قناة د حامد الإدريسي فطرة

تعب يدكِ وسام شرف!
كل أثر على يدكِ من أعمال البيت هو دليل على حبك وتفانيك في بناء أسرتك،

يدك المتأثرة بأعمال البيت دليل شرفك أيتها المؤمنة ،
فهي شاهدة على تفانيك في تحقيق السكن لأسرتك وزوجك ،
إنها وسام تشابهين به سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها،
التي مجلت يدها ( تقرحت ) في خدمة علي وبنيه رضي الله عنهم أجمعين.
إنها كالجراحات التي تصيب المجاهد في سبيل الله ...

ما هي أكثر لحظة شعرتِ فيها أن تعبكِ في بيتك كان مصدر فخر لك؟
شاركينا تجربتك في التعليقات لنلهم بعضنا البعض!

#المرأة_والأسرة
#فاطمة_الزهراء
#حامد_الإدريسي
#شراكة_لا_قوامة

‎⁨ما يجب العدل فيه بين الزوجات وما لا يجب د. فاتن المشرف⁩.pdf

https://youtu.be/pfrR_LC8tIs?si=vi3KEuOf7s_ihrqS

‏خاص للرجال 🛑🛑:
إلى كل من يبحث عن الزوجة الصالحة!

يؤسفني أن أخبرك بالمعلومة التالية: لقد انتهت صلاحية النساء للزواج مع نهاية جيل السبعينات، فجيل اليوم صالحات للعمل والدراسة والمكاتب.

نعم، كما سمعت، فلقد حصل تغيير كبير ليس على مستوى الأخلاق، ولكنها لم تعد صالحة لدور السّكن الذي خلقت له، بفعل التكوين الجديد الذي حصلت عليه من خلال المناهج التعليمية والمدارس، حتى تكونت لديها فوبيا الزواج، وأصبح البيت بالنسبة إليها مكان النوم فقط.

لقد كانت المرأة قديما تتلقى برنامج عيش متكامل من أمها وجدتها، وبسبب طول احتكاكها بهما، يتم نقل ذلك الموروث المعرفي والحضاري، الذي يحوي كل ما تحتاج إليه من مهام ومعارف حتى الطب الشعبي، ومن خلال هذا الاحتكاك اليومي يتم صقلها في كل ما تحتاج إليه في مهمتها "إدارة الأسرة" فتنتقل إلى منزل الزوج ومعها خبرة عشر سنوات في إدارة البيت، بل تكون قد ربت بيدها خمسة من إخوانها، فتأتيك وكأنها حِرفي متمرس تخرج على يد حرفي ماهر لازمه منذ الطفولة، أي أنها زوجة صالحة للدور الذي خلقت له، منشغلة به، مهيأة له، مستعدة له نفسيا وبدنيا وفكريا.

أما جيل الثمانيات فما فوق، فقد أصبحت المرأة تهيأ فيه لتكون سكرتيرة ومهندسة وطبيبة، لذلك أصبحت تحتاج إلى ثلاث نساء ليساعدنها في مهمة إدارة البيت: طباخة، ومنظفة، ومربية، وفوق ذلك لم تعد لديها الطاقة النفسية لهذه المهنة التي تشبعت باحتقارها، لقد سمعت منذ صغرها مقولة: أنت لست دجاجة تبيض! لقد درست كل هذه السنوات وتعبت كل هذا التعب، حتى لا تأتي أنت لتقول لها: مكانك البيت...

نعم، تستطيع اليوم أن تعثر على موظفة ممتازة في أسبوع، ولا تستطيع أن تعثر على زوجة صالحة في سنوات، والعكس تماما كان قبل أربعين سنة.

ما الحل؟

الحل أن تعثر على زوجة قابلة للإصلاح، بشرط أن تكون قادرا على إصلاحها عبر فهمك لمنظومة القوامة، بركنيها: المعاشرة بالمعروف والطاعة بإحسان، وهذا النموذج هو ما أقدّمه لك عبر رخصة القيادة الزوجية، التي هي عصارة العصارة في كل ما تحتاج إليه لبناء نموذج عيش متوافق مع الفطرة، وفق نظرية الخليفة وسكنه.

لكن أين نعثر على الفتاة القابلة للإصلاح؟

لا بد من توفر شروط في الزوج من أهمها:

الوعي: بأن يكون مدركا لدوره في التقويم، مدركا لصلاحياته.

الأخلاق والدين: فلا يمكن أن تقنع شخصا آخر لا يرى فيك قدوة.

القوة: النفسية والمادية، فإذا رأت فيك ضعفاً صعب عليها قبول قوامتك.

ولا بد من توفر شروط في الزوجة من أهمها:

صغر السن: فلا يمكن أن تعيد بناء الشخصية بعد منتصف العشرين، وكلما كانت أصغر، كان استعدادها أعلى، فلو تزوجتها بعيد البلوغ فلن تجد صعوبة في إعادة تشكيلها على النموذج الذي تريد.

قوامة الأب: أن تكون تربت في أسرة فيها أب قوام، فهو يساعدك على تحقيق المقصد، ولا يكون عائقا أمام الزوج.

ليست ذات حلم: أما صاحبة الحلم فقد برمجت نفسها على تحقيق حلمها، لذلك سوف تناضل بكل قوتها للتحرر منك لتحقق حلمها أولا.

