إطلالة على الزحام

@e6lalah


اقتباسات وكتابات ومختارات...

إطلالة على الزحام

10 Oct, 00:38


فشلت الممثلة النرويجية (أوليف أولمن) في اختبارات الأداء الأولى التي تقدمت إليها، كان حزنها عميقًا جدًا، تقول عن ذكرى وحشتها وحزنها حينذاك وقد كانت في الثامنة عشر من عُمرها: "أشهرٌ خِلْتُ أنّها لن تنتهي، حيث لا هدف ولا معنى، وهذا الكلام دوّنته بتأنٍ في مفكرة زرقاء اللون لا أزال أحتفظ بها، خطّتها يدّ فتاة صغيرة عاشت قبل زمنٍ بعيد. إنّها آلامٌ لم أَعُد أذكرها، أفراحٌ لم تعدْ تُشكّلُ جزءًا منّي"
وبعد تراكم سنين من الأحزان والمسرّات، ومن الإخفاقات والنجاحات، لمست (أوليف) معنىً جديدًا للوعي: "إنّ الوعي عملية طويلة، هو الانفتاح على الحزن؛ اعتباره جزءًا من العيش والتطور والتغيّر"
وعن هذا النضج؛ نضج تقبّل الأحزان والتعايش معها، تقول (إيزابيل الليندي): ‏"الحزن لدي مثل حيوان أليف، فهو يعوي في داخلي أحيانًا لكننا بشكل عام نمضي قدما متصاحبين في هذه الحياة"


‏فلا بأس أيها الحزانى المتعبون.
الوقت يمضي دائمًا، والحزن عاجز عن استبقائه، سيصير هذا اليوم أمس، فتتوارى هذه الكآبة الكثيفة في غياهب الذاكرة، ستمرون بحزنكم غدًا في لحظة مارقة، ورغم كل ما تركه من ندوب فيكم ستنظرون إليه نظرة المشفق العابر كما لو أنه حزن أحدٍ غيركم، تلتقي الأعين، ويمضي كلٌ في طريقه.


إطلالة على الزحام

26 Sep, 14:28


من أعذب مراثي الشعراء للزوجات دالية محمود سامي البارودي الذي وصل إليه نعي زوجه وهو في منفاه الطويل في جزيرة سرنديب، فبكاها في قصيدة تكاد تبلغ ٨٠ بيتًا، تأمل فيها وحشة وغربة أبنائه بعد غياب الأم، قبل أن يفكّر في وحشته ووحدته بعد غيابها، بكاها وهو يتصوّر بيته البعيد عن منفاه وقد كان يستضيء بنور حضورها، ثم حكمت الأقدار بأن تغدو منارة البيت رهينة لظلمة القبر:
يا دَهْرُ فِيمَ فَجَعْتَنِي بِحَلِيلَةٍ
كَانَتْ خُلاصَةَ عُدَّتِي وَعَتَادِي

إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِهَا
أَفَلا رَحِمْتَ مِنَ الأَسى أَوْلادِي

أَفْرَدْتَهُنَّ فَلَمْ يَنَمْنَ تَوَجُّعَاً
قَرْحَى الْعُيُونِ رَوَاجِفَ الأَكْبَادِ

أَلْقَيْنَ دُرَّ عُقُودِهِنَّ وَصُغْنَ مِنْ
دُرِّ الدُّمُوعِ قَلائِدَ الأَجْيَادِ

يَبْكِينَ مِنْ وَلَهٍ فِرَاقَ حَفِيَّةٍ
كَانَتْ لَهُنَّ كَثِيرَةَ الإِسْعَادِ

فَخُدُودُهُنَّ مِنَ الدُّمُوعِ نَدِيَّةٌ
وَقُلُوبُهُنَّ مِنَ الْهُمُومِ صَوَادِي

أَسَلِيلَةَ الْقَمَرَيْنِ أَيُّ فَجِيعَةٍ
حَلَّتْ لِفَقْدِكِ بَيْنَ هَذَا النَّادِي

أَعزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ أَرَاكِ رَهِينَةً
فِي جَوْفِ أَغْبَرَ قَاتِمِ الأَسْدَادِ

ولعل أعذب أبيات القصيدة هي الأبيات التي يصوّر فيها حاله بعد غيابها الأبدي، الذي يستدعي حضورها الأبدي أيضا:

هَيْهَاتَ بَعْدَكِ أَنْ تَقَرَّ جَوَانِحِي
أَسَفاً لِبُعْدِكِ أَوْ يَلِينَ مِهَادِي

وَلَهِي عَلَيكِ مُصاحِبٌ لِمَسِيرَتِي
وَالدَّمْعُ فِيكِ مُلازِمٌ لِوِسَادِي

فَإِذَا انْتَبَهْتُ فَأَنْتِ أَوَّلُ ذُكْرَتِي
وَإِذَا أَوَيْتُ فَأَنْتِ آخِرُ زَادِي

إطلالة على الزحام

21 Sep, 10:28


من مرثية ياسين الحاج صالح لأمّه: "سامحي ولدكِ الذي كان ينفعل لأنه لا يعرف كيف يتكلم. لقد صار كاتباً في النهاية لأنه لا يجيد التعبير، وليس لأنه يعبر جيدًا"

إطلالة على الزحام

13 Sep, 10:42


‏اللهّم أرحم موتانا وموتى المسلمين

إطلالة على الزحام

13 Sep, 10:42


اللهّم اسقِ قبور موتانا بفيض من جنّتك

إطلالة على الزحام

13 Sep, 10:42


اللهم صل وسلم على نبينا محمد

إطلالة على الزحام

04 Sep, 21:50


كتبت هذا النص حين بلوغي ٣٥عامًا.
اليوم أتم عامي الأربعين، وما زلت لا أخبئ عمري ولا أخجل منه:
"لا أُخبئ عُمري، أنطقه بنفس البرود والحياد الذي أنطق به اسم زميلة عمل أعرفها وتعرفني، لكنها لا تشبهني ولا يدلّ اسمها علي، بل عليها وحدها.
لا أخجل من عُمري، ربما عُمري يخجل منّي، يخجل من عجزه عن أخذي إلى حيث يسير. يكره أنه يقطع المراحل وحيدًا، يتراكم فوق نفسه، يتطاول… وأنّي في مكان ما، أبتسم وأعيش ولا أركض خلفه. يخجل من عدم قدرته على العبث بوجهي كما تفعل الأعمار في وجوه أصحابها، وإن انتصر يومًا ما، ونجح في العبث وحفر أخاديده على ملامحي، لن أغضب، فهذا استحقاقه الحتمي، ثمن أتعابه.
يخجل عُمري من عجزه عن إيجاد طريق يعبر من خلاله إلى قلبي ودهشتي و لا مبالاتي. يخجل من أنه رقم فحسب. رقم أعرفه ويعرفني، لكنّه لا يختصرني ولا يدلّ عليّ.
اليوم زادت سنة في عُمري، لكني لم أكبر، لم أكبر بعد، عمري يكبر وحيدًا. تراكمت السنون في مكانٍ ما، وأحصوا في عددها عُمري. لكنّي مازلتُ أصغر من شهقة الفرح، وأقصر قامة من امتداد اليأس في الحياة، ما زلتُ ضئيلة كالأمل، غضة كالبدايات، وما زالت السنون أسرع من قُدرتي على العدّ، ومنذ تجاوز عددها عدد أصابعي أقلعتُ عن فكرة عدّها وانشغلت بمطاردة الدهشة.
وإن تحرّيت الدقّة، لا يصحّ أن أقول: اليوم زادت سنة في عمري. فالعمر يزداد يوميا، في كل يوم يزيد في عمري يوم، كل لحظة أكبر لحظة، وهذا النماء التدريجي، أو النضوب التدريجي، يعلّمني أنّ لا أصنّف العُمر تصنيفات معلّبة واختزالية، لا يُمكن القول إن العشرينات عمر التوثب والإنجاز، والثلاثينات عُمر النضج والحكمة، وتلك السنوات سعيدة، وهذي السنوات تعيسة، لا… طالما أكبر في كل لحظةٍ لحظة، فلا وجود لعمر سعيد بالمطلق وعمر تعيس بالعموم، بل لحظات سعيدة، ولحظات تعيسة، مباهج تأفل، آلام تستيقظ، جراح تندمل، ومباهج أخرى تستفيق، وأحلام تنطفئ، وأخرى تنبعث من الرماد، أحباب يأفلون، وأجد بعدهم من يحمل لافتة عليها اسمي يستقبلني بها في محطات العمر ليأخذ بيدي نحو قصص حب جديدة.
