القطوف الندية من الخطب المنبرية

@khutb_saad


قناة تعنى بخطب الجمعة من جامع مبارك العريمة بوادي الدواسر .. للشيخ / سعد بن سعيد الصفار .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

22 Oct, 20:23


من مشكاة النبوة /
ونكمل الحديث عن اصول الاخلاق والآداب في الاحاديث النبوية .
ومع الأصل الثالث /
( ترك الفضول ) :
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم : " مِن حُسنِ إسلامِ المرْءِ تَرْكُه ما لا يَعنيهِ " ، والمَقْصودُ أنَّ مِن كَمالِ مَحاسنِ إسْلامِ المُسلِمِ وتمامِ إيمانِهِ ، ابتِعادُه عمَّا لا يَخُصُّه ولا يُهِمُّه وما لا يُفيدُهُ مِن الأقْوالِ والأفْعالِ ، وعَدَمُ تدخُّلِه في شُؤونِ غَيرِهِ ، وعدَمُ تَطفُّلِهِ على غَيرِهِ فيما لا يَنفَعُهُ ولا يُفيدُهُ ، ويَدخُلُ أيضًا في عُمومِ المَعْنى : الابتِعادُ عمَّا لا يَعني ممَّا حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ وما كرِهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ، وكذلك ما لا يُحتاجُ إليه مِن فُضولِ المُباحاتِ مِن الكَلامِ والأفْعالِ والأحوالِ ؛ فممَّا لا يَعني الإنسان ليس محصورًا في الأمورِ الدُّنيويَّة ؛ بل إنَّ ممَّا لا يَعنيه أيضًا ما هو متعلِّقٌ بأُمورٍ أُخرويةٍ : كحقائقِ الغيبِ ، وتفاصيلِ الحِكَم في الخَلْقِ والأمْرِ ، ومنها السؤالُ والبحثُ عن مسائِلَ مُقدَّرةٍ ومُفترَضةٍ لم تقَعْ ، أو لا تكادُ تقَعُ ، أو لا يُتصوَّرُ وقوعُها .
قال الحسن البصري : علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه .
وقيل : من سأل عما لا يعنيه ، سمع ما لا يرضيه .
فالحديث أصل عظيم للكمال الخلقي ، وزينة للإنسان بين ذويه وأقرانه .
وللحديث بقية عن الاصل الرابع من اصول الاخلاق ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