غير موظفة: وهذا شرط أساسي، فإن المرأة المستغنية عن الزوج لن تتحمل منه التقويم.

التواضع: فالمتكبرة بأسرتها أو مالها أو جمالها، يصعب تأديبها.

ثم تستعين بالله وتضع أهدافا وخطوات، وتبدأ بالموعظة الحسنة والتقويم اللين وتشتد في مواضع الشدة، والوعي في لحظات الأنس، وهكذا تستمر لترى الثمرة إن شاء الله بعد سنتين إلى خمس سنوات.

نعم، هكذا يمكن أن تجد الزوجة الصالحة، وإلا فستتحمل عناء العيش مع فتيات هذا النموذج المعاصر، وهو عناء شديد، تفقد فيه المرأة كل ما يحتاجه الزوج من متعة وخدمة وطاعة، ولا يبقى فيها إلا النكد والمطاولة والعناد.

عمل المرأة يهدم مقاصد الشريعة الخمسة!

جاءت الشريعة لحفظ المقاصد الخمسة، والتي هي الدين والنفس والمال والعرض والعقل.

وإذا نظرنا إلى عمل المرأة فإننا نجده يناقض المقاصد الخمسة للشريعة ويهدمها، فأول المقاصد حفظ الدين، ومعلوم أن ذهاب الدين إنما يبدأ من الفتن، وأول فتنة فتن بها بنو إسرائيل كانت في النساء، قال صلى الله عليه وآله وسلم "اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

وأما حفظ النفس فمعلوم ما يسببه الاختلاط والتزامل من صراعات تؤدي إلى التشاحن وإلى القتل في كثير من الأحيان، ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية، في عام 2022، قُتلت حوالي 118 امرأة على يد شريكها الحالي أو السابق، وهو ما جعل الرئيس الفرنسي ماكرون يخرج بمقولته الشهيرة:"من العار أن تُقتل امرأة كل ثلاثة أيام في فرنسا".
.
وأما حفظ المال، فالأمر أظهر من أن ندلل عليه، فقد قال الله تعالى {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} قال ابن عباس: والنساء أسفه السفهاء، أي في التصرف في المال، ولذلك فإن ٨٠٪ من المشتريات في العالم هي من النساء،علما أن مشاركتهن في سوق العمل عالميا لا تتجاوز ٤٧٪. ولذلك أعط الرجل وظيفة سيفتح أسرة، أعط المرأة وظيفة سيتم فتح ماركة جديدة في المول، فتصور اليوم حين أعطيت الوظائف للنساء والرجال عاطلون؟ ماذا حصل من فساد في المجتمعات!

وأما حفظ العرض فإن خروج النساء واختلاطهن بالرجال هو سبب فساد الأعراض ودخول الاختلاط في الأنساب بسبب حالات الزنا المرتفعة، فبلد تختلط نساؤه ورجال ترتفع نسبة حصول الزنا فيه أكثر من البلد الذي لا تخرج نساؤه من البيوت، بنسبة ٩٩٪. قال ابن القيم : لا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة. واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة."

وأما حفظ العقل، فمعلوم ما تحدثه المرأة في قرارات الرجل من اختلال، وقل نص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على إذهابهن لعقل الحليم، قال صلى الله عليه وآله وسلم "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" ، هذا في الحلال، فكيف حين يكن متجملات في الحرام كأن رؤوسهن أسنمة البخت، ولذلك ما أكثر من ضاع ماله وتجارته وجن جنونه بسبب امرأة.
وقد ثبت في دراسات كثيرة أن الرجل إذا استثير جنسيا يفقد قدرته على اتخاذ القرارات بشكل سليم، واسأل شركات البيع لماذا تستخدم الفتيات الجميلات وكيف يؤثر ذلك على المبيعات، تدرك أثر خروج المرأة على عقل الرجل.

إن عمل المرأة اليوم، هو الكارثة الكبرى التي أصابت المجتمعات الإسلامية، وإن سكوت العلماء عن هذه الكارثة، هو الذي جعلها تمس النخاع الشوكي في المجتمع: الأسر الصالحة.

المستشار الأسري د حامد الإدريسي

قال له: أنت مع أفكار حامد الإدريسي؟
فأجابه: أنا لست مع حامد الإدريسي، ولم ألتق به يوما...

لكني مع القوامة والطاعة وحق الرجل في التعدد إن كان يقدر على العدل، وحقه في تأديب زوجته إن نشرت عليه، وأن مكان المرأة بيتها، وأن الزواج قوامة لا شراكة، وأن الزوج سيد في بيته، وأن خروج المرأة للعمل خطر عليها وعلى أسرتها وعلى أطفالها، وأن التزامل حرام، وأن الرجل الحق لا يرضى أن يكون لزوجته مدير أو زميل، وأن أي تعليم يشغل المرأة عن بيتها وأسرتها فهو مضيعة وقت، وأن قرار المرأة في بيتها فضيلة دينية وعبادة تتقرب بها إلى الله، وأن الله فضل الرجال عن النساء بالعقل والقوة، فخلق الرجل لمهام الاستخلاف وخلق المرأة لتكون سكنا له، وأعفاها من الكد والسعي والكسب والجهاد وسائر تلك المهام رحمة بها وتخفيفا عليها، وأن أكبر ظلم ظلمته المرأة في عصرنا أن كلفت التكسب والخروج من بيتها كل يوم...
فإن كنت تقصد هذه الأفكار، فهي ليست أفكار حامد الإدريسي، بل هي شرع الله الذي نزل على محمد ﷺ والذي عاشت عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة وجداتي وجدتك إلى ما قبل الاستعمار.
فقال له: ومن يعالج زوجتك؟ فقال له : زوجتك...
هنا انتهى الحوار.

