𝚃𝚊𝚋𝚊𝚛𝚊𝚔

الشَّتاء قادم
لا مُعطف لديّ
ولا كَلام مِنْ حرير
كيف ستنجو أَصابعي مِنْ الثلج
أن لم أُخبئها في صَدرك ؟

أنتَ محقٌ
نحنُ مختلفانِ
أنتَ من تملكُ ساقينِ
للهرب من الحُبِّ
وأنا حوريةُ بحرٍ
كلَّ ما أقدرُ عليهِ هو الغوصُ
في أعماقِ ذلك الحُبِّ

رُوحي تُحلِّقُ فوقَ الغُيوم
أرقبُ حياةً
لا أملِكُها

‏تقولُ أمي
‏ثمة غرف مُغلقة
داخِل كلّ النساء
‏مطبخٌ للحبّ
‏غرفة نوم للحُزن
‏و حمامٌ للامبالاة
‏يأتي الرجال أحيانًا ‏بالمفاتيح
‏و يأتي الرجال أحيانًا
- ‏بالمطارق -

كنتُ زهرةٌ سَعيدة
أتتْ يدُ الحبِّ وقطفتني
أصبحتُ شعلة آهٍ وحسرة

مهما أبدو لك باردة
إلاّ أنّني بُركانٌ
على وشّك الانفجار
و جرحًا صغيرًا منك
قادرًا على أن يُشعِل النار في جوفّي
ولم تسَّتطع بحورِ العالم
على إطفائي

‏النَّص الذي أكتُبُهُ
بداعي الخوف مِنْ فقدانك
لم أكتُبْهُ لتقرئهُ
بَل لتعانقني

أقسو
كَي لا يكسرني حناني

أنا لا أعرف كيفَ أعيش بإعتدال
عندما أحزن
لا أبكي ، بل أنسكبُ كُلّي
عندما أفرح
لا أبتسم ، بل أسطع
عندما أغضب
لا أصرُخ ، بل أُضرم النيران حولي
الجميل في الأمر
أنّني حينَ أُحبّ
أمنحُ أجنحةً لأولئك الذين أحبّهم
لكن رُبّما هذا ليسَ لصالحي
لأنّهم في كلِّ مرّة
يميلون إلى التحليق بعيدًا
عليك أن تراني عندما ينفطر قلبي
لا أكتئب
بل أتقطّع .

على حبلِ الغسيل
- علق قلبي -
ومُنذ ذلك اليوم
لَم يتوقف المَطر

رأسي
قُنبلة موقوتة قابلة للأنفجار
مِنْ لمسة أو كلمة
وحدها يَدك
مِثلَ وسادة قُطنيّة
تُشفي قلق أيّامي

كيف أبحث عنّي ؟
إن كانَ ضياعي بداخلي
متناثرًا في أرجائي
ألتقطُ جُزءًا ويفلتُ منّي الأخر

كُلّ شيء فيّ ينتظرك
إلا لغتي
إلا فمي
صعبٌ عليّ أن أعترف بشوقي
صعبٌ عليّ أن أقول أحبُّك

بما أنَّ هُناك حرب مُحتملّة
لهذا إذا حدث وأحببتني
أرجوك أن تنتبه كثيرًا
لكيفية عناقي
فأنا اتألّم هنا
وهناك
وهنا
وهنا

أعيشُ في قلبي
منذُ عقدين
ولا أفعل شيئًا
سِوى فتح الباب
وإغلاقه على أصابعي

لدى روحِي الكثير مِنْ الحكايا
يا عزيزي
لكِنّها تمتنعُ عن الحديث
تنتظر لحظة التلاقي
ليكون كلّ الحديث عِناق

ما دامت لي أحلامٌ كثيرة
لماذا لا أفتح نافِذة أُخرى للشَمس ؟

فلتأت إليّ الآن
الباب مفتوح والنافِذة مفتوحة
وكُل ما هو لي
وكُل ما هو ليسَ لي
وكُل ما رأيته وعشته وأنتظرته
ينتظرك الآن
المائدة والسرير والضوء
- ورائِحة جسدي -
العشب والأسماك والأزهار وقلبي
كلّ شيء ينتظرك
فلتأت إلي الآن
إن الزمن لا يتغير أبدًا
إن الزمن لم يتغير قط
فالصّيف كالخريف
والسبت يشبه الأحد والأربعاء
أما الّذي تغير دونَ أنقطاع
فهو نحن
نحن الذين نذهب إلى الحروب والمصانع والمراعي
ونبتكر كلّ ما لهُ علاقةً بنا
الرصاصُ والخبز
السجون والحرية
السجائر وأقلام الرصاص
السكاكين والورق والأغاني
الألعاب والقيود والمُبيدات
إننا نفعلُ كلّ ما نستطيع بين يَديك أيها العالم