21 Oct, 17:40


من مشكاة النبوة /
ونكمل الحديث عن أصول الاخلاق والأداب في الاحاديث النبوية /
ومع الاصل الثاني :
وهو ( ضبط النفس ) ..
فعن ابي هريرة رضى الله عنه ان رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أوْصِنِي ، قالَ : لا تَغْضَبْ . فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ : لا تَغْضَبْ . رواه البخاري .
الغضب غَريزةٌ رَكَّبَها اللهُ في طَبيعةِ الإنسانِ ، وهو : تَغيُّرٌ يَحصُلُ عِندَ فَوَرانِ دَمِ القَلبِ ؛ لِيَحصُلَ عنه التَّشَفِّي في الصَّدرِ ، والنَّاسُ مُتَفاوِتونَ في مَبدَئِه وأثَرِه ؛ ومِن ثَمَّ كان منه ما هو مَحمودٌ ، وما هو مَذمومٌ ؛ فمَن كان غَضَبُه في الحَقِّ ، ولا يَجُرُّه لِمَا يُفسِدُ عليه دِينَه ودُنياه ، فهو غَضَبٌ مَحمودٌ ، ومَن كان غَضوبًا في الباطِلِ ، أو لا يَستَطيعُ التَّحكُّمَ في غَضَبِه إذا غَضِبَ ، ويَجُرُّه الغَضَبُ لِتَجاوُزِ الحَدِّ ، وإفسادِ دِينِه ودُنياهُ ؛ فهذا غَضَبٌ مَذمومٌ .
وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رجلًا - اسمُه جاريةُ بنُ قُدامةَ رَضِيَ اللهُ عنه - طلب الوَصِيَّةَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأوصاه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا يغضَبَ ، وهو مَحمولٌ على الغَضَبِ المَذمومِ . وقيلَ : لَعَلَّ السائِلَ كان غَضوبًا ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنصَحُ كُلَّ واحِدٍ مِن أصحابِه بما هو أَوْلى به ويَحتاجُه ؛ فلهذا اقتَصَرَ في وَصيَّتِه له على تَركِ الغَضَبِ .
وقيلَ : مَعناه : اجتَنِبْ أسبابَ الغَضَبِ ، ولا تَتعَرَّضْ لِمَا يَجلِبُه ، وأمَّا الغَضَبُ نَفْسُه فلا يَتأتَّى النَّهيُ عنه ؛ لِأنَّه أمْرٌ طَبَعيٌّ لا يَزولُ مِنَ الجِبِلَّةِ .
وقيلَ : مَعناه : لا تَغضَبْ ؛ لأنَّ أعظَمَ ما يَنشَأُ عنه الغَضَبُ الكِبْرُ ؛ لكَونِه يَقَعُ عِندَ مُخالَفةِ أمْرٍ يُريدُه ؛ فيَحمِلُه الكِبْرُ على الغَضَبِ ؛ فالذي يَتواضَعُ حتى تَذهَبَ عنه عِزَّةُ النَّفْسِ يَسلَمُ مِن شَرِّ الغَضَبِ .
وقيلَ : معناه : لا تَفعَلْ ما يَأمُرُكَ به الغَضَبُ .
وقد جَمَعَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قَولِه : « لا تَغضَبْ » خَيْرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ ؛ لأنَّ الغَضَبَ يَؤُولُ إلى التَّقاطُعِ ومَنعِ الرِّفقِ ، ورُبَّما آلَ إلى إيذاءِ المَغضوبِ عليه دون وجه حق .
علاج الغضب :
• أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
• أن يتذكر الإنسان ما جاء في فضل الحِلْم وكَظْم الغيظ .
• أن يتذكر الإنسان ما يترتب على الغضب من مفاسد .
• يغير الحالة التي هو عليها ، فيجلس إن كان واقفًا ، ويضطجع إن كان جالسًا ، ليهدأ عنه الغضب .
• يغتسل أو يتوضأ ؛ إذ الغضب من الشيطان ، والشيطان خُلق من نار ، والماء يطفئ النار .
• يتذكر الإنسان قدرة الله عليه .
• يتذكر الإنسان حِلْمَ الله على عباده .
فهذا الحديث جاء لبيان ضرورة ضبط نوازع النفس البشرية .
وللحديث بقية مع الاصل الثالث من اصول الاخلاق ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

20 Oct, 18:36


من مشكاة النبوة /
أصول الأخلاق والأدب مجتمعة في ميثاق احتوته أربعة أحاديث نبوية ، وهي تغني عن أربع دورات تدريبية لأربع مهارات في غاية الأهمية لمن يلتزم بها .

المهارة الأولى / تتجسد في الحديث النبوي الذي رواه ابو هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا ، أَوْ لِيَصْمُتْ » رواه البخاري ومسلم .
وهذه المهارة تسمى مهارة ضبط اللسان .
والمعنى : مَنْ كان يُؤمِنُ الإيمانَ الكامِلَ المُنْجِي من عذاب الله ، المُوصِل إلى رضوانه ؛ فليقل خيرًا ، أو لِيَصْمُتْ ، وهَذَا مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ ؛ لِأَنَّ الْقَوْلَ كُلَّهُ : إِمَّا خَيْرٌ ، وَإِمَّا شَرٌّ ، وَإِمَّا آيِلٌ إِلَى أَحَدِهِمَا ، فالْمَرْءَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ؛ فَلْيُفَكِّرْ قَبْلَ كَلَامِهِ ، فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفْسَدَةٌ ، وَلَا يَجُرُّ إِلَى مُحَرَّمٍ ، وَلَا مَكْرُوهٍ ؛ فَلْيَتَكَلَّمْ ، وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا ، فَالسَّلَامَةُ فِي السُّكُوتِ ؛ لِئَلَّا يَجُرَّ الْمُبَاحُ إِلَى الْمُحَرَّمِ ، وَالْمَكْرُوهِ .
فهذه الوَصِيَّةُ الغاليةُ أصلٌ في حِفظِ اللسان .
قال ابن القيم رحمه الله : وَمِنَ الْعَجَبِ : أَنَّ الْإِنْسَانَ يَهُونُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ وَالِاحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ ، وَالظُّلْمِ ، وَالزِّنَا ، وَالسَّرِقَةِ ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ ، وَمِنَ النَّظَرِ الْمُحَرَّمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ ، حَتَّى تَرَى الرَّجُلَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَاتِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ؛ يَنْزِلُ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ ؛ وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ، وَلَا يُبَالِي مَا يَقُولُ !! . والله المستعان .
وللحديث بقية مع المهارة الثانية ..

