📩 #السؤال :
يقول في رسالته : نحن نقضي وقت المغرب حتى العشاء في الجلوس أمام مشاهدة المباراة في التلفاز وأحياناً سماعها بالراديو ، ونصلي لكن بعد انتهاء وقت العشاء ، فهل نقدم المغرب على العشاء أم العشاء على المغرب؟ أفيدونا أفادكم الله.
📋 #الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد :
فالواجب على كل مسلم أن يقدم حق الله على هوى نفسه ، وعلى مشاهداته للمباراة وغير المباراة. فالصلاة حق الله ، وهي #فرض على المسلم في كل وقت ، ومن فرائضها أن تؤدى في الجماعة.
فالواجب على من يشاهد المباراة وعلى غيره أن يدع ما هو فيه عند حضور الصلاة ، وأن يبادر ويسارع إلى أدائها مع إخوانه في الجماعة ، وليس له عذر أن يترك الجماعة ويصلي في البيت بعدما تنتهي الجماعة، وبعدما يفرغ من حظه العاجل بالمباراة ، فهذا #غلط عظيم #ومنكر كبير فيجب الحذر منه.
فالواجب على المسلمين أن يهتموا بأمر دينهم قبل كل شيء ، والصلاة هي أعظم الأركان وأهم الأركان بعد الشهادتين ، وقد قال فيها الرب عز وجل : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة :238] ، وقال سبحانه : {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء :103] ، وقال : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة :43] يعني : صلوا مع المصلين.
وقال سبحانه : {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء :102] الآية.
👈 فلم يعذرهم سبحانه مع الخوف ومع القتال لم يعذرهم في ترك الجماعة وترك الصلاة مع المسلمين ، بل أمرهم أن ينقسموا طائفتين : طائفة تصلي معه مع الرسول ﷺ ثم تنصرف ، ثم تأتي الطائفة الأخرى فتصلي معه بقية الصلاة ، فيكونوا كلهم صلوا في الجماعة مع الخوف ومع مقابلة العدو ، فكيف بحال الأمن والراحة.
فالمقصود أن الواجب على المؤمن أن يقدم حق الله ، وأن يرعى هذه الصلاة العظيمة ، وأن يؤديها مع إخوانه في بيوت الله في المساجد ، وأن يحذر إيثار مباراة أو غيرها على ذلك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر) قال لعبد الله بن أم مكتوم لما سأله عن صلاة الجماعة وقال : يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أصلي في بيتي؟ قال له النبي عليه الصلاة والسلام : هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال : نعم ، قال : فأجب ، وفي لفظ قال : لا أجد لك رخصة ، فإذا كان لا يجد رخصة للكفيف الذي ليس له قائد يلائمه فكيف بحال غيره؟!
❌ ثم التهاون بأدائها في الجماعة وسيلة إلى تركها بالكلية ، ووسيلة إلى التساهل بها حتى لا تؤدى إلا في آخر الوقت ، فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك ، وأن يصلي مع إخوانه في مساجد الله ، وأن يبادر إلى ذلك ، وأن لا يتشبه بالمنافقين ، فالمنافق هو الذي يتساهل بها ولا يبالي بأدائها في الجماعة ، فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بالمنافقين ، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في أمر الجماعة : لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق -وفي لفظ: أو مريض.
فعلى المسلمين جميعاً أن يتقوا الله ، وأن يعظموا ما عظمه الله ، ومن ذلك أمر الصلاة فإنها عمود الإسلام وأعظم الفرائض وأهم الفرائض بعد الشهادتين ، فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها في أوقاتها ، وعدم إيثار المباراة أو غيرها على ذلك ، وعلى الرجل أن يصليها في الجماعة في المساجد مع الناس مع المسلمين دائماً ، إلا أن يحبسه #مرض ، والله ولي التوفيق. نعم.
#المقدم : بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
🎙فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز
https://binbaz.org.sa/fatwas/7853/حكم-تأخير-الصلاة-عن-وقتها-بسبب-الانشغال-بمشاهدة-المباريات