#معضلة_الطبيبة
#التزامل

📍 لا أحد ينكر أثر العولمة العالمية في قلب نظام المجتمع المسلم، ولذلك فإن أي محاولة لمقاومة هذه العولمة يثير ردة فعل حراس العولمة في مجتمعنا، ولولا ردة الفعل هذه لكان الخلاف فيها مما يسعه النقاش الهادئ والحوار المتعقل، وفي الأخير يبقى الإنسان حرا في أن يختار نمط العيش الذي يريد أن يعيشه قال تعالى {قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا}.
📍خروج المرأة للعمل تحت ضغط "اصنعي نفسك وكوني مستقلة عن الرجل" قد أدى لانقلاب وضع الأسرة وأصبحت المرأة تأنف من القيام بدورها الأساسي بل تخاف من انقلاب الرجل عليها يوما ما، ولذلك فهي تصارع من أجل معركة وهمية وتستنزف شبابها في السعي وراء العمل، ليس من أجل المال في حد ذاته ولكن من أجل أن تحافظ على استقلاليتها، وهذا قد سبب شرخا في الأسرة وتصدعا في بنيتها، وكل من يعمل في مجال الإصلاح الأسري سيدرك ما يعنيه عمل المراة في معادلة الاستقرار الأسري.
⚠️على من يختار زوجة عاملة أن يدرك أثر ذلك على مستقبل أسرته ويكون على علم بتوابع ذلك ولوازمه، أما أن يقبل بها عاملة ثم يأتي في منتصف الطريق ويتذمر من ما يمكن أن يراه من تفريط في الأسرة أو خطر على العرض، فإنه يوقع الأسرة في هزات عنيفة كان يمكن تجنبها منذ البداية، وكما قيل: يداك أَوكَتا وفوك نفخ.