القطوف الندية من الخطب المنبرية

19 Oct, 17:36


من مشكاة النبوة /
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) . رواه مسلم .
هذا الحديثِ يخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَدعُو بعْدَ التشهُّدِ الأخيرِ في الصَّلاةِ وقبْلَ التَّسليمِ ، ويقولُ :
« اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بك » ، أي : أَلْجَأُ إليك وأَعتَصِمُ بك وأَستَجِيرُ بك أنْ تُنَجِّيَنِي .
« مِن عَذابِ القَبرِ » وهو عُقوبَتُه وفِتنتُه ؛ لأنَّه أوَّلُ مَنزِلٍ مِن منازِلِ الآخِرةِ ، ومَن نجَا وخَلُص مِن عذابِ القَبرِ فما بَعدَه مِن مَنازِلِ الآخِرةِ أيسر منه وأسهلُ ؛ لأنَّه لو كان عليه ذَنبٌ لكُفِّرَ بعذابِ القَبرِ .
« ومِن عذابِ النَّارِ » ، وهي النَّارُ التي أعَدَّها اللهُ تعالَى عِقابًا لمَن خالَفَ أمْرَهُ وعصاهُ - أعاذَنا اللهُ منها بفَضلِه ورحمتِه - في الآخِرةِ ، ومِن صِفاتِ المؤمنينَ أصحابِ العُقولِ الصَّحيحةِ ، والقُلوبِ السَّليمةِ : أنَّهم يَسْتَعيذونَ منها دَوْمًا ، ومَن سَلِمَ مِنَ النَّارِ وزُحْزِحَ عنها فإنَّه يَدخُلُ الجنَّةَ ، وذلك هو الفوزُ العظيمُ .
« ومِن فِتْنةِ المَحْيَا والمَمَاتِ » الفِتْنةُ : هي الامتِحانُ والاختِبارُ ، وما مِن عَبدٍ إلَّا وهو مُعرَّضٌ للابتِلاءِ والفِتَن في الدُّنيا والآخرةِ ؛ ولذلك فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد علَّم أُمَّتَه الاستِعاذةَ مِن الفِتَنِ ، وفِتنةُ المَحْيَا يَدخُلُ فيها جميعُ أنواعِ الفِتَنِ الَّتِي يتعرَّضُ لها الإنسانُ في الدُّنيا ؛ كالكُفرِ والبِدَعِ والشَّهَواتِ والفُسوقِ ، وفِتنةُ المَماتِ يدخُل فيها سُوءُ الخاتِمةِ وفِتنةُ القَبْرِ - كسؤالِ الملَكينِ - وغيرُ ذلك .
وقولُه : « ومِن فِتْنةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ » ، أي : أنْ أُصَدِّقَه ، أو أَقَعَ تحتَ إغوائِه ، وهو أعظمُ الفِتَنِ وأخطَرُها في الدُّنيا ؛ ولذلك حذَّرتِ الأنبياءُ جميعًا أُمَمَها مِن شرِّه وفِتْنتِه ؛ ولذلك كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَستعِيذُ مِن فِتْنتِه في كلِّ صلاةٍ ، وبيَّنَ أنَّ فِتْنتَه أعظَمُ الفِتَنِ مُنذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ عليه السَّلامُ ، وظُهورُه مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ ، يَبتلي اللهُ به عِبادَه ، وأَقْدَره على أشياءَ مِن مَقدوراتِ الله تعالى : مِن إحياءِ المَيتِ الذي يَقتُلُه ، ومِن ظُهورِ زَهرةِ الدُّنيا والخِصْبِ معه ، وجَنَّتِه ونارِه ، ونَهْرَيْهِ ، واتِّباعِ كُنوزِ الأرضِ له ، وأمْرِه السَّماءَ أنْ تُمطِرَ فتُمطِرَ ، والأرضَ أن تُنبِتَ فتُنبِتَ ؛ فيَقَعُ كلُّ ذلك بقُدرةِ الله تعالَى ومشيئتِه .
* ويقال هذا الدعاء في الصلاة بعد الانتهاء من التشهد الاخير وقبل التسليم ، سواء كانت فرضا او نفلا .
* وهل هو واجب في الصلاة او مستحب ؟
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
وفي التعوّذ من هذه الأربع في الصلاة قولان :
القول الأول : أنه واجب ، وهو رواية عن الإمام أحمد .
والقول الثاني : أنه سُنَّة ، وبه قال جمهور العلماء .
ولا شَكَّ أنه لا ينبغي الإخلالُ بها ، فإن أخلَّ بها : فهو على خَطَرٍ من أمرين :
1. الإثم .
2. ألا تصح صلاته ، ولهذا كان بعضُ السَّلف يأمر مَنْ لم يتعوَّذ منها بإعادة الصَّلاة .
والأرجح هو قول الجمهور انها سنة مستحبة .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