لا أخجل من عُمري، ولا أخافه. حين أشعر بفوات الأشياء أستذكر يقيني القديم وأجدّده، يقيني بأنّ كلّ شيء يجيء في وقته تمامًا، وكلّ شيء يذهب في وقته أيضا… حتى إن تصورنا عكس هذا.
على سبيل المثال: الحُب المتأخر، حين يهمس عاشقان لبعضيهما: أين كُنّا عن بعضنا من قبل، وكيف تأخّر بنا اللقاء حتى الآن؟
أقول: لم يتأخر، لقد كان يهيئكما امتداد الوقت لشغفٍ مضاعف.
في الرحيل المُباغت أيضا، ذاك الذي يجتث معه جزءًا من القلب، ويتركه مُجوفًا لهبوب الحنين والفزع… لم يُبكّر، جاء في وقته ليمنع الذاكرة من تحصيل مزيد من لحظات (زمان الوصل) تكون كافية لاجتثاث العُمر القادم كله.
أثق في توقيت الدهشة، لم تتأخر، كان انتظاري لها يُنضج شعوري بالفرح.
أثق في الخيبة، لم تُباغِت، جاءت في وقتها لتعترض طريقي نحو الهلاك.
حتى أحلامي الصغيرة التي يمضي عمري مُتسارعًا وهي في الخلف، وأقسمت يومًا أن أحققها وإن بلغت التسعين… فسألتني صديقتي: ومافائدة تحقيقها في ذاك العمر؟
أجبت: ذاك وقتها تحديدُا، تأتي لتنقذني من شعور الأسى بأني ماعدتُ أنتظر شيئًا، ولا شيء ينتظرني، تأتي فتأخذ بيدي نحو الأمل، نحو ربيع يباغت خريف العُمر. إن كان لعُمري خريف."

إطلالة على الزحام

04 Sep, 20:21


صمت:

١
الصمت بين اثنين غارقين في الشعور وعاجزين عن إيجاد الكلمات، هو أقصى حالة من القدرة على الكشف والتعبير.

٢

في البدء كانت الأرض، وكانت الأرض بيدِ الصمت. من أنين أحد المطحونين تحت أقدام الأقوياء انبثق الصوت، جال الصوت يبحث عن حنجرة، فاستقرّ في حنجرة امرأة كانت تجول العالم بلا خوف وتجرّب صوتها في الأصقاع، كلما نطقت تدنو منها السماء، حتى امتزجت بها فجعلتها نبيّة، أكملت هذه النبيّة جولتها في العالم وهي تُبشّر الخلق بأول دين ينهى عن العبادة. تلك النبيّة اسمها(حريّة)
٣
أُفكر في ارتباك الصمت حين يستدعيه حبيبان ليملأ الفراغ بينهما، أو ليبتكر حاجزًا يحتشد بالاحتمالات يفرقهما.
أفكر في ارتباك الصمت حين يحضر بغتة في مكانٍ لا يخصه، يحضر ليزيح طمأنينة الإجابات، قلق الأسئلة، دفء الكلام... وليكون بديلًا لكل شيء، هو الذي لم يكن شيئًا من قبل، لم يكن أكثر من مساحة صغيرة للترقب العذب، فصار حضورًا ثقيلًا لمساحة لا متناهية من الوجوم.
أفكر في الصمت وهو يخرج من موروث الحكمة التي تقول (السكوت من ذهب) ليدخل إلى الواقع الذي يحيله إلى صدأ، صدأ يأكل الأُلفة والاحتمالات والترقب، ويخلّف صرير الأبواب التي تؤدي إلى الخواء...
٤
الصمت حالة الاحتجاج الأولى بلا ضجيج
حالة السأم المزمنة بلا عتاب
حالة الخوف الأزلية التي تنفي كل شعار
وحالة الحب البدائية قبل اكتشاف الكلام والزيف.

