هذه الآية هي بمثابة عصارة القصّة (أي قصّة النّبيّ أيّوب على نبيّنا و آله و عليه السّلام) من أوّلها حتّى آخرها، من الواضح أنّ دعاء أيّوب البارئَ عزّ و جلّ، و طلبه دفعَ الوساوس الشّيطانيّة عنه، و رفع البلاء و المرض عنه، كلّ هذه لا تتنافى مع مقام صبره و تحمّله، ذلك الصّبر و التّحمّل الّذي استمرّ لمدّة سبع سنين، و في روايات أخرى لمدّة ثمانية عشر عامًا، للأوجاع و الأمراض و الفقر و العسر و استمرار الشّكر. الّذي يلفت النّظر في هذه الآية أنّها أعطت ثلاثة أوصاف لأيّوب على نبيّنا و آله و عليه السّلام، كلّ واحد منها إن توفّر في أيّ إنسان فهو إنسانٌ كامل. أوّلًا: مقام عبوديّته. ثانيًا: صبره و تحمّله و ثباته. ثالثًا: إنابته المتكرّرة إلى الله.
-الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، ج١٤، ص٥٢٨.