قال الإمام الغزالي رحمه الله:
"فهذه كانت سيرة العلماء وعادتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلّة مبالاتهم بسطوة السلاطين؛ لكونهم اتّكلوا على فضل الله أن يحرسهم ورضوا بحكم الله تعالى أن يرزقهم الشهادة، فلما أخلصوا لله النية أثّر كلامهم في القلوب القاسية فليّنها وأزال قساوتها، وأما الآن فقد قيّدت الأطماع ألسن العلماء فسكتوا ، وإن تكلموا لم تساعد أقوالهم أحوالهم فلم ينجحوا ، ولو صدقوا وقصدوا الحق لأفلحوا ..... ففساد الرعايا بفساد الملوك ، وفساد الملوك بفساد العلماء ، وفساد العلماء باستيلاء حب المال والجاه ، ومن استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك والأكابر ، والله المستعان على كل حال".
📘إحياء علوم الدين ، ٢/ ٣٣٧ ، ٣٥١.