، وإنما اعتقادهم في القرآن غير موجود لفظته الجهمية الذكور بمرة والأشعرية الإناث بعشر مرات) ⁽¹⁾.

◉ وقول الأشاعرة في خلق الحرف والصوت هو كفر بالإجماع عند السلف ومن قول الجهمية والكلابية:

↫قال عبد الله ابن الامام أحمد: سَأَلْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ قَوْمٍ، يَقُولُونَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّمْ بِصَوْتٍ فَقَالَ أَبِي: «بَلَى إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ تَكَلَّمَ بِصَوْتٍ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ نَرْوِيهَا كَمَا جَاءَتْ».

↫وَقَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: «حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفْوَانِ " قَالَ أَبِي: وَهَذَا الْجَهْمِيَّةُ تُنْكِرُهُ وَقَالَ أَبِي: هَؤُلَاءِ كُفَّارٌ يُرِيدُونَ أَنْ يُمَوِّهُوا عَلَى النَّاسِ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ فَهُوَ كَافِرٌ، أَلَا إِنَّا نَرْوِي هَذِهِ الْأَحَادِيثَ كَمَا جَاءَتْ.

↫سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، يَقُولُ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَغْضَبُ وَلَا يَرْضَى - وَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ - فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ عَلَى بِئْرٍ وَاقِفًا فَأَلْقُوهُ فِيهَا بِهَذَا أَدِينُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّهُمْ كُفَّارٌ بِاللَّهِ تَعَالَى» ⁽²⁾.

↫قال ابن بطة العكبري: فَمَنْ أَنْكَرَ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى كَلَامًا بِصَوْتٍ تَسْمَعُهُ الْأُذُنَانِ وَتَعِيهِ الْقُلُوبُ، لَا وَاسِطَةَ بَيْنَهُمَا، وَلَا تُرْجُمَانَ وَلَا رَسُولَ، فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَجَحَدَ بِالْقُرْآنِ، وَعَلَى إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْتَتِيبَهُ، فَإِنْ تَابَ وَرَجَعَ عَنْ مَقَالَتِهِ، وَإِلَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ، فَإِنْ لَمْ يَقْتُلْهُ الْإِمَامُ وَصَحَّ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ هَذِهِ مَقَالَتُهُ فَفَرْضٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ هِجْرَانُهُ وَقَطِيعَتُهُ، فَلَا يُكَلِّمُونَهُ، وَلَا يُعَامِلُونَهُ، وَلَا يَعُودُونَهُ إِذَا مَرِضَ، وَلَا يَشْهَدُونَهُ إِذَا مَاتَ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ، وَمَنْ صَلَّى خَلْفَهُ أَعَادَ الصَّلَاةَ، وَلَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ، وَلَا يُزَوَّجُ، وَإِنْ مَاتَ لَمْ تَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " ⁽³⁾.

۲- قولهم بخلق اللفظ بالقرآن:


ولأنه يلزمهم القول بالتفريق بين القران الذي هو والملفوظ وبين اللفظ فوافقوا قول اللفظية ولا ينفعهم تصريح بعضهم لأنهم يقصدون الوقوع الخلق على الافعال.

↫قال حرب بن إسماعيل الكرماني: أنَّ الحق والصواب الواضح المستقيم الذي أدركنا عليه أهل العلم: أنَّ من زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا مخلوقة، فهو جهمي مبتدع خبيث ⁽⁴⁾.

فحكم القائل بهذا عند السلف اي مقالة الاشاعرة في كلام الله انه كافر ومن لا يكفره كافر.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. ذم الكلام وأهله ج ٥ ص ١٣٦.
⑵. السنة لعبد الله بن أحمد.
⑶. الإبانة الكبرى.
⑷. السنة لحرب الكرماني.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:02


◉ وينفون ايضا ان يقال أين الله مع تصريح رسول الله ﷺ بهذا :

↫قال عثمان بن سعيد الدارمي: مَا الْجَهْمِيَّةُ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَمَا نُكَفِّرُهُمْ إِلَّا بِكِتَابٍ مَسْطُورٍ وَأَثَرٍ مَأْثُورٍ وَكُفْرٍ مَشْهُورٍ.

