أظنني المغفلة الوحيدة التي كتبت للكل عدا نفسها، مع أنني الأحق بتلك الحروف.. تركت الحزن يشكّل منزلًا له في أعماقي، والأرق يزيّن أسفل عينيّ، وألم الفراق ينهش قلبي، ورتبت الأحرف لتصبح نصوصًا لغيري! مثلما كنت أفعل دومًا في كل شيء، أنا آتي بعدهم لا قبلهم، أحمل التعب وأسرع به لوسادتي كل ليلة حتى تصلبت تمامًا. فللمرة الأولى، تتجمع الحروف إليكِ يا نفسي، أرثيكِ على اغتيال قلبكِ وأهجو كل من تسبب بذلك. ألعن الحزن لأجلكِ، وأحارب الأرق لأجل مقلتيكِ. لو كان الحب أحنّ، والرفاق أوفى، والأهل أرقّ، لمَ كتبتُ نصًا كهذا أبدًا، ولكنّ واقعكِ الحتمي ينص على أن "الوحدة تؤنس بكِ، والحزن يألف قلبكِ، والقلق مأواه أنتِ، وحتى الأرق يغفو أسفل عينيكِ". لو كانت لعنة رُزقتِ بها، لتخلصنا منها معًا، ولكنّه واقعنا المزري يا نفسي، لا مهرب منه إلا إليّ. وأنا أنتِ، وتلك هي اللعنة الحقيقية، لأنني لا يوجد بحوزتي ضمادة تسع جرحكِ العميق، فللأسف جروح القلب تتسع لا تُضمَّد.. أنا لا أملك سوى نصٍ مليء بالحسرة عليكِ، فرجاءً أقبليه.
- سجدة يحيى.