قال الإمام الرّاغب: من تعطّل وتبطّل انسلخ من الإنسانيّة، بل من الحيوانيّة وصار من جنس الموتى.
ومن تعوّد الكسل ومال إلى الرّاحة فقد الرّاحة، وقد قيل: إن أردت ألّا تتعب فاتعب لئلّا تتعب، وقيل أيضا: إيّاك والكسل والضّجر، فإنّك إن كسلت لم تؤدّ حقّا.
وإن ضجرت لم تصبر على الحقّ، ولأنّ الفراغ يبطل الهيئات الإنسانيّة فكلّ هيئة، بل كلّ عضو ترك استعماله يبطل، كالعين إذا غمضت، واليد إذا عطلت.
ولمّا جعل الله- تعالى- للحيوان قوّة التّحرّك لم يجعل له رزقا إلّا بسعي مّا منه؛ لئلّا تتعطّل فائدة ما جعل له من قوّة التّحرّك، ولمّا جعل للإنسان قوّة الفكرة