﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾
إنّك لا تَدري ماذا سَيحدث بعد هذا الحزن المُتعمّق في قلبك، إنّك لا تَدري ماذا سَيكون حالُكَ، إنّك لا تَدري لأنّك لا تعرِف أقدارَك المُتغيّرة التي لا يعلمها إلّا الرَب العظيم.
لا تَدري فقد يتغيّر حزنك المؤلم إلى سَعادة تجعلكَ تضحك وترقص فرحًا، يتغيّر إلى حالٍ لم يتوقعهُ ولم يتخيلهُ عقلك المتواضِع البسيط، لا تَدري ماذا سَيكون قدرك! فلعلّ الله يُحدِث بعد حُزنك سَعادة، بعد ذلك الأمر الذي أحزنَك أمراً وقدراً ينتشلُك من حزنك ويجعلك في حالٍ أفضل، وكأنّك لم تكن حزيناً قط، لا تَكتم مشاعرك بل أعطِها حقها وكُن متفائلاً للغَد، اقرأ هذه الآية مِراراً وتكراراً بكل تَركيز وإدراك حتى يَسقي الأمل روحَك، ويُشبعها إلى حَد الإرتواء باليَقين أن القادم مِن الله سَيكون مُختلفاً تماماً عمّا تعيشهُ اليَوم، سَيكون مُختلفاً وجَميلاً، كُن صابراً على ما أصابك منتظراً بكل لهفة الفرج الذي يَتلو المَصائِب،فإنّك لابُد أن تَعلم يقيناً أنّه بعد كل حزنٍ أصابك، أمرٌ مِن الله يفرّج همَك ويزيل حُزنك.