إطلالة على الزحام

27 Aug, 08:30


الإسلام والرفق بالحيوان - البيان
https://www.albayan.ae/opinions/articles/2012-10-29-1.1756087

إطلالة على الزحام

08 Aug, 15:10


رسائل انفصال كبار الكتّاب | الجزء الأول – @mohdaldhaba on Tumblr
https://www.tumblr.com/mohdaldhaba/42640273048/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA-%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84

إطلالة على الزحام

08 Aug, 15:10


من أناييس نن إلى لاني بالدوين.
ت: محمد الضبع

"لاني العزيز، كم أنت أعمى! المرأة تشعر بالغيرة فقط حين لا تملك شيئًا. وأنا أكثر النساء حصولًا  على الحب، فممَ سأغار؟
لقد تخليت عنك منذ وقت طويل، كما تعرف تمامًا، ورفضتك في تلك الليلة التي بكيت فيها. أطلت فقط مدّة صداقتنا كما أخبرتك حتى تعثر على ما تريد. وحين عثرت عليه، انسحبت مباشرة لأنني لا أملك وقتًا للعلاقات الميتة. 
في اللحظة التي اكتشفت فيها موتك من الداخل -وقبلها بوقت طويل مات وهمي وتعلّقي بك-وعلمت تمامًا أنك لن تقدر على دخول عالمي أبدًا، وهو الشيء الذي أردتَه بشدّة. لأن عالمي  مصنوع من العاطفة، ولأنك تعلم جيدًا أنه بالعاطفة وحدها يستطيع الإنسان الخلق والكتابة، وتعلم أيضًا أن عالمي الذي تسخر منه الآن -لأنك لا تستطيع الدخول إليه- صنع من هنري ميلر كاتبًا عظيمًا، وأنت تعرف الشبان الآخرين الذين دخلوا إلى هذا العالم وتغار منهم. دخلوه بالحب واستطاعوا أن يكتبوا الكثير من الكتب والقصائد، ويرسموا اللوحات، ويبتكروا الموسيقى.
أنا لست في حاجة للإصرار على طلب الحب. أنا غارقة وهائمة في الحب. وهذا سبب كوني سعيدة ومليئة بالطاقة. ولكن خلال كل هذا الأخذ والعطاء الملتهب والمجنون، كان خروجي معك كالخروج مع الكاهن. الفرق في درجة الحرارة كان عظيمًا. لذلك انتظرت أول فرصة لتركك، أول فرصة تسنح لي لأتركك دون أن تبقى وحيدًا وها قد جاءت.
 كان يجب عليك أن تعرف قيمتي، ولا تظن أنني سأغار من امرأة أمريكية مسكينة، كانت تخسر رجلها لصالحي بشكل مستمر منذ أن كنت هنا."

إطلالة على الزحام

08 Aug, 10:31


🔹 سمير سرحان 🔸

لي مَعَ كِتاب (عَلَى مَقْهَى الحياة) للدُّكتور سمير سرحان ذكرياتٌ بعيدةٌ…

عَرَفْتُ اسْمَ سمير سرحان - أوَّلَ ما عَرَفْتُهُ - مِنْ دَوَرَانِهِ، بين حِينٍ وآخَرَ، في مقالاتِ صديقِهِ الأديبِ السُّعُوديِّ الكبير السَّيِّد عبد الله الجفريّ.