وَنُكَفِّرُهُمْ أَيْضًا أَنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ أَيْنَ اللَّهُ، وَلَا يَصِفُونَهُ بِأَيْنَ، وَاللَّهُ قَدْ وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَيْنَ، فَقَالَ: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥] . ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [الأنعام: ١٨] . وَ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [آل عمران: ٥٥] . وَ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: ٥٠] . ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ﴾ [الملك: ١٦] . وَنَحْوُ هَذَا، فَهَذَا كُلُّهُ وَصْفٌ بِأَيْنَ، وَوَصَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِأَيْنَ، فَقَالَ لِلْأَمَةِ السَّوْدَاءِ: «أَيْنَ اللَّهُ؟» فَقَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»، وَالْجَهْمِيَّةُ تَكْفُرُ بِهِ، وَهَذَا أَيْضًا مِنْ وَاضِحِ كُفْرِهِمْ، وَالْقُرْآنُ كُلُّهُ يَنْطِقُ بِالرَّدِ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ، أَوْ بَعْضُهُمْ، وَلَكِنْ يُكَابِرُونَ وَيُغَالِطُونَ الضُّعَفَاءَ ⁽¹⁾.

↫وقال ابن خزيمة: ( من لم يقل إن الله في السماء على العرش استوى فهو كافر بربه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقيت جيفته على مزبلة ⁽²⁾.

◉ والمسالة إجماعية عند السلف:

↫قال ابن بطة العكبري: وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَجَمِيعِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَرْشِهِ، فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَعِلْمُهُ مُحِيطٌ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ، لَا يَأْبَى ذَلِكَ وَلَا يُنْكِرْهُ إِلَّا مَنِ انْتَحَلَ مَذَاهِبَ الْحُلُولِيَّةِ، وَهُمْ قَوْمٌ زَاغَتْ قُلُوبُهُمْ، وَاسْتَهْوَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَمَرَقُوا مِنَ الدِّينِ، وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ ذَاتَهُ لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ ⁽³⁾.

↫قال الإمام الزاهد محمد بن مصعب العابد رَحِمَهُ اللَّهُ: من زعم أَنَّك لَا تكلم وَلَا ترى فِي الْآخِرَة فَهُوَ كَافِر بِوَجْهِك لَا يعرفك أشهد أَنَّك فَوق الْعَرْش فَوق سبع سموات لَيْسَ كَمَا يَقُول أعداؤك الزَّنَادِقَة ⁽⁴⁾.

والكثير من الآثار في هذا ولا اذكرها كي لا يطول المنشور، ومتواترة ومجمع عليها عند السلف، أن منكر العلو جهمي لا يعذر بجهل أو تأويل وأن من أنكر العلو كان السلف يرمونه بالزندقة وكذلك من لا يكفره او يعذره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. كتابه الرد على الجهمية.
⑵. ذم الكلام ٥٣٤, معرفة علوم الحديث .١٢٥
⑶. الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية.
⑷. رواه الخطيب في تاريخ بغداد، الجزء الرابع ص ٤٥٢ ، و عبد الله بن أحمد في السنة ص ۷۷ أثر ١٩٦.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Jan, 00:01


❍ نفي الاشاعرة للعلو وحكمه عند السلف:

تواتر عن الاشاعرة مقالتهم في نفي العلو وادعاءهم التمسك بظاهر النص وهو ادعاء كاذب منهم اذ هم يدعون نفي الجهة والمكان فيصير ما يثبتونه من علو هو علو المكانة.

↫وذكر هذا الحسن علي بن محمد المنوفي المالكي المصري الأشعري الجهمي (ت ۹۳۹ هـ ) قال: فَمَعْنَى اسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَوْلَى عَلَيْهِ اسْتِيلَاءَ مَلِكٍ قَادِرٍ قَاهِرٍ، وَمِنْ اسْتَوْلَى عَلَى أَعْظَمِ الْأَشْيَاءِ كَانَ مَا دُونَهُ فِي ضِمْنِهِ وَمُنْطَوِيًا تَحْتَهُ، وَقِيلَ: الِاسْتِوَاءُ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ أَيْ عُلُوِّ مَرْتَبَةٍ وَمَكَانَةٍ لَا عُلُوِّ مَكَان) ⁽¹⁾ اه‍‍.