#عمل_المرأة

المستشار الأسري د حامد الإدريسي

رأيي في عمل المرأة باختصار ⚠️

📍فرق بين أن تعمل المرأة وبين أن تجبر على العمل.
📍فرق بين أن تعمل المرأة وبين أن تستغل أنوثتها باسم العمل. (يرجع إلى الأبحاث التي تتكلم عن التمييز بين الرجل والمرأة في الغرب في الراتب والمميزات بسبب الجنس)
📍فرق بين أن تعمل المرأة وبين أن تكون هي نفسها بضاعة تسوق بها السلع.
📍فرق بين أن تعمل المرأة بعقلها وخبرتها، وبين أن يكون جسدها هو سبب توظيفها، وإبراز معالمه هو سبب بقائها في ذلك العمل (العمل في مجال الفندقة كمثال)
📍 فرق بين أن تنال المرأة حقها في العمل وبين أن تفرط بسبب العمل في حق رضيعها في الحليب والحنان والأمومة.
📍فرق بين أن تعمل المرأة، وبين أن تعتبر فاشلة إذا لم تعمل.
📍فرق بين أن تعمل المرأة وبين أن تقطع صلتها بالأمومة كي تحافظ على مكاسب العمل (المضيفات في شركات الطيران الخاصة كمثال)
📍فرق بين أن تعمل المرأة وبين أن تتحمل التحرش بسبب العمل (في فرنسا تتعرض النساء في العمل لنسبة تحرش تصل إلى 100%)
📍 فرق بين أن تعمل المرأة وأن تُمنع من حقها في الجلوس في البيت حين لا يناسبها العمل أو حين يكون رضيعها أولى بها.
📍عمل المرأة ليس هو الطب والهندسة، هذا يمثل 2% من الوظائف، حين نتحدث عن عمل المرأة يجب أن نتحدث عن عاملات المصانع اللواتي يشكلن الأغلبية، وهن اللواتي ينبغي النظر إلى أحوالهن، فالحكم في الإسلام ينظر إلى الغالب الأعم، وليس النادر الذي لاحكم له.
📍 أكبر حق ضمنه الإسلام للمرأة هو "الحق في عدم العمل" وهو ما لا يمكن أن يحلم به الرجل أو المرأة الغربية.
📍 أكبر اعتراف اعترف به الإسلام للمرأة، اعترافه بدورها في الأسرة، وأنها تستحق بسبب الأمومة كل ما يكسبه الرجل، وتنال بسببها المكانة الكاملة في سلم الوظائف في المجتمع فيعبترها في أعلى قمة هذا السلم، ففي نظر الإسلام الأمومة وظيفة كاملة تستحق راتبا وتفرغا 24H، وتستحق اعترافا كاملا من المجتمع.
📍أكبر ظلم للمرأة أن لا نعتبر أمومتها وظيفة كاملة، وهو ما بدأت تتنبه له بعض المجتمعات الغربية الراقية.
📍حق المرأة في العمل لا يوازي حقها في سلامة عرضها، فمهما وجدت بيئة فاسدة فإن الإسلام يكفل لها حقها في حفظ عرضها وابتعادها عن ما يمكن أن يؤذيها حتى وإن لم تكن تستجيب لذلك التحرش فليس العبرة في استجابتها للتحرش بل العبرة في الأذى الذي ينالها بسببه، قال تعالى {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}
📍لقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "لو رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما عليه نساء الأنصار لمنعهن المساجد" أي أن تغير الحال يؤدي إلى تغير الفتوى، فماذا لو رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما عليه نساء اليوم؟ ومصانع اليوم؟ ومدارس اليوم؟
📍من حق الرجل الغيور على زوجته والحريص على أبنائه أن يختار أمّا تناسب تصوره، واحتياجاته، وأي أب لا يوفر زوجة متفرغة لأبناءه 24H بكامل طاقتها وعواطفها، فهو قد قصر في حق أطفاله.
📍من حق الرجل أن يرفض وجود مدير يتدخل في حياة زوجته ويأمرها وينهاها ويغضب عليها ويستفزها وربما يلاطفها ويمازحها، هذا حق ثابت للرجل، وهو اختيار الفطرة والأقرب إلى مقاصد الشرع، وليس من حق أي شخص أن يفرض على أحد إخراج نسائه ليعملن عنده.
📍 شروط إباحة عمل المرأة في الإسلام واضحة وبسيطة، وهي في قوله تعالى {فلا تخضعن بالقول} فكل عمل يستدعي من المرأة الخضوع بالقول فهو مرفوض، وقوله تعالى {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فكل عمل تتعرض فيه المرأة للأذى والتحرش اللفظي أو البدني فهو مرفوض، وقوله تعالى {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} فكل امرأة تضطر للتفريط في حق أطفالها للعمل فهو مرفوض، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "إياكم والدخول على النساء" فكل عمل تضطر فيه المرأة إلى الخلوة فهو مرفوض، فإذا كان عمل المرأة ينسجم مع هذه الضوابط فلا بأس فيه شرعا.
📍 كمال المرأة المسلمة في القرار في بيتها، قال تعالى {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فالقاعدة في بيتها المطيعة لربها المراعية لزوجها وأطفالها في أعلى مراتب الكمال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وينبغي أن نحافظ على هذه الصورة المثالية وأن نجعلها نصب أعيننا، فمن استطاعت أن ترتفع إلى هذا المقام فلا تقصر عنه، ويمكنها خدمة مجتمعها من خلال أبواب كثيرة ليس هذا مجال تفصيلها.
📍 الأصل في المجتمع المسلم أن خروج النساء للعمل هو الاستثناء والأصل هو كفاية الرجال لهن هذه المهمة والتي نص عليها القرآن في قوله تعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} فانقلاب موازين المجتمع يؤدي إلى مفاسد عظيمة، لا يمكن إغفالها إلا من مغمض لعينيه رغبا أو رهبا أو إعجابا بالنموذج الغربي الذي تعيش فيه المرأة ندا لند مع الرجل.

بعض النساء تخاف من ألم الغيرة فتلجأ إلى ألم الطلاق، ووالله لساعة طلاق شر من سنة تعدد.

كيف نقارن شيئا يبغضه الله بشيء يحبه ويثيب عليه!

كيف نقارن شيئا تطيعين الله بالصبر عليه، بشيء تعصين الله بطلبه!

كيف نقارن أمرا هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأمر حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلا إن ثبت ميل الزوج!)

وكيف نقارن شيئا مغروسا في فطرتك (التعدد) بشيء هو ضد فطرتك (العنوسة لا قدر الله).

وتأكدي:

أن ألم الغيرة زائل، وألم الطلاق مقيم.

وأن ألم الغيرة مأجورة أنت عليه، وألم الطلاق لغير ضرر لا أجر لك فيه.

وأن صبرك في التعدد مخلوف عليك فيه بخير، وصبرك على طلاق بغير ضرر عذاب معجل.

وتأكدي أن التعدد بلا ميل ليس مما يبيح طلب الطلاق، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وما دام قد كتبه عليك فهو من الوسع الذي جاءت به شريعته، إنما الحر الذي تجده بعض النساء هو حر الكبرياء والأنانية وماذا تقول عني فلانة وفلانة.

فاصبري فقد كتب علينا القتال وهو كره لنا، لكن عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.

وأنصحك بكل شيء إلا الطلاق فإنك تستبدلين مشكلة بمصيبة، ونعمة أنت فيها بشر أنت في غنى عنه.

فاصبري إن الله يحب الصابرين، وأي حب تحتاجين بعد هذا الحب!

اصبري فإن أولادك يستحقون...

