قالها نتانياهو، وكررها جالانت، واعادها هليفي وكل من له علاقة بالقرار لديهم، أنهم يفضلون المفاوضات تحت النار.
هذا التعبير الدبلوماسي يعني بلغة غير دبلوماسية، أن صفقة الأسرى أو أي مسار سياسي، ممكن التحقق في حالة واحدة فقط، وهي الامتثال للشروط الإسرائيلية. وهذا ما دفع نتانياهو بعد اغتيال السنوار لمخاطبة الغزيين قائلا: ارفعوا الراية البيضاء وسلموا الاسرى حتى تتوقف "الحرب".
وهذا هو جوهر ما جاء به المبعوث الامريكي الى لبنان في زيارته الحالية، وهذا ملخص ما قاله ولكن بلغة أقل دبلوماسية. أقل بكثير من دبلوماسيته في زياراته التي سبقت اشتعال الحرب على لبنان، فهو ايضا يؤقلم خطابه وفقا لتطورات الميدان
لا يمكن تخيل أي مسار سياسي في لبنان، في الوقت الذي يتم فيه تحضير "ضربة حرب" على إيران. ولكن الدبلوماسية هنا هي إحدى أسلحة اسرائيل وحلفائها في هذه الحرب منذ الثامن من اكتوبر. فمن الأفضل أن تعتدي وتقتل وتهجر وتعيد الاحتلال وراء ستار أو وهم "أفق الحل السياسي".
ولعل الدبلوماسية هنا، هي السحر الذي يقدم الإبادة والتهجير وإعادة الاحتلال والاستيطان بحق شعب، على انها "حرب" بين "قوى".
ولعل اكبر ثغرة تسللت منها إسرائيل تدريجيا وبسلاسة نحو أهدافها حتى الان، هي أن خصمها لم يقرأ نواياها الحاسمة منذ الثامن من اكتوبر على حقيقتها. البعض قرأ تلك النوايا بعد تفجيرات الاتصالات في لبنان.. قراءة متأخرة عام بكامله
كراجة المعز