مر وقت طويل لم أمارس فيها هواية الكتابة أو طقوس اغراء الكلمات. في الحقيقة أصبحت الكتابة شيء مرهق، شيء يستنزف شعوري إلى أبعد حد، تخيل عزيزي القارئ بأن نص قصير لا يتعدى الخمسة أسطر، كفيل بأن يجعل يومي سوداوي إلى درجة التفكير بالانتحار؟ أيعقل ؟ بأن الكتابة أصبحت أخطر من تعاطي الكوكائين؟ أم أنني بدأت طور الاضمحلال مبكرًا؟
لقد كان لها شرف الاحتواء، لقد منَّ الله عليها أن تطأ قدماي مدارجها وساحاتها، لقد أنعم الله عليها أن تحتضن في كراسيها شخصًا مثلي هه .لعلى الله كان يريد لهذه الكلية الخلود والتمجيد والعلو بالأرض هه.
"إذا غازلتُها استغبتْ وقالت: كلامكَ غامضٌ هلّا أعدتَهْ !؟ وكيفَ ؟ وهلْ ؟ لماذا دون غيري ؟ وما الفرقُ الذي بي قد وجدتهْ ؟ فأمسحُ عن فمي ما قالَ قلبي وأنثرُ في مهبِّ الصمتِ صوتَهْ فبعضُ القولِ حين يعادُ يغدو بلا معنىً كأنك ما قصدتَهْ.."