حكي عن أبي نؤاس أنه دخل على أحد الخلفاء فوجده جالسًا وإلى جانبه جارية سوداء، تدعى خالصة، وعليها من أنواع الحلي والجواهر ما لا يوصف، فصار أبو نؤاس يمتدحه، وهو يسهو عن استماعه، فلما خرج كتب على الباب:
لقد ضاع شعري على بابكم
كما ضاع درٌّ على خالصه
فمرت الجارية، فقرأت البيت، فأطلعت الخليفة عليه، فغضب الخليفة، وأمر بإحضار أبي نؤاس، وكان مختبئًا وراء الباب، فمسح العينين اللتين في لفظة «ضاع»، وأُحضر بين يديه،
فقال له ما كتبت على الباب؟
قال: كتبت:
لقد ضاء شعري على بابكم
كما ضاء درٌّ على خالصه
فأعجبه ذلك، وأنعم عليه، فخرج أبو نؤاس وهو يقول: لله درك من شعر؛ قُلِعَتْ عيناه فأبصر!