↫قال الامام الدارمي رَحِمَهُ اللَّهُ: فَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ الَّتِي اقْتَصَصْنَا فِي هَذَا الْبَابِ، قَدْ خَلَصَ عِلْمُ كَثِيرٍ مِنْهَا إِلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، وَنَطَقَ بِكَثِيرٍ مِنْهَا كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَصَدَّقَتُهُ الْآثَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي يَشْكُلُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ الْمُلْحِدَةِ فِي آيَاتِ اللَّهِ، لَمْ يَزَلِ الْعُلَمَاءُ يَرْوُونَ هَذِهِ الْآثَارَ، وَيَتَنَاسَخُونَهَا، وَيُصَدِّقُونَ بِهَا عَلَى مَا جَاءَتْ، حَتَّى ظَهَرَتْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ، فَكَذَّبُوا بِهَا أَجْمَعَ، وَجَهَّلُوهُمْ، وَخَالَفُوا أَمْرَهُمْ، خَالَفَ اللَّهُ بِهِمْ ⁽²⁾.

واعتمد الاشاعرة على نفي ان الله في مكان ويقصدون اي نفي الله بذاته فوق العرش فوق السماء السابعة :

↫قال البيهقي الاشعري الجهمي: استدل بعض أصحابنا (الأشاعرة) في نفي المكان عنه تعالى بقول النبي صَلَّى ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان) ⁽³⁾.

◉ ونفي المكان عن الله هو من علامة الجهمية وكفرهم.

↫قال حرب الكرماني في عقيدته التي نقل عليها إجماع أهل الحديث في عصره: (والجهمية أعداء الله : وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق وأن الله لم يكلم موسى، وأن الله لا يتكلم، ولا يرى، ولا يعرف لله مكان، وليس لله عرش، ولا كرسي وكلام كثير أكره حكايته، وهم كفار زنادقة أعداء الله فاحذروهم) ⁽⁴⁾ .

◉ وكفر السلف من نفى ان الله فوق العرش حقيقة :

↫قال أبو بكر الخلال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ، يَقُولُ: «الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ، بَلِّغُوا نِسَاءَهُمْ أَنَّهُنَّ طَوَالِقُ، وَأَنَّهُنَّ لَا يَحْلِلْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ، وَلَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ. ثُمَّ تَلَا: ﴿طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ [طه: ٢] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥]، وَهَلْ يَكُونُ الِاسْتِوَاءُ إِلَّا بِجُلُوسٍ؟» ⁽⁵⁾.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. في كتابه كفاية الطالب.
⑵. في كتابه الرد على الجهمية.
⑶. الأسماء والصفات.
⑷. كتاب السنة لحرب الكرماني.
⑸. كتاب السنة للخلال.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

20 Jan, 23:59


▣ بداية: من هم الأشاعرة

الأشاعرة فرقة كلامية ظهرت على يد أبو الحسن الأشعري والذي كان معتزليا أربعين سنة ومن ثم فجأة تاب كما يقولون وصار إماماً في السنة، وتوبته مموهة مكذوبة كما قال عليها من عاصره.

فهذه الفرقة كانت امتداد للجهمية واسلافهم الكلابية الذي كفرهم السلف والكلابية فرقة كلامية اعتمدت على مصطلحات اهل الكلام في مبحث الصفات والاسماء وحاولوا انتحال السنة وموافقة الفاظ الكتاب والسنة مع اخراجها عن حقيقتها.

فالخلاصة فهذا الاشعري: انتقل من الاعتزال الى مذهب الكلابية ولم يرجع للسنة ابدا.

وتلامذته كأمثال الباقلاني وابن مجاهد وابو ذر الهروي وابن فورك وغيرهم انتقلوا لنشر مذهب شيخهم في بلاد المسلمين منتحلين انهم يردون على الجهمية ومتقيدين بألفاظ السنة.

↫قال السجزي: اعلموا أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات ⁽¹⁾.

والاشاعرة فرقة مرت فيهم البدع والضلالات لمراحل، وصلت ذروتها وتغيرت ملامحها بإدخال الرازي الفلسفة وغلوه في التعطيل.

والاشاعرة اليوم على ما قرره الرازي والسنوسي وسياتي بيان هذا لاحقا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴.في رسالته إلى أهل زبيد.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

20 Jan, 23:59


-

📑 بحث بعنوان: حقيقة الأشاعرة وبيان حكمهم.
-

2,129

subscribers

14

photos

0

videos