18 Oct, 09:41


خطبة / الصحة تاج على رؤوس الاصحاء !! .
تاريخ : ١٥ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك العريمة .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Oct, 04:13


لكن هذه الفضيلة لأهل البلاء لا تدعو إلى طلب البلاء وتمنيه ؛ فإن الخير في العافية مع الشكر ، قال مطرف بن عبد الله : " نظرت في العافية والشكر فوجدت فيهما خير الدنيا والآخرة ، ولأن أُعافى فأشكر ؛ أحب إلى من أن أُبتلى فأصبر " .
ومن أسباب بقاء العافية : الإكثار من الدعاء بالعافية ، وفي الحديث " سلوا الله العفو والعافية ؛ فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية " .
ومن أسباب بقاء العافية : الأخذُ بالأسباب الحِسِّيَّة من التَّداوي والعلاج ، واللقحات الموسميةِ كلِقاحِ الإنفلونزا وغيره ، فهذا من استدفاع القَدَر بالقَدَر ، ولا يُنافِي كمالَ التوكُّلَ على الله .
نسألُ اللهَ أنْ يَدفعَ عنا البلاءَ والداءَ والوباءَ ، وأنْ يُمتِّعَنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحيانا ، وأنْ يجعلَه الوارثَ منا .
اللهم اجعلنا ممن إذا أُعطيَ شكرَ ، وإذا أذنبَ استغفرَ ، وإذا ابتُليَ صبرَ . اللهم وفَّقْ وليَّ أمرِنا ووليَّ عهدِه لما تحبُّ وترضَى ، وخُذْ بناصيتِهِما للبرِّ والتقوى . وارزقهمْ بِطانةَ الصلاحِ والفلاحِ .
اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Oct, 04:13


