ونكمل الحديث عن اصول الاخلاق والآداب في الاحاديث النبوية .
ومع الأصل الثالث /
( ترك الفضول ) :
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم : " مِن حُسنِ إسلامِ المرْءِ تَرْكُه ما لا يَعنيهِ " ، والمَقْصودُ أنَّ مِن كَمالِ مَحاسنِ إسْلامِ المُسلِمِ وتمامِ إيمانِهِ ، ابتِعادُه عمَّا لا يَخُصُّه ولا يُهِمُّه وما لا يُفيدُهُ مِن الأقْوالِ والأفْعالِ ، وعَدَمُ تدخُّلِه في شُؤونِ غَيرِهِ ، وعدَمُ تَطفُّلِهِ على غَيرِهِ فيما لا يَنفَعُهُ ولا يُفيدُهُ ، ويَدخُلُ أيضًا في عُمومِ المَعْنى : الابتِعادُ عمَّا لا يَعني ممَّا حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ وما كرِهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ، وكذلك ما لا يُحتاجُ إليه مِن فُضولِ المُباحاتِ مِن الكَلامِ والأفْعالِ والأحوالِ ؛ فممَّا لا يَعني الإنسان ليس محصورًا في الأمورِ الدُّنيويَّة ؛ بل إنَّ ممَّا لا يَعنيه أيضًا ما هو متعلِّقٌ بأُمورٍ أُخرويةٍ : كحقائقِ الغيبِ ، وتفاصيلِ الحِكَم في الخَلْقِ والأمْرِ ، ومنها السؤالُ والبحثُ عن مسائِلَ مُقدَّرةٍ ومُفترَضةٍ لم تقَعْ ، أو لا تكادُ تقَعُ ، أو لا يُتصوَّرُ وقوعُها .
قال الحسن البصري : علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه .
وقيل : من سأل عما لا يعنيه ، سمع ما لا يرضيه .
فالحديث أصل عظيم للكمال الخلقي ، وزينة للإنسان بين ذويه وأقرانه .
وللحديث بقية عن الاصل الرابع من اصول الاخلاق ..