هُناك شيء من الطُّهر النفسي يعتريك بعد أن تمُرّ بتجربة حُزن، الشعور بالألم أحيانًا يفضي إلى نقاوة روحيَّة، فبعض الأحزان تُهذِّب النَّفْس وتُزيل غشاوة الروح، يُصبح الإنسان معها أرهَف حِسًّا وأذكى قلبًا، الحُزن في النهاية هو شكل من أشكال الاقتراب من النَّفْس والشفافية مع الروح
قالت هند بنت الخُسّ الإياديّة وهي من شاعرات الجاهلية، وقد ذكرها الجاحظ في بعضِ كُتُبِه ومدحها ورفع شأنَها : وليس الفتى عندي بشيءٍ أعُدُّهُ إذا كان ذا مالٍ، مِن العقلِ مُفلِسِ
عندما يكون الرقيّ راسخًا في تكوين شخصيّة الإنسان؛ ستجدهُ راقيًا في اهتماماته، انتقاءاته، أفكاره، اختياراته، أقواله وأفعاله، علاقاته، حريصًا على قيمة أوقاته ولحظاته، محلّقًا في آفاق السموّ، بعيدًا عن ما لا يستحقّ، صانعًا لنفسه عالمًا جميلًا مليئًا بما يحبّ، يشبهه وينتمي إليه