لقد كثر في هذه الأيام الكلام والأخذ والرد بين الناس في قضايا تتعلق ببعض المخالفين في الاعتقاد والمنهج، فإذا هلك بعض أهل البدع المحاربين للسنة، فترى الناس في أمره ثلاث طوائف:
١.قوم يترحمون عليه ويثنون عليه، ويشهدون له بالشهادة والترضي.
٢.وطائفة يتوقفون في أمره، ولا يحكمون عليه بشيء.
٣.وطائفة يقدحون فيه ويطعون عليه جدا.
وترى في الغالب أن الطائفتين الأوليين تحملان حربا على الطائفة الثالثة، وربما تكلموا فيهم بكلام لا ينصب إلا على المارقين المنافقين، وترى مواقع التواصل على جهة الخصوص تشتعل حربا بينهم حتى يصيرون إلى التهاجر والمنابذة وربما القتال بينهم نصرا لهذا الهالك، ولنا في حسن نصر الله، ويحيى السنوار خير مثال، فتأمل كيف اختلف الناس في أمرهما إيما اختلاف وتنافروا جدا، لا سيما وأنهما قتلا على يد أعداء الله من اليهود.
وهذا سبب فتنة كبيرة لبعض الناس حتى تزلزل في اعتقاده ومنهجه.
وهاهنا أقول: يا إخوتاه قديما قيل إن لكل حدث حديث، أي مما يناسبه، وليس كل ما يعلم يقال وينشر، فإن المسلم ولاسيما طالب العلم لابد أن يكون حكيما في دعوته، فانظروا إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أراد عمر بن الخطاب أن يقتل ابن أبي بن سلول، فنهاه الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له: لا يتحدث الناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه.
فتأمل! رغم ما تقرر في أمر ابن أبي بن سلول الزنديق.
وهكذا قال بعض الصحابة: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
وكان أئمتنا ربما كرهوا أن يحدثوا ببعض أحاديث الصفات للعوام، حتى لا يفتنوهم في هذا الجانب، لأن العوام يسبق إليهم التشبيه في الصفات.
فإذا تقرر لديك هذا، فما ظنك بمجتمعات المسلمين التي غلبت عليها الجهالات، وعدم الإحاطة لاسيما في جانب الاعتقاد والمنهج؟
ولا شك وأنك لمست كمية الجهل العميم الذي وقع بين الناس، لما قتلت تلك الصحافية النصرانية برصاص اليهود، إذا ببعض جهلة المسلمين يترحمون عليها ويصفونها بالشهيدة، ولما قتل قاسم سليماني وهو الرافضي الخبيث ترحم عليه الناس ووصفوه بالشهيد وهكذا كلما هلك هالك من مثل هؤلاء الناس إذا بالعوام خاصة، وأبواق الإخوان المسلمين، يملؤون الدنيا صراخا، تمجيدا لهم، وهكذا في هذه الأيام قتل الرافضي الخبيث حسن نصر الله وتلاه يحيى السنوار، فاختصم الناس في أمره.
ونصيحتي لك يا طالب العلم ألا تخوض مع العوام خاصة في هذه الأمور، لأنه ليست لهم أصول عقدية ومنهجية يستندون إليها إلا محض العاطفة التي تعصف بهم، فإنك ولا شك قد رأيت كيف أن الناس لم تقبل منك قولك مستراح منه، وأنه وأنه... الخ.
وربما رموك بأنك يهودي أو عميل لليهود، ولذا أكرر وأقول ليس من الحكمة الكلام في حال ثورة العامة وعاصفة عواطفهم لأنهم لا علم لهم ولا دراية.
وتأمل كيف كانت حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان يصلي عند الكعبة وقد امتلأ المكان بالأصنام التي تعبد من دون الله، ولم يحطم منها شيئا إلا بعد أن بين للناس التوحيد ودخل مكة فاتحا لها معلنا تحول مكة من بلد كفر إلى بلد إسلام،فالحكمة مطلوبة.
وبكل أسف فإن طريقة بعض إخواننا في بيان الاعتقاد والمنهج نفرت الكثير من الناس ولاسيما عوام الناس، ولذا كان الواجب على طالب العلم أن ينشر الاعتقاد الصحيح والمنهج الصحيح، فإذا علم الناس ذلك، فليطلعهم بعد ذلك على عقائد المذكورين، ولاشك أنهم إذا علموا ما هي عقيدة هؤلاء لقلوهم وتركوهم وكرهوهم.
لكن وقع بعض إخواننا -للأسف الشديد- في مصادمات مع الناس جعلتهم يكرهون السنة ويعتبرونهم عملاء لليهود والنصارى.
فما أحوجنا إلى أن نفهم هدي السلف متى يتكلمون ومتى يسكتون.
أرجو أن تكون نصيحتي قد وصلت وفهمت، ولا يقولن قائل إنك تدافع عن أهل الأهواء، لكني أقول كما قال أبو هريرة رضي الله عنه: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ.
فكن رحيما بالجهال ولا تكن سببا في بغضهم السنة بسبب عدم الحكمة في توصيل العلم، فتعلم كيف تنكر ومتى تنكر، وكيف تتكلم ومع من تتكلم، وإنك ما حدثت قوما بحديث لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة، فقايس المصالح والمفاسد، حتى تسلم وتسلم، والله المستعان.
✍️بقلم
الشيخ أبي محمد صلاح كنتوش العدني حفظه الله ورعاه
https://t.me/kantush1437/1777
─━─━━∞◆∞━━─━─
《قناة شيخنا المبارك》
أبي محمد صلاح كنتوش العدني
➖➖➖➖➖➖
• للاشتراك عبر التيليجرام:
https://t.me/kantush1437
➖➖➖➖➖➖
• للأشترك عبر الوتساب ①
https://chat.whatsapp.com/Ix1EOqvuOYp0uTNfbm4YRN
➖➖➖➖➖➖
• للأشترك عبر الوتساب ②
https://chat.whatsapp.com/InvXWGYVOAF3EAgCG0nBRK
➖➖➖➖➖➖