#فكرة_تربوية
نقود العائلة.. أكلتها العائلة :
كنا نعيش في بيت العائلة الكبير، ولكل أسرة حجرة خاصة ، فنحن مع والدي ووالدتى في حجرة، وأعمامي كل واحد منهم مع أسرته في حجرة، وجدتي - رحمها الله - في حجرة، وكنا نأكل معا ونعمل معا في الحقل وغيره،
وكان والدي – رحمه الله - أكبر إخوته لذا كان يحتفظ معه بكل أموال العائلة، وذات ليلة سرقت منه جنيهن وتأكدت أنه لم يشعر بي، وانتظرت فترة من الزمن أمثل عليهم جميعا أنني أعمل وأدخر شيئا من المال،
وذات يوم قلت لأبي: إنني ادخرت وأريد أن أشتري بها عنزة صغيرة لأربيها في بيت العائلة، فوافق أبي وذهب معي لشرائها من السوق، ولما عدت وفي يدي العنزة سألني الجميع عن مصدر النقود، فقلت لهم: إنني عملت بها وكنت أجمعها في حصالة خاصة بي،
وصدقني الجميع وصاروا يهتمون بإطعام العنزة الخاصة بي، فتسمعهم يقولون: أطعموا عنزة محمد، اسقوا عنزة محمد، احتفظوا بهذا البرسيم لعنزة محمد...
ومرت شهور وكبرت العنزة، وذات صباح قطعت العنزة الحبل وذهبت فأكلت كثيرا من الأرز حتى نامت على الأرض متعبة من كثرة ما أكلت، واجتمعت العائلة ورأوا أن العنزة ربما تحتضر من كثرة ما أكلت، فقرروا ذبحها،
وبالفعل ذبحوها وفي المساء جلست العائلة كلها يتناولون لحم العنزة وهم يضحكون ويقولون: اصبر يا محمد، عقبال العنزة القادمه، والبعض يواسيني والبعض يضاحكني، وأبي صامت لا يتكلم،
وفي اليوم التالي، كنت جالسا بمفردي حزينا على فقدان مشروعي الصغير، فجاء والدي مبتسما وقال: يا محمد، أريد أن أقول لك شيئا، يا بني لا تحزن، «فنقود العائلة.. أكلتها العائلة»...
فتوقت حينها لحظات . عن هول المفاجأة، وزاغ بصري وقلت لنفسي: لقد كان يعلم بسرقتي للجنيهين طوال السنة أشهر الماضية ولم يتكلم، وكان يراني أربي العنزة ولم يفضحني،
ولم أفق من تلك الحالة إلا عندما قال لي أن: محمد، خذ هذين الجنيهين الحلال واشتر بها عنزة جديدة من نقود حلال...
يا لصبرك يا أبى، فطوال شهور كنت تراقبني وتعلم أنني سرقت النقود منك لكنك تتغافل عما فعلت، طوال شهور ترى ابنك السارق يتحرك أمامك فرحا – بالعنزة الناتج عن سرقته ولم تفضحه ، كل هذا لأنك تربى إنسانا لا بهيمة ، كل هذا لأنك تريد أن تمتلك قلب ابنك لا تمتلك جسده
ولقد نجحت يا أبى بإمتياز ، وجميلك دين فى رقبتى إلى يوم الدين
فهل هذا أب يمكن نسيانه؟
احكى لنا عن موقف جميل فعله معكم والدكم او والدتكم ولا يمكن نسيانه....
متنسوش like
Share
ومنشن لصاحباتك من الأمهات
#مروة_بكر
#مشوار_أمومة
#الأم_المعلمة