#درس_الفجر (29)
عن أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو -ويُقَالُ: ابْنُ جابِر- قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمنِ سأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أُوَيْس بْنُ عامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نعَمْ، قَالَ: فكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرِئْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ والِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: يَأْتِي علَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُو بِها بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّه لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلى عَامِلهَا؟ قَالَ: أَكُونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أَحبُّ إِلَيَّ, فَلَمَّا كَانَ مِنَ العَامِ المُقبل حجَّ رجلٌ من أشرافهم، فوافى عُمَرَ، فَسَألَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، فَقَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ البيت، قليل المتاع. فأخبره عمر بما قال النبي صلى الله عليه وسلم في أويس، : فأتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لي. قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. رواه مسلم.
شرح الغريب
لو أقسم على الله لأبره: قال النووي: "لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراماً له".
أكون في غبراء الناس: في الفقراء الذين لا يُلتفت إليهم.
رث البيت: أثاث البيت قديم وحقير.
قليل المتاع: قليل الأثاث.
انطلق على وجهه: خرج بحيث لا يعرفه أحد.
دروس من الحديث
1/ الحديث من دلائل النبوة.
2/ كمال تصديق الفاروق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم.
3/ طلب الاستغفار والدعاء من الصالحين.
4/ أثر البر في استحابة الدعاء.
5/ فضل أويس، وهو خير التابعين كما في صحيح مسلم.
6/ ابتلاء الله للصالحين بالبأساء والضراء.
7/ في عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبره.
8/ التخفي ومحبة عدم الذكر من صفات الصالحين.
9/ الفقر لا يدل على سخط الله، والدنيا لا قيمة لها عند الله.
10/ المَزِيَّة لا تعني الأفضلِيَّة، فقد يتميز المفضول بمزية ليست عند الفاضل، ولكنها لا تجعله أفضل منه.