أهم ثمرات الإيمان بأسماء الله -عزّ وجلّ- الواحد والأحد والفرد والوتر هي توحيد الله -عزّ وجلّ- في ذاته وأسمائه وصفاته وأن نفرده بالإلهية والربوبية.
فتوحيد الربوبية أن توحد الله بأفعاله هو، فلا خالق ولا رازق ولا محيي إلاه، وأما توحيد الألوهية بأن توحده بأفعالك أنت فلا تسجد إلا لله ولا تصلي إلا لله ولا تذبح إلا لله ولا تدعو غيره ولا تتوكل إلا عليه ولا تخاف إلا الله. فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي تألهه القلوب وتصمد إليه الخلائق في حاجاتها كلها، فإذا تحقق ذلك للعبد فإن قلبه يطمئن إلى رزقه وإلى مصيره وكل الأمور التي يخاف عليها، فلا يحصل له شيء من الاضطراب والتشتت ولا يتعلق قلبه بغير الله مما يزاحم محبة الله في قلبه، إنما يجتمع قلبه على خالقه ومالكه -جلّ جلاله- فلا يستطيع أحد أن يمنع عنه نعمة وفضلًا قد ساقه الله -عزّ وجلّ- إليه ولا يستطيع أحد أن يرفع عنه ضرًا قد كتبه الله -عزّ وجلّ- عليه.
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ﴿٥١ التوبة﴾
فالإنسان يدع عنه القلق، يعمل بالأسباب ويتوجه إلى الرب الواحد الذي يملك مصائر الأمور كلها، أما ما سواه فإنه لا يملك لنفسه كي يملك لغيره. وهكذا المخلوقات والكائنات في هذا العالم مما لا نعلمه أصلًا تحت الأرض وفوق الأرض ومما نراه ومما لا يُرى إلا بواسطة المجهر ومما لا نعلمه أصلًا في البر والبحر من الكائنات الدقيقة، فهذه كلها من الذي يرزقها ويحقق مستقبلها حتى تبلغ آجالها؟ هو الله وحده لا شريك له. فمهما كان سعي الإنسان ومهما كان قلقه ومهما كان انزعاجه، فوالله لن يحصل له ولا ذرة مما لم يكتب له ومهما كان حذره وأخذه بالأسباب فلا بد من وقوع المقدور.
«وحد ربك ووحد وجهتك يسترح قلبك.»
فلواحد كن واحدا في واحد ** أعني سبيل الحق والإيمان