كان الجفريُّ يُكِنُّ مَحَبَّةً لِـ سمير سرحان، وكان أستاذُ الأدبِ الإنگليزيِّ مُتَّصِلًا بمُجتمَعِ جُدَّةَ ونُخَبِها المُثَقَّفةِ، حِينَ حَطَّ في جامِعتِها أستاذًا، في زمنٍ حُلْوٍ جميلٍ، مِنْ رُمُوزِهِ في عَرُوسِ البحرِ الدُّكتور عبد العزيز حمُّودة، ونهاد صليحة، قبلَ أن يَلْحَقَ بِرَكْبِهِمْ الدُّكتور محمَّد عِنانيّ..

وأَلْفَيْتُني، لمَّا قَرَأْتُ (عَلَى مقهَى الحياةِ)، مُعْجَبًا بالدُّكتور سمير سرحان، وبكِتابِهِ البديعِ هذا، بلْ إنَّهُ أَخَذَ بِيَدِي إلى زمنٍ ثقافيٍّ أنشأْتُ أتتبَّعُهُ في "قهوة محمَّد عبد الله"، وأتأمَّلُ معهُ رُوَّادَها الكِبارَ: عبدَ القادر القطّ، وأنور المَعَدَّاويّ، ومحمود السَّعدنيّ.. وقُلْتُ: ما أَسْعَدَ الشَّابَّ ذا السِّتَّةَ عشرَ عامًا بهؤلاءِ الأعلامِ!

ودَلَّني ما كَتَبَهُ الدُّكتور محمَّد عنانيّ في سِيرتِهِ عَلَى ذكاءِ صديقِهِ ورفيقِهِ سمير سرحان، وأَلْمَعِيَّتِهِ، ونباهتِهِ، وقدْ طالما مَرَّ بي اسمُهُ في (واحاتِ) عِنانيّ الغَنَّاءَةِ المُثْمِرةِ، ولَوْ قُدِّرَ لي أنْ أَخُطَّ كلماتٍ في ذلك النَّاقدِ الرُّشديِّ [نِسْبةً إلى أستاذِهِمُ الدُّكتور رشاد رُشدي!] = لكانَتْ تلك (الواحاتُ) رائدي في الكِتابةِ عنه.. ويا ألله ما أَعْذَبَ هذا الوَصْفَ وما أَنْبَلَهُ! يقولُ عنانيّ:

"وسمير سرحان كريمٌ مِضيافٌ، يُحِبُّ النَّاسَ، سريعُ البديهةِ، قادرٌ عَلَى تحويلِ دَفَّةِ الحديثِ إذا تَجَهَّمَتْ نَبَرَاتُهُ إلى ما يُسَرِّي ويُخَفِّفُ، أوْ يَسُرُّ ويُلَطِّفُ؛ فخَيَالُهُ خِصْبٌ لا نهايةَ لخِصْبِهِ"😍😍😍

إطلالة على الزحام

20 Jul, 06:20


اليوم قرأتُ لوالدتي مقطع من أحد فصول الرواية التي أكتُبُها ، وكانت المشاهد تدور تحديداً في الفترة ما بين الحرب العراقية الإيرانية و الإنتفاضة الشّعبانية ، ومع أن سُعاد مُعلِّمة اللُغة العربية لم تقرأ أيّ كتابٍ في حياتها يُنظِّر لتلك الفترة ، الا أنها كانت تحتفظ بتاريخها الخاص ، فقد خسِرتْ اعز صديقاتِها تحت القصف و الأنقاض ، وفُجِعَت بابن عمِّها إبان الحرب ، وكانت شاهِدة على التجنيد الإجباري وفتاوى التكفير و وسيارات الثّوار و نهب المخازن و التمثيل بجثث الحزبيين في الشوارع ، ذلك التّاريخ المنسي و البعيد ، التاريخ المحبوس في أعماق الذاكرة ، شاهدتُهُ يدور و يخرُج كامِلاً من بين عينيها في تعليقاتها القادمة من قلبها المُرهف بعد كل جملة : "أي والله ، الله لا ينطيهم" ، " يا وين رجعتني لصويحباتي " ، " صدك والله هيج جانت الوادم يومية ".

