📚 #مقالات_هاد #قبس_من_الكهف #مبادرة_حبر
✍🏻 3 ¦
نبدأ ﷽
﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [سورة الكهف ٦].
خطاب لطيفٌ ومُحزن ..
يُوجَه لـ سيدِ الخلق: الرسول ﷺ، لمَ تُهلكُ نفسك بالهمِّ!! والغم، والحزن، وتقتلها بسبب؛ هناك من رفض طاعتك من أمتك، والامتثال لأمرك 💔
📽 عش لحظة من عمرك وتخيل:
أنت تعلمُ أنّ السقوط من هاوية مؤذي ومن يسقط منها لن ينجو أبدًا، وشخصٌ عزيزٌ لك يتوجه لها ليسقط منها ظنًا منه بالنجاة، وأنت تعرفُ المصير ونصحته!! لكنه لا يريد أن يستمع او يقتنع بفكرك، شعورك هذه اللحظة ماهو؟ وهو يقترب أكثر وأكثر من الهاوية، ما هو مدى اتساع عينك حينها! ما نسبة تسارع نبضات قلبك! شعورك وخوفك من أن تزلّ قدمه، العالِم هذه اللحظة أنت والجاهل هو، ثم إذا ما صرخت لتنقذه وهلعت إليه لتحميه من الهاوية التي كانت ستبتلعه؛ وصفك بالرجعية أو المبالغة في مشاعرك، وأنه لو سمع لكلامك ورأيك ستُسلب حريته، ولن يستطيع مواكبة الناس...، إلى أن تصل قدمه لتكون إحداها في الهواء والأخرى مستقرة!، وخشيتك عليه تُسقِطُ قلبك قبل سقوطه هو، ثم مصيرٌ معروف، نقطة.
💬 الرسول ﷺ العالِم هنا، أعلم الخلق بالخالق وبقصة الحياة والبرزخ والآخرة وما يجب وما لا يجب فعله.
💬 نحن في موقف الجاهل والعزيز لقلب النبي ﷺ كلٌ حسب بُعده واقترابه من الهاوية بقدر تركه للسنن أو الواجبات أو فعل المكروهات والمحرمات.
💬 مشاعر الحرص والشفقة لإبعادنا عن الهاوية للرسول ﷺ، كلٌ حسب إيمانه يُخشى عليه.
💬 مشاعر الأسى والحزن الشديد والهم والغم للمُقتربين من الهاوية والنتائج المتوقعة لمن زلّت قدمه ... كانت تلك مشاعر الرسول ﷺ.
💡لذا يقول الله لرسوله المبعوثُ رحمةً للعالمين، نحنُ نعلمُ تلكَ المشاعر نحن نعلم الأسى والحرص على أمتك ولكن لا تهلك نفسك غمًا ولا همّا ولا أسفًا،
﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [سورة اﻷنفال ٢٣]، هذا أمرٌ مسلٍ لكل ناصح ومحزن في ذات الوقت والله المستعان.
فهذا الخطاب في الكهف آية ٦، جاء ليُلاطف مشاعر النبي ﷺ، فلا تقلق وتكثر على نفسك الهم وتهلكها بذلك، وهذا رشد بحد ذاته، كيف! سأخبركم...
من قواعد الدعوة أو النصح أو التربية:
أنت ستنصح، أنت ستحرص، والذي أمامك مجهول الفِكر، إما سيطرح الله في قلبه القبول ويُوفق للهدى، وإما لا فـ
لا تك في ضيقٍ من هذا، عليك أن تؤدي مهمتك، عليكَ أن تنقذ مَن استطعت، عليك ألا تبخل بمعلوماتك (الموافقة للشريعة، أو عدم مخالفتها للشريعة إذا كانت من أمر الدنيا)، وعليك ألا تحزن وتغتم من ردة الفعل السلبية، هذا الذي عليك.
والذي عليه: القبول فـ الحق ظاهر والشبهة الأولى البعد عنها مليون مترًا ...
وإن رفض، وسب، وتكابر ....إلخ
فأي الردود اختار فالله محاسبه او مجزيه،
أما أنت فقد أديت ما عليك للحظة هذه وستكرر المحاولة وقتما أحتيج ثانيةً.
وهنا لفتة:
وما يقال من لفظة "انتهى دورك" عامية نعم الجميع يفهمها لكن كمعنى غير صحيح، لأن الناصح لا ينتهي دوره أبدًا أبدًا، فيلزم التفريق، مثلًا شخص خسر في تجارة، وأنت تنصحه عن آلية تفادي مثلًا خسائر الشحن من البلد الأم، وهو رفض الاستماع، وخسر مرة أخرى، وجاء أمامك وهو يتحدث عن خسارته، فمالذي عليك حينها؟ ماذا سترد؟
• "تستاهل محد قال لك"، ويا كثر ما تقال وهذه شماته فانتبوا منها.
• لم ينتهي الوقت، ما زال بإمكاننا التدارك، وعما حصل قدر الله وما شاء فعل، الآن حاول أن وأن وأن ....
إن جعلنا الأخلاق والذوق المعيار، فكلنا سنختار الثاني، صحيح! بالطبع لأنه استمرار الذكرى سبب
ٌ لنبذ الفردانية والانانية، وإشعار صريح بالتكاتف والأخلاق والنفع للغير والذوق.
النصح والأخذ بيد الآخر، والتوجيه، والكتف بالكتف ولو كنا غرباء وإن أقارب فمن باب أولى، هذه جماليات مشاعر المسلمين المنضبطين بأخلاقيات الإسلام،
إذًا دورك لم ينتهي بعد، وإلى أن يستمع ويمتثل الشخص الذي أمامك فدوره لم ينتهي أيضًا، فإذا استمع ينتقل مباشرةً إلى دورك، دور الناصح والمساعد وفاعل الخير ...
هذا ما تيسر لنا لهذه العشر دقائق واللهم نسألك أن تجعل فينا الخير واسمعنا وأرِنا الحقَ حقًا وارزقنا اتباعه وأرِنا الباطلَ باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا من المعرضين لسننِ النبي ﷺ ولا مُعرضينَ لأوامِركَ ونواهيك، وسخرنا لنفع عبادك.
__
🔐 قناة t.me/team_haad
صنَّاعُ بوصلة العلم والنفع