خطبة جمعة ١٥ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد الصفار .
https://t.me/Khutb_Saad
الخطبة الأولى : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء! 15/4/1446
الْحَمْدُ للهِ سَامِعِ كُلِ شَكْوَى ، وَدَافَعِ كُلِ بَلْوَى ، وَعَالَمِ السِّرِ وَالنَّجْوَى ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِّيكَ لَهُ ، يَبْتَلِي عِبَادَهُ بِالسَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ المُجْتَبى ، وَنَبِيُّهُ الْمُصْطَفَى ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضَى ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ، ومن اقتفى . أمَّا بَعدُ :
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -؛ ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ .
عباد الله : شابٌ مشلولٌ لا يتحرك منه إلا رأسه ، فسئلَ عما يَتمناهُ في حياتهِ ، فذكرَ ثلاثَ أمانيَ تُقطِّعُ القلبَ ، قال : أتمنى أن أسجدَ للهِ سجدةً ، ولو لم أقمْ بعدَها حياً ، وأتمنى أن أقلبَ ورقةً واحدةً من المصحفِ ، وأتمنى أن أضمَ والدتيْ في يومِ عيدٍ أو فرحٍ .
نعم يا عباد الله إنَّ نعمةَ الصحةِ والعافيةِ تاجٌ على رؤوسِ الأصحاءِ ، لا يراهُ إلا أهلُ المرضِ والبلاءِ .
وإن تاجَ الصحةِ لهو ثالثُ ثلاثةٍ ، تُمثلُ الحياةَ بحذافِيرِها : الصحةُ والأمنُ والقوتُ ، فقد قَالَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " .
ومع أن المعافاة في الجسد ثلث الدنيا ، وهي التاج والكنز ، لكن الكثير من المغبونين يبيعونها بثمن بخس ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم -: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ " .
ونحن عنها يومَ القيامةِ مسؤولين ، كما قالَ تعالَى : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } . وقَالَ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ ـ أي العبد ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، مِنْ النَّعِيمِ ، أَنْ يُقَالَ لَهُ : أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ ، وَنُرْوِيَكَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ " .
أيها الحبيب المعافى : إنَّ كلَّ حاسةٍ من الحواس ، وكلَّ نسمةٍ من الهواء ، وكلَّ ذرةٍ من العافية ، لا تقدرُ بثمنٍ ، إنَّ أموالَك كلَّها لا تساوي شربةَ ماءٍ واحدةٍ !! .
ذكرَ أهلُ السيرِ أنَّ ابنَ السَّمَاك دخلَ على هارون الرشيد ، وهو يشرب فقال له : أستحلفك بالله ، لو أنك مـُنعت هذه الشربة من الماء ، فبكم كنت تشتريها ؟ قال :‏ بنصف ملكي ، قال : اشرب هنأك الله ، فلما شربَ قال :‏ أستحلفكَ باللهِ – تعالى - لو أنَّكَ مُنعتَ خروجها من جوفكَ بعد هذا ، فبكم كنت تشتريها ؟ قال هارون : بملكي كله . فقال : ‏يا أمير المؤمنين : إنَّ ملكاً قيمتهُ شربةُ ماءٍ ، وبولةٌ واحدة ، لخليقٌ ألا يُنافس فيه . فبكى هارون الرشيد ، حتى ابتلّت لحيته .
فإلى كل معافى نقول : بادر بالتوبة ، واستثمر تاج الصحة في العمل الصالح .. وفي الحديث " اغتنم خمسًا قبل خمس : ـ وذكر منها ـ وصحتك قبل سقمك .. " .
اللهم إنا نعوذ بك مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ .

الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ الذي كفَى ووقىَ وهدَى ، والصلاةُ والسلامُ على إمامِ الهُدى ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن اهتدَى ، أما بعدُ :
ثمَّ اعلموا أيها المسلمون : أنَّ دوامَ الحالِ من المحال ، وأنَّ عافيةَ الدنيا لا تستمر ولا تدوم ؛ فكانَ لا بد من البلاءِ ، ومَا البَلاءُ إِلا مِيْزَانُ عَدْلٍ وَسَاحَةُ تَمْحِيْص ، فَفائِزٌ أَدْرَكَ بالصَّبرِ بِرّاً ، وَخائِبٌ أَدْرَكَ بالتَّسَخُطِ والإِعْرَاضِ خُسْراً : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } .
ولعلَّ في غروبِ بعضِ العافيةِ خيراً للعبد ، فمن خيرِ ذلك الغروب : أنَّهُ يذكّرهُ بعظمِ هذه النعمة فيشكر الله – تعالى – عليها ، فكم من إنسان لا يعلم فضل الشمس إلا حين تشرق وحين تغيب ، وقد كان يقال : " لا خير في بدن لا يُنكأ ، ولا في مال لا يُرزأ " ، وقيل : " لا يعرِف طعمَ النعمة إلا من نالته يد العلة والبلاء " .
ومن وجوه الخير لذهاب بعض العافية : حصول عبادة الصبر لمن صبر ، فكم لأهل الصبر على البلاء من الأجور العظيمة عند الله – تعالى -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يود أهل العافية يوم القيامة - حين يعطى أهل البلاء الثواب - لو أن جلودهم كانت قُرِضتْ في الدنيا بالمقاريض " ، والله – تعالى – يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .

القطوف الندية من الخطب المنبرية

17 Oct, 04:10


تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365: https://aka.ms/GetM365‏

القطوف الندية من الخطب المنبرية

11 Oct, 09:34


خطبة / وللكبار حقهم وشرفهم !! .
تاريخ : ٨ / ٤ / ١٤٤٦
أخوكم / سعد بن سعيد الصفار .
جامع / مبارك العريمة .
محافظة / وادي الدواسر .
دعواتكم لأنفسكم ، وأهليكم ، ولأخيكم ، ولولاة أمركم ، والمسلمين ..
رابط الخطبة على قناتي في التليجرام ..
https://t.me/Khutb_Saad

1,631

subscribers

2

photos

391

videos