في كثير من الأحيان أشعر أن ناري برُدَت عندما أرى صديقتي تغمد يدها في صدري لتنتزع تلك الحشاشة السوداء المحترقة دون أن تُظهر لي أنها تكبدت عناء ذلك أو عندما يهاديني أبي بحضنٍ في يوم مولدي بدلًا من تلك النقود التي يضعها أسفل وسادتي كل مرة عندما أرى الله بداخلي، يقودني نحو السلام أو طفلة في الشارع ممسكة بيد والديها في زمن كثر فيه الفراق في الأوقات التي أنام فيها دون الحاجة إلى البكاء صدد خذلان اليوم بأكمله أن أذهب إلى أي شخصٍ وأنا كاملة غير منتقصة بسبب هشاشة عقلي قِصر حيلتي وإرهاق أيامي المنتكسة أو في اللحظة التي أنجح فيها في استمالة فني نحوي ألا تخونني أصابعي في التعبير أو عيني في الرؤية أو قلبي في تصويب الاختيار
أنا دائمة الاشتعال من كل شيء حولي بسيطة؛ أصغر الأشياء تُثير حرقتي ولكن الأصغر منها تُثلِجُني بسهولة.
أخبرني يا هذا لماذا نشعر بالنقصان عند ذهاب حبيبٍ عنا؟ لماذا لا تشرق الشمس منذ آخر نهار رحل فيه؟ لماذا أقسمت الطيور أن تهجر سمائي؟ والموسيقى أن تصبح خرساء؟ لماذا تتعثر قدمي في حبات صخر صغيرة فتسقط دموعي فجأة؟ لمَ الليل يطول؟ والشقاء يُولد؟
أشعر أني أريد تكرارك أن أستيقظ كل نهار وأقابلك من جديد في حيّ الزهور أو عملي الممل في الحافلة المكتظة أو على شاطئ هادئ أرغب في تكرار وجهك في كل وجوه الأشخاص أن تكون أنت الناس وتكون الناس عينيك.
الوهم، كسرابٍ لعطشان لا بيده حيله في الصحراء أو لُقمة عيش واحدة هنية لجائع طُرق كموسيقى علاجية ينتهي تأثيرها بمجرد آخر لحن فيها كأنك تحتضن الماء وتنتظر منها أن تبادلك بالقُبلات..
لي وهمي الخاص، الذي إذا بعدتُ عنه أُقتل وإذا تماديتُ في استمراريته انتحر
وخُلق من الماء كل شيء حيّ، وخُلق من حُزني كل شيء وهم.