-ولأول مرة أجرؤ على دعوة لست مشاركا فيها لتقطع السبل بي بعيدا عن دولتي، ولكنه والله واجب الوقت، أن تحاصر سفارات الاحتلال ونقاط التماس مع حدوده وتمتلئ الميادين العربية وساحات دول الجوار تحديدا، تحديدا، بالشعوب.
لا معنى للكلمة إلم تتحركوا، وأي كلمة ترجو قولها فمكانها الميدان أولا. وكأن قعودك اليوم تولٍّ في يوم الزحف، من أكبر الكبائر، والسبع الموبقات، وأي امتثال للحاكم وانصياع للحدود التي يضعها لك حتى يحول الميدان من سلاح بيدك، إلى سلاح بيده يفرغ فيه شحناتك، فهو من قبيل الجبن والمذلة لذلك الطاغوت الخائن!
اخرجوا ودعوا الحسابات كلها جانبا، ولو قطعوا عليكم ألف طريق، ولو كان الثمن اعتقالات وإصابات وغرامات، ولو كان الثمن الموت حتى، فهو على طريق غزة والقدس لا سواهما، وهو طريق الحق المقدس، ولا اعتبار فيه لأي مخلوق حقير في الأرض، ما دامت الوجهة الزكية إلى الله في الأعلى!
بالله عليكم، تسلموا الراية، وامنعوا المحرقة، وتخيلوا أن تلك الاحتجاجات وحدها كفيلة بأن تغير الكثير من الحسابات لدى العدو، حين يشعر حقا بأنها تطوّقه، وليست متماهية مع تصاريح الأمن، الذي يحرس بالأصل مصالح إسرائيل! واجب الوقت الآن هو الحراك الشعبي، وفيضان الشوراع بالجماهير، وكل فعل عدا هذا الفعل لا يعدو عن كونه هامشاً.
كل الأفعال السياسية والإعلامية والإغاثية هي فروع أمام الفعل الحقيقي، وهو الضغط الشعبي على الأنظمة الرسمية حتى تتحرك تحركاً جوهرياً ومؤثراً.
حصار السفارات، وإغلاق الطرقات، والاعتصامات المفتوحة كفيلة بأن تحدث فرقاً لإيقاف هذه الإبادة.
الفيديو هذا أوجعني أكثر من خبر استشهاده. شيخ في الستينات من العمر مصاب يلفظ أنفاسه الأخيرة. رمى الطائرة المسيرة بالعصا. هذا هو المعنى الحرفي للقتال حتى آخر نفس.😞