بينما كنتُ أرىٰ صور الشهيدِ البطلِ يحيىٰ السنوار..
خطرَ ببالي من كانَ معه من المجاهدين..أو الشهداء! وآلاف ممن اِستشهدوا واصطفاهم ربّهم واِطّلع على نقاء سريرتهم وقوّة إعدادهم..
وشاهدتُ مقاطعَ متفرّقة لبطلي الأردن ممّن استشهدا على الحدود في سبيل الله.. إثخانًا في العدوّ، ومواقفُ الرجال عدة..
فسبحان الله الذي يصطفي عباده !
كم من بطلٍ خفيّ، لا يعرف التاريخ له اِسمًا، ولا العيونُ له وجهًا، سوىٰ آثار أقدامه التي تتلاشىٰ في زحام الأيام!..
و كم من صحابيٍّ جاهد في سبيل الله لم يبلغنا خبره، و كم من داعيةٍ أُُسكت صوته، وأُسِر خلفَ القُضبان؟، وكم من قائدٍ أُخمد ناره ومات في سبيل ذاك ولم يُسمع عنه؟ وكم من عظيمٍ صمد أمام جسيمِ الابتلاءات كي لا يموت صوتُ الحقّ في هذه الأمة، متوكلاً على ربه، غير آبهٍ بقلة أنصاره!؟ وكم من قلبٍ طاهرٍ، يعبد ربه خفية خوفًا وطمعا.. يجاهد نفسه، ويكفّ شهواته، لا يسعى وراء شهرة زائلة زائفة.. ويسأل ربه بعدد أنفاسه أن يشفي صدره والمؤمنين!
إن الأرض تسطر يوميًا ملاحمَ عظيمة، لكننا غافلون عنها، لا نلتفت إلا إلى ما أمام أعيننا !..
وإنّ الألم والله كالسوط يجلدنا على غفلتنا، وكأن الموت عدوٌّ نلوذ بالهروب منه، وما نعلم أننا نسير نحوه كالسّارب إلى وطنه.. والأسىٰ علىٰ ما فاتنا من عُمر، وعلى ما يجهلنا من مستقبل،وكل الخوفِ أن نبقىٰ علىٰ هذا الهوان..
يقتطع من قلوبنا أجزاءً، ويجعلنا نتساءل:
هل سيقبلُنا ربنا أم سنكونُ من المُبعَدين !
#أمتي