‎د حامد الإدريسي

بالطبع لا تقدم المدرسة ذلك، فيجد الطفل نفسه أمام واجبات ترهقه من الصباح إلى الليل، وأمام ضغط نفسي كبير من أجل حل تلك الواجبات، التي لا تمثل بالنسبة إليه سوى غضب الوالدين أو رضاهما، فهو إن أنجز الواجبات ينال حبهما، وإن لم ينجز الواجبات ينال سخطهما، لذلك يلجأ إلى الاستجابة لهذه الاوامر ليس لينمي مهاراته أو ليكتسب معارف، بل لينال درجة في الاختابر، لذلك يصبح مجرد ناقل للمعرفة.
يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724-1804) "التعليم يجب أن يهدف إلى تنمية الفهم العملي للفرد، وليس مجرد نقل المعرفة النظرية".
وعليه يصبح هذا النوع من التعليم تعليما عقيما لا ينتج أي مهارة، حسب تعبير الفيلسوف الإسباني خوسيه أورتيغا إي غاسيت (1883-1955) حيث قال: "التعليم الذي لا يتصل بحياة الإنسان اليومية هو تعليم عقيم لا طائل منه".
إن كره الأطفال للمدرسة مشكلة معقدة تتطلب فهماً عميقاً لأسبابها وتداعياتها، فهي السبب المباشر في كره الأطفال للتعلم، وبالتالي فساد نفسياتهم أثناء العملية التعليمية.
لقد طورت بعض الدول أنظمة تمنح الكثير من الحرية في العملية التعليمية مثل الدنمارك وفنلندا، لكن الحرية التي يقدمها نظام التعليم الحر والتعليم المنزلي، والتي تعطي للطفل حرية أوسع في اختيار أوقات الدراسة وأوقات اللعب، وتعطيه حرية أكبر في التفاعل مع المواد التي يحبها، تعتبر تجربة مثالية في هذا الواقع الذي نعيشه.
د حامد الإدريسي

لماذا يكره الأطفال المدرسة؟
هذا الشعور لدى كثير من الأطفال يطرح الكثير من التساؤلات، فما الذي يجعل طفلا يرفض أن يكون في مكان فيه أطفال مثله، يلعب معهم ويقضي أوقاتا جميلة تناسب طفولته؟
هذا هو ما كان يظن، قبل أن يدخل إلى المدرسة فيجد الباب الموصد والكرسي الذي يبنغي أن يجلس عليه ثماني ساعات كل يوم، بل حتى الكلام لا يستطيع أن يتكلم إلا بإذن.
طبعا سيكره الطفل المدرسة لأنها تناقض كل ما ينبغي أن تكون عليه طفولته، فالطفل يتحرك ويتكلم، والمدرسة تمنعه من الأمرين من الحركة والكلام.
أحد الأسباب الرئيسية لكره الأطفال للمدرسة هو النظام التعليمي الصارم والممل. في العديد من الأنظمة التعليمية التقليدية، يتم التركيز بشكل كبير على التلقين والحفظ، مما يجعل التعليم عملية روتينية ومملة. يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (1712-1778) : "التعليم هو فخ يُجبر الأطفال على تعلم ما لا يرغبون فيه ولا يفهمونه، مما يؤدي إلى فقدان الحماس الطبيعي للتعلم" فالتعلم يحول الطفل إلى آلة لخدمة المجتمع، يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (1844-1900) "النظام التعليمي يُعامل الطفل كأداة لتحقيق أهداف المجتمع، بدلاً من تنمية فضوله الطبيعي واهتماماته الخاصة"، وهذا ما أكده الفيلسوف البريطاني برتراند راسل (1872-1970) انتقد التعليم التقليدي قائلاً: "التعليم الذي يركز على الامتثال يخلق مجتمعًا من الأتباع وليس من المفكرين".
إن هذا التوجه الذي تسير عليه المدرسة بإملاءات المنظمات الدولية والبنك الدولي هو ما يقتل الإبداع في الطفل ويجعله منفصلا تماما عن العملية التعليمية، يقول شوبنهاور (1788-1860) "النظام التعليمي الذي يعتمد على الحفظ لا يزرع الفضول، بل يقتل الإبداع".
إن تحول الحياة المدرسية إلى نظام مطبق وصارم ، يجعل الكثير من الأطفال تحت الضغط يشعرون بالكره البالغ والنفور الشديد، بسبب الإرهاق والقلق الذي يجعلبه جو المدرسة الصارم، يقول الفيلسوف الدنماركي سورين كيركغور (1813-1855) "الإكراه على التعلم دون احترام قدرات الطفل يؤدي إلى نفور دائم من التعليم"وهو ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي بول ميشيل فوكو (1926-1984) بقوله: "المدرسة تفرض معايير صارمة للتحصيل الأكاديمي، مما يجعل الأطفال يعيشون تحت ضغط دائم لتحقيق النجاح".