خلال المشهد ، تقرر مصير احد الشّخصيات التي كانت والدتي قد تعلّقت بها بشدّة ، فبقيتُ مذهولاً أمامها وهي تتخيل ما يحدُث ، و تتوسل بالشخصية ان تعدِلَ عمّا تفعلُه ، وكأنها تراه ، وتشعُر به ، ولا تُريدُ ان يُصيبهُ مكروه ، كما لو أنها قد عادت إلى صِباها وتنازلت عن هذا البرود الذي تكُنّهُ تجاه القصص و الخيال ، و أدركَتْ أنني اتحدث عن شخص عَرَفتْهُ في يوم من الأيام ، ومكانٍ سكنتْهُ في يوم من الايام ، وزمانٍ كانت تعيشُهُ مرعوبةً من كُلِّ ما يحدُث ، و فهِمتُ أخيرا أنني استطعتُ ان المِسَ روحها حين ظلّت تُطالِبُني ان أُبدِّل هذه اللقطة ، لأن شخصيتها المُفضّلة لا تستحق أن تنال هذا المصير ، كأي مُراهِقة مفتونة بأحد الأبطال ، و أدركتُ أن لكلماتي التي اودعتُ فيها من روحي وقعاً قاسياً على الإنسان ، وأنني مزوّد بكُل ما يعلق بالذّاكرة ويمَسُّ الأعماق البعيدة للآخرين ، و أنني كتبتُ شيئاً يستحِقُّ أن يُقرأ ، لأن هذه الـ سُعاد الهائلة لن تُفوت حلقة من مسلسل يوسف الصديق إلا على جُثّتِها ، ولكنها فعلت ، فقط لتقرأ ما كتبت.

علي اكبر - 2024/7/20

إطلالة على الزحام

27 May, 21:10


وكيف يجمع عبدالحميد في الرسالة بين الفعل وبين مضاده في الفاعل، ليكشف عن تقلب الحال، وزوال الآمال، وبؤس المآل. حين يقول:
"مَلُح عذبها، وأمرّ حلاوتها، وخَشُن لينها"

إطلالة على الزحام

27 May, 21:06


من اللافت في هذه الرسالة أن المشبه واحد (الدنيا)
ولكن في حالين
حال دنيا تتقلب بين الكره والسرور
وأن المشبه به واحد (الناقة) ولكن في حالين: "درّت له بحلاوتها" و"قرصته بأظفارها وعضّته بأنيابها، وتوطأته بثقلها"
وهذا حال الكره والسرور
حال دنيا فانية.

إطلالة على الزحام

27 May, 21:05


‏من كتاب (الوزراء والكُتّاب) للجهشياري، هذه الرسالة التي بعث بها عبدالحميد بن يحيى الكاتب إلى أهله وقد أدرك بحتفه على يد العباسيين يواسي ويعزي أهله في فقده قبل أن يموت.
أكثر ما يلمس قلبي في هذه الرسالة المبنية على التقابل بين حال كان عليه، ومصير آل إليه. في دنيا كما وصفها (محفوفة بالكره والسرور) هو خاتمة هذه الرسالة، حين دعا الله أن يجمعه بأحبته في الآخرة واختار من أوصاف الآخرة قوله: "في دار آمنة" لم يصفها بما غاب عنّا ونتوق إليه في مستقبل حياتنا الفانية من أوصاف دار النعيم والخلود ومستقرّ رحمته.. اختار لها ما غاب عنه وقد حازه من قبل.. وصفها بدار (آمنة). بشيء عرفه في دنياه، دنيا السرور، وفقده وكأنه ما عرفه قط في دنيا الكره.. وكأن الأمن حينها كل ما تاق إليه وكل ما غاب عنه وكأنه ما كان له من قبل.
اللهم آمِن كل خائف في داره، وأنزل سكينتك ورحمتك على قلب كل مفجوع.
ولا نقول إلا كما قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم"