السنة وأصحاب الاثر

أخرج أبو محمد الدارمي في مسنده(223)، ومحمد بن نصر المَرْوَزِي في تعظيم قدر الصلاة(743) واللفظ له :
…عَنِ الْمُبَارَكِ بْنُ فضالَة ، عَنِ الْحَسَنِ البَصرِي، قَالَ:

"اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى، وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقَى، الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الْأَتْرَافِ فِي أَتْرَافِهِمْ، وَلَا مَعَ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ، وَصَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى لَقُوا رَبَّهُمْ فَكَذَلِكَ فَكُونُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".

قَالَ عَبْدُ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه :
ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا، وَبَقِيَ كَدَرُهَا، فَالْمَوْتُ الْيَوْمَ جُنَّةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

[الزُّهْدِ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ]

📌في المنشور السابق (صورة) كان هناك ترحم على أحد المتأخرين الزنادقة نبرأ إلى الله من الترحم عليه

▪️إمرار صفات اللَّه تعالىٰ كما جاءت بلا كيف .

أجمع السَّلف الصَّالح أهل السُّنَّة والأثر علىٰ إثبات صفات الرَّبِّ ـ عزَّ وجلَّ ـ وإمرارها كما جاءت ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، علىٰ حدِّ قوله تعالىٰ : « ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير » .

وأمَّا قول السَّلف : « أمرُّوها بلا كيف » فمعناه : نفي التَّأويل ؛ فإنَّه التَّكييف الذي يزعمه أهل التَّأويل ؛ فإنَّهم هم الذين يُثبتون كيفيَّة تُخالف الحقيقة ، فيقعون في ثلاثة محاذير : نفي الحقيقة ، وإثبات التِّكييف بالتَّأويل ، وتعطيل الرَّبِّ تعالىٰ عن صفته التي أثبتها لنفسه ؛ وأمَّا أهل الإثبات فليس أحد منهم يُكيِّف ما أثبته اللَّه لنفسه .

ـ ونصوص السَّلف الصَّالح وأئمَّة أهل السُّنة والجماعة في الأمرِ بإمرار الصِّفات كما جاءت كثيرة جدًّا ، ومنها :

❒ قال الأوزاعيُّ ـ رحمه اللَّه ـ :  كُنَّا والتَّابعون متوافرون نقول : أنَّ اللَّه تعالىٰ فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السُّنَّة من صفاته جلَّ وعلا . رواه البيهقي في الأسماء والصِّفات ‹ ٨٦٥ › .

❒ قال الوليد بن مسلم : سألتُ الأوزاعيَّ ، ومالك بن أنس ، وسُفيان الثَّوري ، واللَّيث ابن سعد عن هذه الأخبار التي فيها الصِّفات ؛ فقالوا : أمرُّوها كما جاءت . الآجري في الشريعة ‹ ٧٢٠ › .

❒ قال سفيان بن عُيينة ـ رحمه اللَّه ـ : كلُّ شيء وصف اللَّه به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره ، لا كيف ، ولا مِثل . رواه اللالكائي ‹ ٧٣٦ › .

❒ قال أبو عُبيد القاسم بن سلَّام ـ رحمه اللَّه ـ : وذكرَ الباب الذي يُروىٰ في « الرُّؤية » ، « والكرسي موضع القدمين » ، « وضحك ربُّنا » ؛ فقال : هذه الأحاديث صِحاح ، حملها أصحاب الحديث والفُقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حقٌّ لا نشُكُّ فيها ؛ لكن إذا قيل : كيف وضع قدمه ؟ وكيف ضَحِك ؟ قلنا : لا يُفسِّر هذا ، ولا سمعنا أحدًا يُفسِّره . رواه الدَّارقطني في الصِّفات ‹ ٥٧ › .

❒ قال إسحاق بن راهويه ـ رحمه اللَّه ـ : قال لي عبد اللَّه ابن طاهر : يا أبا يعقوب ، هذه الأحاديث التي تَروونها في النُّزول ، ما هي ؟!
قال : قلتُ : أيُّها الأمير! هذه الأحاديث جاءت مجيء الأحكام الحلال والحرام ، ونقلها العلماء ، ولا يجوز أن تُردّ ، هي كما جاءت بلا كيف . بيان تلبيس الجهميَّة ‹ ٤٣٩/١ › .

❒ قال ابن بطَّة العُكبري ـ رحمه اللَّه ـ : كلُُّ ما جاء من هذه الأحاديث وصحَّت عن رسول اللَّه ﷺ ؛ ففرضٌ علىٰ المسلمين قَبولها ، والتَّصديق بها ، والتَّسليم لها ، وترك الإعتراض عليها ، وواجب علىٰ من قبلها وصدَّق بها أن لا يضرب لها المقاييس ، ولا يتحمَّل لها المعاني والتَّفاسير ؛ لكن تُمرُّ علىٰ ما جاءت ، ولا يُقال فيها : لمَ ؟ ولا : كيف ؟ إيمانًا بها وتصديقًا ، ونقف من لفظها وروايتها حيث وقف أئمَّتنا وشيوخنا ، وننتهي منها حيث انتهىٰ بنا ؛ بلا مُعارضة ، ولا تكذيب ، ولا تنقير ، ولا تفتيش ، واللَّه الموفِّق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل . الإبانة ‹ ٢٤٤/٣ › .

والحمد للَّه ربِّ العالمين .

١٩٨ - حدثني إسحاق بن موسى الحمصي ثنا سفيان بن عيينة قال: قال عبد الله بن مسعود: من أحب القرآن فهو يحب الله تعالى.

- [المحبة لله] للختلي

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

قال الإمام أحمد :

إذَا قَالَ الرَّجُلُ : لَا أُصَلِّي. فَهُوَ كَافِرٌ.

[مسائل الإمام أحمد - رواية أبي داود].

• قُلْتُ لِأحْمَدَ أيَّامَ كَانَ يُصَلِّي الجُمَعَ الجَهْمِيَّةُ ، قُلْتُ لَهُ : الجُمُعَةُ؟. قَالَ : أنَا أُعِيدُ ، وَمَتَى مَا صَلَّيْتَ خَلْفَ أحَدٍ مِمَّنْ يَقُولُ القُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَأعِدْ.

[مسائل الإمام أحمد - رواية أبي داود].

عن الفضل بن زياد قال :

سَألْتُ أبَا عَبْدِاللهِ عَنْ عَبَّاسٍ النَّرْسِيِّ فَقُلْتُ : كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ؟. فَقَالَ : رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ : بَلَغَنِي عَنْهُ أنَّهُ قَالَ : مَا قَوْلِي «القُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» إلَّا كَقَوْلِي «لَا إلَهَ إلَّا اللهُ». فَضَحِكَ أبُو عَبْدِاللهِ وَسُرَّ بِذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا أبَا عَبْدِاللهِ ، ألَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ؟. قَالَ : بَلَى.

[الشريعة للآجري].

• سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللهِ وَذَكَرَ قَوْمًا مِنَ المُتْرَفِينَ فَقَالَ : الدُّنُوُّ مِنْهُمْ فِتْنَةٌ ، وَالجُلُوسُ مَعَهُمْ فِتْنَةٌ.

[الورع للمروذي].

عن جعفر بن محمد النسائي قال :

قُلْتُ لَهُ : إنْ أمَرَنِي أبِي بِرَأيِ أبِي حَنِيفَةَ لَهُ عَلَيَّ طَاعَةٌ؟. قَالَ : لَا.

[زاد المسافر لغلام الخلال].

• قُلْتُ لِأبِي عَبْدِاللهِ : مَا أكْثَرَ الدَّاعِينَ لَكَ!.
فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنُهُ وَقَالَ : أخَافُ أنْ يَكُونَ هَذَا اسْتِدْرَاجًا. وَقَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ : لَوْ أنَّ لِلذُّنُوبِ رِيحًا مَا جَلَسَ إلَيَّ مِنْكُمْ أحَدٌ. ... قُلْتُ لِأبِي عَبْدِاللهِ : إنَّ بَعْضَ المُحَدِّثِينَ قَالَ لِي : أبُو عَبْدِاللهِ لَمْ يَزْهَدْ فِي الدَّرَاهِمِ وَحْدَهَا ، قَدْ زَهِدَ فِي النَّاسِ. فَقَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : وَمَنْ أنَا حَتَّى أزْهَدَ فِي النَّاسِ؟! ، النَّاسُ يُرِيدُونَ يَزْهَدُونَ فِيَّ. وَقَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : أسْألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنَا خَيْرًا مِمَّا يَظُنُّونَ وَيَغْفِرَ لَنَا مَا لَا يَعْلَمُونَ.

[الورع للمروذي].

عن أحمد بن إبراهيم الدروقي قال :

مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يَذْكُرُ أحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ بِسُوءٍ فَاتَّهِمُوهُ عَلَى الإسْلَامِ.

[تاريخ بغداد].

‏قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله :

إذا أمرت شخصاً بمعروف فلم ينته ؟

قال أحمد : دعه

إن زدت عليه ذهب الأمر بالمعروف ، وصرت منتصراً لنفسك

📚الآداب الشرعية ١/ ٢٥٧

قال الإمام أحمد بن حنبل متمثلا:
قليل المال تصلحه فيبقى
ولا يبقى الكثير على الفساد
قال العلامة ابن مفلح: وهذا يدل على الكرامة، وهذا معلوم في الشاهد والغائب، افتقر خلق كثير بالإسراف في اللذات والشهوات.
📚الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي

‏قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن هذا القرآن كلام الله عز وجل، فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم".

📙الزهد للإمام أحمد بن حنبل

‏الفرح بما يصيب أهل البدع

سئل الإمام أحمد بن حنبل: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد عليه في ذلك إثم؟ قال: "ومن لايفرح بهذا؟!".

📙السنة لأبي بكر الخلال

قال سليمان عليه السلام: "أوتينا ما أوتي الناس، وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس، وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من ثلاث كلمات: الحلم في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية".
📚الزهد للإمام أحمد رحمه الله

‏قال عيسى عليه السلام: "لا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد".

📚الزهد للإمام أحمد رحمه الله

‏قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

"لا يبغضني إنسان في الدنيا إلا تبرأت منه في الآخرة".

📚الزهد للإمام أحمد رحمه الله