المدرسة تقتل الإبداع لدى الأطفال:
تشجع المدارس التقليدية الامتثال والانضباط على حساب الحرية والإبداع، فالطفل طفل، ومحاولة تحويله إلى موظف ملتزم، يجعله يشعر بأنه خرج من طفوليته، لذلك فإن الأطفال الذين يشعرون بأنهم مُجبرون على اتباع قواعد صارمة دون مجال للتعبير عن أنفسهم يصبحون بشكل مباشر كارهين للمدرسة.
لذلك أكد كثير من الفلاسفة على ضرورة أن يكون الإبداع هو أساس العملية التعليمية، يقول الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت ميل (1806-1873): "التعليم الذي يُحصر في القوالب الجامدة يُقتل الإبداع ويحد من تطوير الشخصية الفردية"
يقول الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيجل (1770-1831) قال: "التعليم يجب أن يكون عملية تكوينية، حيث ينمو الفكر بحرية ودون قيود".
لذلك فإن شعور الأطفال بكره المدرسة شعور مبرر، ومحاولة إرغام الطفل على الذهاب تزيد من عمق هذا الشعور، فهو يولد الشعور بالاضطهاد.
يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926-1984): "المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل هي مكان تُمارس فيه السلطة بشكل خفي، مما قد يؤدي إلى توليد الشعور بالاضطهاد".
البيئة السيئة قد تقتل نفسية أطفالنا:
إن ظاهرة التنمر في المدارس هي ظاهرة مرتبطة بالهرم الاجتماعي حيث تعتبر المدرسة مجتمعا صغيرا يعبر عن مشاكل المجتمع، ويدخل الطفل في عمق هذه المشاكل وهو لا يزال طريا، لذلك فإن التجارب السلبية، مثل التنمر أو الفشل الأكاديمي، تجعل المدرسة مكانا مرتبطا بالخوف والحزن، بخلاف البيئة التي ينبغي أن يكون عليها التعلم.الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي (1891-1937) عبر عن ذلك بقوله: "التنمر في المدرسة هو انعكاس للهرم الاجتماعي القائم على الهيمنة والقمع، والذي يقتل الروح المعنوية للأطفال".
لذلك فإن عدم وجود بيئة آمنة ودودة، تجعل الطفل يعيش قلقا نفسيا يمنعه من التعلم، يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (1712-1778) "الطفل يجب أن يتعلم في بيئة آمنة وودودة حتى ينمو بشكل سليم".

لماذا يحب الطفل شيئا لا ينتمي إليه؟
أحد العوامل التي تؤدي إلى كره الأطفال للمدرسة هو عدم ارتباط المواد الدراسية بحياتهم اليومية واهتماماتهم الخاصة، إننا نجد الطفل يحب معرفة العالم واكتشاف الطبيعة وعالم البحار، ويحب التاريخ والقصص، لكن عندما يشعر الأطفال بأن ما يتعلمونه في المدرسة لا علاقة له بحياتهم، يفقدون الدافع للتعلم.
يقول الفيلسوف الأمريكي جون ديوي (1859-1952): "التعليم الحقيقي يجب أن يكون تجربة تفاعلية، تربط بين المدرسة والحياة اليومية للطفل، مما يعزز الفهم العملي والعلاقة الشخصية بالمعرفة".

كيف نعرف العالم؟

يعرف العالم من خلال:

إنتاجه العلمي: وذلك من خلال مؤلفاته في ذلك الفن
نظرياته الفكرية: وهي نظريات يعترف بها أهل ذلك التخصص ويعتمدونها
طلبته الذين أخذوا عنه: وهم الذين ينشرون علمه ويبثون أفكاره

إذن لا نسمي العالم عالما حتى يكون رأسا في ذلك الفن إما من خلال كتبه أو نظرياته أو طلبته.

وعليه فإننا حين نستقرئ تاريخ اﻷمم، لا نجد فلاسفتها وعلماءها إلا رجالا من أهل القرى، فالعلم لا يكون في البداوة ولا يكون في النساء.

هذا في اﻷمم السابقة، أما عند المسلمين، فقد نجد بعض النساء شاركن في بعض العلوم، كرواية الحديث مثلا، لكننا لا نجد عالمات ألفن كتبا أو أسسن نظريات معرفية، ولذلك يطرح السؤال بشكل صريح، أين كانت المرأة، وهل عدم وجود عالمات سببه إقصاء المرأة كما يزعم العلمانيون؟

الجواب بسيط: أن المرأة قد انشغلت بما خلقت له، وعاشت حياتها متصالحة مع دورها، ولم تشعر قط بهذه العقدة التي تشعر بها المرأة المعاصرة، عقدة منافسة الرجل.

بل حين أرادت شيئا مما فضل به الرجل، وجاءت تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما خص به اﻹسلام الرجل، نزل قوله تعالى{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} فانتهت الفكرة النسوية في مهدها.

يكفي المرأة فخرا أنها هي أم هؤلاء العلماء كلهم، وبذلك تستوي كفة الفضل بينها وبين الرجل، كل يعمل على شاكلته، وكل يعيش وفق الفطرة التي فطره الله عليها.

