كُلّ الجروح التي تُؤلمك اليوم ستتحوّل إلى جزءٍ ضئيلٍ من الذاكرة غدًا، كل الحكايات التي تحملها في قلبك ولا تقوى على روايتها، سيأتي يومًا ما وتقدر على إخراجها من صدرك، ستصيرُ الجروح قصصًا، وتصير الحكايات شعرًا، سيتوقف النّزف، وينجلي الخوف من الألم
هذهِ القصص والأشعار ، سيكتبها شخصًا ما، ويقرؤها شخصًا آخر في آخر العالم ليقول : أنا أيضًا أتألم، أنا أيضًا مررتُ بذلك، أنا لستُ وحيداً
لهذا يحكي الناسُ تجاربهم، لهذا نواسي الحزينين بأن نستمع إلى حكاياتهم ونُخبرهم بقصصنا الخاصة، لنقول لهم: نحنُ أيضًا أصابنا مس من الحُزن، وشيء من الألم، وبارقة من الخوف، نحنُ أيضًا مررنا بهذهِ الأحداث المؤلمة، أنتَ لست وحدك كما لم نكن جميعًا وحدنا
نظل نحمل حكاياتنا في قلوبنا كل يوم، نأخذها معنا أينما ذهبنا، على أمل أن تكون هذه الحكاية طوق نجاة لشخصٍ آخر ذاتَ صباح، حتى إن كان غريبًا لا نعرفه، لكننا نرغب في إنقاذه كما أنقذتنا حكايات الغرباء .