أعلم أن الإنسان يمر في مرحلة يفر فيها هارباً من الناس من تكرار الأحاديث، والسؤال عن الحال، لا يسعهُ الحال لمزيد من المُجاملات، لكنني بِتُ أشك أنهُ أصبح أسلوب حياتي .
لأني أعي مايفعله هلَعٌ طليق وأفهم حيلته في جعل الأمور أسوأ مما هي عليه، عرفت كيف أرعى قلبي في موقفٍ مُرتجل، وأجد ثباتي في لحظة إرتباك دون أن يلتهم ظلٌ قلقٍ وهج نفسي، ولا تُكدر فكرة حائرة صفو يقيني، وكيف تعني الشجاعة أحياناً أن تقبل وهنَك وتتصالح مع توجسّك وتجد في رأفتك بنفسك قوة لتمضي .
إن الهدف من الإصغاء هو اكتشاف ما يدور في أذهان الأشخاص الآخرين وفي قلوبهم، إذا فهمنا السبب الذي يدفع الناس إلى فعل ما يفعلونه، يُمكننا الحصول على أجوبة أكثر ملاءمةً من التساؤلات العشوائية، والتي قد تسلبنا الكثير من الوقت والجهد للتفكير فيما حدث، وسيكون المشهد دائماً ناقصاً وغير مفهوم، وذلك لأننا لم نُصغي للصمت والإيماءات وما وراء الأحرف والكلمات .
"خيبة الأمل تصبح أكبر عندما يصبح مقياس الشخص للثقة هو الكلام وليس الأفعال، الجميع قادر على الكلام من أجل تحسين صورته أمامك، عكس الأفعال التي تثبت قيمتك الحقيقية، اجعل سقف توقعاتك دائمًا منخفض؛ ولن تصاب بخيبة أمل أبدًا"
من الغير منطقي أنك تتغاضى عن أحاديث وتصرفات مُؤذية تجاهك، لأجل المحافظة على خاطر أي شخص والهلع من خسارته، بل خسارته هي أول خطوة للتعافي، من يعرف قيمة ذاته أختصر على نفسه الكثير من الأذى، وتنويه أخير من يحب بصدق لا يُؤذيك أبداً .
هُزمت لأن المشوار كان طويلاً، لأنك بدأت من نقطة مُتاخرة جداً، ولأنك حين بلغت خط النهاية أدركت أنهُ لم يكن إلا أول الطريق، وأنت عاجز عن البدء مرتين، والقتال مرتين، والموت مرتين .
"الحياة أوسَع من الأُطُر التي تُحَدَّد بها، إن ضاق بك درب فإنّ أرض الله واسعة، وإن أُغلِقَ دونك باب فالأبواب المُشَرّعَة كثيرة، وإن خابَت ظنونك فالآمالُ الأخرى واعدة، وإن آلمك جُرح فالأيام كفيلة بمُداواته وتعويضك بالمسَرّات، فقط امنَح الضوء فُرصة ليتسَلَّل إليك." - شروق القويعي