كيف تعودين نفسك على طاعة زوجك تعبدا

كتاب الفاضح لمذهب الشيعة

كتاب الناصح الأمين لشيعة أمير المؤمنين، للدكتور حامد الإدريسي

لم أكن أشعر بأنني أب، بقدر ما كنت أشعر أنني قائد فريق، أو مسؤول في مدرسة للذكور، ثلاثة أبناء ثم جاءت البنت، فعرفت أني ما كنت إلا في غرور، وأن معنى الأبوة الذي كنت أتغنى به لم يكن سوى العنوان، وأن الحنان والرأفة الأبوية المغروستان في الإنسان بفطرته، لا تنفجر إلا بصراخ الأنثى يوم ولادتها، فتصرخ قائلة ها قد أتيت يا بابا، فتصرخ أنت مجيبا لها: لبيك حبيّبتاه، لبيك وريدتاه، لبيك نفيستاه، وتجمد أمام النظرة الأولى، وتأسرك النظرة الأولى، فتقع في الحب والعشق، بل في أشد دركات الهوى، وتتداخل عيناك ويتقوس حاجباك وتنفرج شفتاك وترتفع أذناك وينسدل شعرك ذات اليمين وذات الشمال، شيء لا تعبر عنه الكلمات، ولا اللوحات، ولا النغمات، وتبقى جامدا تتأمل أي حركة من حركات الملاك الصغير، فتتحرك روحك مع كل تثاؤب، وتقفز نفسك مع كل رمشة عين، إنها هي، هي التي كنت أبحث عنها كي أهبها مثاقيل الحب الخام المخبأ في مخازن النفس الأزلية...
أيها الوقح القاسي الظالم، أي عذاب وأي سخط وأي عقوبة تعرض لها نفسك حين تقسو على زوجتك، أو تجعلها تتألم بسببك، بعد أن أخرجتها من بيت أبيها ومن كنف أمها، فانتقلت إلى بيتك ونامت على فراشك، وأصبحت تملك أمرها، وها أنت تمارس عليها عجرفتك وتتيح لعنجهيتك أن تتباهى أمام ضعفها! اتق الله فيها، وإياك إياك أن تعتدي عليها أو أن تجعلها تبكي بسببك، ألا تراقب الله تعالى إذ يقول في كتابه ((فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا))
إن الأثنى رحمة إلهية تمشي على الأرض، إنها عتق من النار يترعرع في بيتك، إنها صك الغفران، الذي سيحول بينك وبين النار، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ ، قَالَ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ ؟ قَالَ : وَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ ، قَالَ : فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُوا لَهُ وَاحِدَةً لَقَالَ وَاحِدَةً ) وفي حديث آخر عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَكُونُ لأَحَدِكُمْ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ )
إن البنت أمانة في عنقك أيها الأب، وأول ما يجب عليك تجاهها أن لا تربيها لتكون حطبا من حطب جهنم، بل عليك أن تقيها نارا وقودها الناس والحجارة، قال تعالى ((يأيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)) فليكن هذا أول همك، وأسمى أهدافك، فإن تعارض مع هذا الهدف هدف آخر فإنك تضرب به عرض الحائط مهما كان في نظرك مهمّا ويحقق لها مستقبلها أو يضمن لها رزقها، فرزقها قد كتبه الله لها من قبل أن تولد، فلا ترم بها في البلدان ولا تبعدها عن عينك وصيانتك، فأنت الأب وأنت المسؤول، وإياك ثم إياك أن يستهويك كلام العلمانيين الذين يقولون لك: ليس لك دخل في حياة ابنتك، بل لك دخل في حياة ابنتك ، فهي عرضك وصيانتها من واجبك ومسؤوليتك، فأمرها بالحجاب وربّها عليه، وانهها عن التبرج والسفور، وحذرها من خطر الاختلاط، واجعل تزويجها مع أقرب فرصة تتاح لك، فكما قيل: زوج ولدك حين يريد، وزوج بنتك حين تستطيع.
نعم، لك الحق كل الحق، أن تأمرها بلباس معين، وأن تمنعها من رحلة مع رفاق الدراسة، وأن تنهاها عن مصادقة المفسدات، ولك الحق كل الحق، فأنت الأب وأنت المسؤول، ولست أنا من أعطيتك هذا الحق، لقد أعطاكه الله الذي خلقك، فقال لك رسولك صلى الله عليه وآله وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فإياك أن تترك رعيتك ترعى مع الهمل.
أسأل الله أن يصلح بنات المسلمين. آمين.
د حامد الإدريسي

