اللَّهم أعِنَّا فكُلنا يا ربّ غَرقىٰ ولا ملجأ لنا غيرك."))💙
مأوى"💙
21 Oct, 15:46
سَل الله أن يرشدك للحق، ويعينك على الأخذ به والثّبات عليه، سَله ألّا يكلك إلى نفسك ولا إلى حولك وقوّتك فتميد أرض ثباتك وتضطرب، سَله أن يرزقك إيمانًا راسخًا، ويقينًا ثابتًا لا يُخالط بشك ولا يُزعزع من فِتن، وسَله أن يجعلك ممّن سعى وتوكّل وصدق فثُبِّت وأُعيِن وكُفي...
معالي الأمور لا تُنال إلّا باحتمال التّعب، ومعاناة المشقّة، ومكابدة الألم، فإذا ذقتَ شيئًا من ذلك في تحصيل العلم، فاعلم أنَّه الأصل؛ لأنّ العلم في قمّة المعالي قاطبةً، ولكنّ بعد التّحصيل لذّةً تُنسيك ما احتملت، وما عانيت، وما كابدت، ثمَّ يبقى الفخر الكبير، والشّرف العظيم، والثّناء الخالد، والخدمة المباركة للعقول والأذهان...
لو قلّبت صفحات أيّامك مُتأمّلاً لوجدت أن أكثرها أُنسًا وسلامًا وحبورًا هي ما كنت فيها بالله أقرب، وأن أيسر الهموم التي مرّت على قلبك هي التي اتخذت ربّك لها وكيلاً؛ فوالله مهما جرّبت أشكال الملاجئ فلن يطعم هذا القلب حلاوة شيء مثل قربه من ربّه...
يا صاحبي عندما تباع البضاعة دون ثمن اعلم بأنك أنت السلعة؛ الجوال أخف حملاً في الدنيا ولكنه أعظم وأثقل وزراً في الآخرة والعاقل من يتعظ ولا أبرئُ نفسي...😔
يشعر الإنسان أن آخر بصيص أمل فُقد، وأن يداه لا حيلة لهما، وأن كل شيءٍ يسير عكس ما يريد، حتى يتذكر ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْء في السماوات ولا في الأرض ﴾ فيستريح قلبه، ويرتاح عقله، ويهدأ خاطره، لأن له ربٌ قادرٌ على كل شيء...☆
عوّد نفسكَ الرّضا عن الله، بقسمتهِ التي قسم لك، وبالنصيب الذي كتب لك، وبالطريق الذي مهّد لك، وبالمركب الذي يسّر لك، وبالحياة التي صاغ لك.. وثق أن تدبيره خيرٌ من تدبيرك لنفسك، ثق بجهلكَ في رحاب علمِه، وضعف عقلك عن جلال حكمته، وأنه لو كُشفَت لنا أكنّة الغيب ما اخترنا إلا خيرة الله ...♡♡♡
إنّما تُنال الدّرجات العالية على أكتاف عبوديّة الصبر.. بأن تصبر على مشقّة الطّاعة، وعن شهوة المعصية، وعن عدم الجزع عند المصيبة، وعن عدم كفران النّعمة، ومن استكمل مراتب الصّبر؛ فقد حاز أعالي الجنان....
تمر بالواحد منا حادثة يفقد بها قلبه وتكاد تخرج روحه من القهر وتَبيّضُ عيناه من الحزن ينتظر ممن يدعون محبته مواساة والوقوف بجانبه وتخفيف هلع روحه ولا يجد أحدا منهم.. عندها يعرف حقيقة نفسه وحقيقة الناس من حوله وحقيقة الدنيا معهما، فيذهب إلى الوجهة التي لا تخذل أحد وتجبر القلب الكسير : "وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إلَى ربِّي سَيَهْدِينِ"...
«اللهمّ ولا تجعلني فارغًا يتتَبَّع بل غارسًا يَنفَع، ولا تكِلني إلَيّ ولا تفتِنّي بي، واجعلني شديدًا بك قويًا فيك، رحيمًا على من تُحبّ، مدركًا فقه الواقع، عارفًا مهمّتي، مُلازِمًا ثغري، مخفِّفًا كلامي، مُكثِرًا عَملَي، مُحبًا لَكَ بكل ما أوتيتُ مِن قَلبِ»