فلتعلمي أن لقائي الأخير بك كان بمثابة وداعية...كنت متعلقاً بك كطفل ساذج و لا أريد أن ينتهي بي الموقف بمغادرتك...كنت كمن تشبث بحبل مهترئ ينقذه من هاوية مميتة...وكنت أنت على العكس تهمين بالمغادرة،تطلبين الرحيل بكل شغف...تنوين الركض فزعاً كمن يهرب من فيضان...في الحقيقة كان هناك فيضان بالفعل لكنك لربما لم تشعري...لم تعرفي أن الذي أمامك فاض حنينه في عينيه فكادتا تنفجران وأنه أسر الدمع الذي لم ولن ينهمر أمامك وأمام من تعرفين من الناس...ذاك الدمع لم يسكت على ظلمي له بأسره...قد انتقم مني شر انتقام فأمطر جمراً على قلبي فانفطر...ومنذ ذلك اليوم وأنا أتخبط بين إشراقة وغروب حزين...أضيع في الشوارع التي أفضلها فأنسى من أنا....أعيش وكأنني أعيش...وفي داخلي حوارات لا تنقطع...وجدالات لا تنطفئ...وشجارات لا ترضى بغير القلب ضحية....إنني في منفى...منفى في أحضان وطني الذي ألفته...إنني في كل يوم أرسل لك رسالة بأنني سأعود وسأنتصر على سوداويتي...ولكن هذه الرسائل الجمّة لا تصلك...ربما لأنني لا أرسلها...بل لأنني لم أكتبها من الأساس...إنني الآن أكتب لك أولى الرسائل دون علم سوداويتي فإن لم أرسل شيئاً لك بعد هذه الرسالة فاعلمي أني وقعت في فخ معتم...في ظلام دامس...حينها لا أريد منك إلا طلباً واحداً فقط...تعالي إلي بمصباحك.💙