حينما بشرت بالأنثى
----------------------

أحسست بشيء يتلجلج في صدري فعرفت أنها رغبة الكتابة، ففتحت جهازي ووضعت أطراف الأنامل كل في مكانه على أهبة الاستعداد، وتوقعت أن يكون الموضوع عن مكة وقدسيتها، والحرم وعظمته، وحين طفقت أطرق لوحة المفاتيح وجدت أن العنوان مختلف عما كنت أظن أن النفس تتحدث عنه، فهي قد شغلت عن الحرم ببشارة عظيمة خطرت ذكراها على القلب فأشغلته عن كل شاغل، إنها البشارة المشار إليها في قوله تعالى ((وإذا بشر أحدهم بالأنثى))..
يعود خبر هذه البشارة إلى ما قبل تسعة أشهر، حين كنت في المقهى القريب من مصحة الريف بمدينة تطوان، ورن الهاتف لتخبرني الممرضة أنني قد رزقت بأنثى، لم يسود وجهي ولم أكن كظيما، بل وجدت قشعريرة في النفس، وبهجة في الروح، أنستني بهجة اليوم الذي رزقت فيه بجعفر، وبأم جعفر، إنها ميساء، الأنثى التي انتظرتها منذ ثلاث عشرة سنة من الزواج.
لعل فرحتي الآن بالتوجه إلى مكة المكرمة هي التي ذكرتني بتلك الفرحة وجعلت الروح تقفز من هذا الموضوع إلى ذاك، فاستسلمت لهذا الإحساس الوهاج، والذي استيقظ مباشرة حين أقلعت الطائرة متجهة إلى المكان المقدس، وكأن الروح تستنشق مغفرة الذنوب والعتق من النار من وجنتي هذه الطاهرة الصغيرة التي تحرك بضحكتها مواطن في النفس لم تتحرك من قبل، ضحكةٌ تتجلى من خلالها لوامع الرحمة الإلهية المودعة في هذا الجسم النوراني الصغير، ضحكة كأنها تسبيحات الملائكة في السماوات، أو ترنمات الساجدين في خوالي الدهور.
لست أدري كيف كان الأعرابي الجلف يقابل هذه البشارة العظيمة بوجه مسود وقلب كظيم حزين، ((وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب)) أي إنسان تلك الكومة من اللحم والعظم المربوطة بألياف الصوف الملقاة على رمال الصحراء تحت ظل خيمة بالية، أي قلب يحمله وأي شعور قاس جاف مسجون بين جنبيه، كيف كانت يده الغليظة تمتد إلى ذلك الجسد الطري فتنتزعه من ثدي أمه انتزاعا، كيف كان يلقيها على كتف وهي تلاعب لحيته وتتحسس فيه الأبوة وتستمع إلى غمغمته في سعادة، كيف كان يستطيع أن يغمسها في التراب ويشاهد حركاتها البريئة حين تنزعج لحر الرمال، فتبكي بصوت تخر له الجبال هدّاً نعومة وحنانا وضعفا، أي أذن وحش هذه التي لا تحركها تلك الأصوات الملائكية؟ وأي عيون ضب هذه التي لا تبكي لذلك المشهد، وأي ظهر خرتيت هذا الذي يديره بعد أن يسلمها للرمال تخنق عبربتها، وللحفرة تأكل أنوثتها ((وإذا الموءودة سئلت، بأي ذنب قتلت))
إني لأستغرب من هذا جدا، ولكن الأشد من هذا غرابة، أن يتحول هذا الأعرابي الجلف إلى إنسان رقيق بكاء خاشع ودود، بمجرد رؤيته للأنوار المحمدية، وملامسة كفه الخشن لكفٍّ ألين من الحرير، ومشاهدته لصوت السماء ينطلق من الشفاه المحمدية الكريمة صلوات ربي وسلامه عليها، والتي تحول الفحم ألماسا، وتقلب الخشب ذهبا، وما إن يخالط الإيمان قلبه حتى يصبح ذلك الأعرابي نورا من أنوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتقطر رقة وإيمانا...
ميساء، كلمة دخلت إلى قلبي تحمل عصا خيزران تطرد بها كل من كان يزاحمها في ذلك المكان، حتى إذا لم يبق في المكان إلا هي، أخرجت دماها وجلست تلعب بشرايين قلبي وترسم على جدران ضلوعي وتتوسد وطاء كبدي، ولم تكد تبلغ شهرها التاسع، حتى صرت أردد دون إرادتي بابا تلفون، وصرت أغني وأنا في السيارة: قال جحا في ذات نهار، إني ليس لدي حمار، وسأذهب للسوق اليوم،، أبتاعه وأزيل الهم. هذه وغيرها من أناشيد طيور الجنة، القناة التي أصبحت لا تفارق شاشتنا إلا حين يتوسل النوم إلى أهدابها المنسدلة كي تعانق بعضها بعضا، وتخلد لنوم مليء بأحلام الطفولة الجميلة، عندها فقط يتاح لأبي جعفر أن يشاهد قنواته...
ميساء، كلمة صححت عندي مفاهيم الأنوثة، وعلمتني معانيها وأنا كنت أزعم أني بها عليم، وفتحت علي أبوابا من التأمل في أسرار الخلق، ففهمت معنى القوة في الضعف، والقسوة في الرقة، والألم في الحب، وعرفت بعد ميساء ما معنى الأبناء، وأي حرمان يحرمه من لم يرزق البنات، مهما امتلأت داره من الأبناء الذكور، أتمنى أن لا يقرأ عمر هذا الكلام، وأظن أنه سيقرأه بعد أن يعقل فلعله يسامحني على عدم العدل، فاللهم هذا قسمي في ما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك.

‏لم يكن رسول الله ﷺ يطلب المشورة من زوجاته، لقد قال للصحابة أشيروا علي أكثر من مرة، ولم يطلب المشورة من نسائه ولو مرة واحدة، لم يقل أشرن علي، وإنما اقترحت أم سلمة أن يحلق رأسه فأخذ برأيها، وفرق بين طلب المشورة، وبين قبولها من غير طلب.

‏نحن لا نرفض المشورة، لكنّ جعلها واجبة على الزوج ووصفه بالمستبد إن لم يستشر زوجته، هو تحريف لمعنى ⁧ #القوامة⁩ وتأكيد لمعنى الشراكة الذي هو المفهوم الحديث للزواج.

‏وهو ما يجعل الحياة بين الزوجين صعبة، فالمشورة لا تكون إلا بين المتكافئين في التفكير، والذكر والأنثى ليسا كذلك.

فإذا استشار الرجل زوجته فهذا حسن، أما إذا لم يستشرها فهذا حقه، ولا لوم عليه، لكن جعل الحياة الزوجية تسير بالشراكة والمشاورة وجعل التشاور واجبا على الزوج هو مما فرضته المنظومة الحداثية.

‏⁧ #التفاهم⁩
‏

Channel photo updated