الكنز المخفي بين أنقاض بابل (تكملة٣)
تحت ضوء القمر الهادئ، جلس الفريق حول نار المخيم، يتناقشون فيما بينهم عن الاكتشافات وعن اللعنة المحتملة التي حملها النقش. ريم، التي كانت تقرأ المزيد من النصوص على الألواح الطينية، بدأت تشعر بقلق متزايد. كانت هناك إشارات واضحة إلى تحذيرات من العبث بالمقدسات.
في تلك الأثناء، كانت فاطمة تدرس النقوش الأخرى على الجدران، محاولةً فهم القصة الكاملة للغرفة المخفية. كانت تعمل بصمت، متجاهلةً القلق الذي بدأ يتسلل إلى قلوب الجميع.
في اليوم التالي، قرر الفريق استكشاف المزيد من الغرف المجاورة. أثناء الحفر، اكتشفوا نفقًا ضيقًا يقود إلى غرفة أخرى. بمجرد دخولهم، شعروا ببرودة غريبة وسكون عميق. في منتصف الغرفة، كان هناك تابوت حجري ضخم. على غطائه، نقش يصور مشهدًا لمعركة بين الآلهة والملوك.
بينما كانوا يقتربون من التابوت، بدأت الأرض تهتز بشكل خفيف. فتح الفريق التابوت بحذر، ليكتشفوا جثة محنطة لم تكن لأي ملك معروف، بل لكاهن كبير كان يُعتبر حارسًا للأسرار المقدسة.
في تلك اللحظة، بدأت اللعنة تتجلى بوضوح. بدأت الأصوات الغامضة تعلو، والظلال تتحرك من تلقاء نفسها. أدرك الفريق أن الوقت قد حان للرحيل، لكن كان الأوان قد فات.
فجأة، اختفى خالد بطريقة غامضة وسط الظلال. بدأ الجميع يشعرون بالذعر. الدكتور ياسين، الذي كان الأكثر تماسكًا، طلب من الجميع العودة إلى السطح فورًا. أثناء صعودهم، سقطت فاطمة في حفرة فجائية واختفت.
حين وصل الباقون إلى سطح الأرض، كانوا متوترين ومتعبين. قرروا ترك كل شيء خلفهم والرحيل بأسرع ما يمكن. لكن اللعنة كانت لا تزال تطاردهم. بدأ الفريق يتفكك، واحدًا تلو الآخر يختفي في ظروف غامضة.
في النهاية، بقيت ريم وحدها في المخيم. كانت قد وجدت رسالة مكتوبة بخط يد الدكتور ياسين، يطلب منها العودة إلى بغداد بأسرع وقت والابتعاد عن الموقع. أخذت ريم الرسالة وعادت إلى العاصمة، ولكنها لم تستطع نسيان ما حدث.
بعد أشهر من الأحداث، قررت ريم العودة إلى بابل مع فريق جديد من العلماء، عازمة على فك أسرار اللعنة وإنقاذ زملائها إن أمكن. وعندما وصلت إلى الموقع، وجدت المكان مهجورًا، وكأن الزمن قد توقف فيه.
النهاية الصادمة جاءت عندما فتحت إحدى الألواح الطينية القديمة، لتجد نصًا يصف ما حدث بالتفصيل ويشير إلى أنها ستكون آخر من يحاول كشف الأسرار. شعرت ريم برعب شديد، لكنها كانت مصممة على المضي قدمًا. وعندما بدأت الحفر في نفس الموقع الذي اختفى فيه زملاؤها، اختفى هي أيضًا بشكل غامض، تاركة خلفها ألغازًا وأسئلة لا إجابة لها، ومعها تظل لعنة بابل قائمة، تبحث عن ضحايا جدد.
---
بهذا الشكل، تنتهي القصة بنهاية غير متوقعة وصادمة، تاركة القارئ في حالة من الترقب والتساؤل حول ما حدث بالفعل في بابل وما تخفيه تلك الأرض من أسرار.
الكاتبة :مسـرَّة صادق