في وقتٍ من الأوقات لم يكن أحد.
كان الهواءُ يتنفّس من الأغصانِ
والماء يتركُ الدنيا وراءه.
كانت الأصوات والأشكال أركانًا للحلمِ،
ولم يكن أحد.
لم يكن أحد إلاّ وله أجنحه.
وما كان لزومٌ للتخفّي
ولا للحبّ
ولا للقتلِ.
كان الجميعُ ولم يكن أحد.
أحدٌ لم يكن كاسرًا.
كانت الأُمُّ فوق الجميع
وكان الولد بأجنحتهِ.
وصاعقًا أعلن الألمُ المميت أنّه هنا،
في الداخل الليّن، ولم يكن يراه أحد.
وانبرى يَبْري
ثم يَهيل التراب على الوجهِ
على العينينِ
على الغمامة التميمة.
ولم يبقَ من تلك الكروم
إلاّ ذكرى أستعيدُها أو تستعيدُني،
تارةً أقتُلُ وطورًا أُقتَل
والشرُّ إمّا في ظهري وإمّا في قلبي!
أُنسي الحاج.