نحن في صحراء هاجر !
كل يوم الحال بيضيق علينا أكتر .. التعب بيزيد والموارد بتقل .. اللي كان بيكفي امبارح ويفيض النهاردة بيكفي بالعافية وبكره مش هيكفي
مش في بالي مثال على اللي احنا فيه دلوقتي غير مثال السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم وهي بتلاقي زوجها فجأة بيقرر انه يسيبها في "الصحراء" لوحدها هي وطفل رضيع ويمشي !
ثواني طيب !
طيب هعيش ازاي ؟! طيب هاكل وأشرب منين ؟! طيب الطفل اللي معايا ده هيستحمل ازاي ؟! طيب لو عيشنا النهاردة هنعمل إيه بكره ؟!
صحراء جرداء ومصير مجهول وحال بيضيق كل دقيقة عن اللي قبلها ولا زرع ولا ماء ولا بشر ولا معلم من معالم الحياة موجود !
وهنا وقفة التأمل اللي اتحكت لينا القصة دي علشانها .. علشان نشوف كيف انتهت الأزمة ؟ إيه الروشتة اللي عملتها السيدة هاجر علشان تحصل المعجزة اللي تنقذها ؟
٣ خطوات بالظبط :
١- اليقين بالله
السيدة هاجر قالت جملة واحدة بس وسيدنا إبراهيم ماشي وسايبها .. قالت "لن يضيعنا الله" .. قالتها وهي مؤمنة ١٠٠٪ بيها رغم انعدام الأسباب قدامها (درجة يقين يحبها الله ولن يخذل إنسان عنده يقين بيه بالدرجة دي أبداً)
٢- الدعاء
سيدنا إبراهيم زوج وأب ويعلم انه سايبهم في الصحراء لوحدهم .. فبمجرد انه اختفى عنهم رفع ايده للسماء ودعى ربنا "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" (توكل وتسليم لله بالمعنى الحرفي)
٣- السعي
لما اشتد العطش وانتهت الموارد والطفل بيصرخ .. قامت السيدة هاجر تعمل اللي عليها لآخر نفس وقعدت تجري بين جبلين الصفا والمروة ٧ أشواط يمكن تشوف معلم واحد من معالم الحياة حواليها (سعي وأخذ بالأسباب ربنا بيحبه)
وفي اللحظة اللي بتقعد فيها على الأرض من التعب .. بتحصل المعجزة !
انتي نجحتي في اختبار اليقين .. واستعنتي بالله مسبب الأسباب .. ونجحتي في اختبار السعي وعملتي اللي عليكي
خدي رزقك بقى ومن حيث لا تحتسبي كمان !
فتطلع الميه من بين رجلين الطفل الصغير وفي وسط الصحراء ويكون بئر ماء عظيم شغال لغاية دلوقتي وبيشرب منه ملايين البشر !
سبحانك يارب ما أعظمك !
وهي دي روشتة الخروج من الأزمات
ويقيناً بالله مفيش حد هيمشي عليها مهما كانت أزمته إلا وهيلاقي الفرج والرزق من حيث لا يحتسب
انت دلوقتي في اختبار
اثبت وانجح فيه (يقين ودعاء وسعي) واتفرج على عظمة ربنا وكرمه معاك وهو بيخرجك من أشد الأزمات