جَوى .

‏في أوقاتٍ كثيرةٍ تكتشف أنّك مدينٌ لنفسك أكثر من أيّ شيءٍ آخر مدينٌ لعثراتك وانكساراتك مدينٌ للسّهو البريء والخطأ العابر الذي أضاء لكَ الدرب مدينٌ لليالي الطويلة الشاحبة المليئة بالوِحدة مدينٌ للثقة المفرِطة التي فضحتْ سذاجتك وأوهامك البيضاء أنتَ مدين لك .

كنا بالأمس نتغافل لإبقاء المحبة نتجاوز عن أخطاء عدة كي لا ينقطع حبل الود اليوم أصبحنا نتغافل ونغمض أعيننا عن كل ما يحدث معنا ويؤذينا لا لشيء فقط لأننا لم نعد نملك الطاقة للنقاش والجدال العقيم الذي لا فائدة منه أبداً صرنا نتغافل لأن الكثير من العتب يؤلم أكثر من الخطأ نفسه وبعض الكلام مجرد الخوض فيه إهانة للذات أصبحنا نريد أن تمضي أيامنا بهدوء دون أن تموت الأشياء المتبقية فينا .

متى ما استقر في قلبك معنى«يُدبِّر الأمر» لن تحزن على فوات الفرص ولا على أمنية لم تتحقق ولا على تغيّر وداد أحدهم لن تحزن على قضاء الله لأن لديك من اليقين ما يكفي لتواجه هذه المصاعب ما يكفي ليجعلك تتخطّاها لأنك مؤمن إيمان تام أن الله يدبر أمرك كله في أحسن صورة وألطف تدبير .

‏أيقنت أن ممكن كل شيء يمضي بسبب شعور الرضا ‏وهذا تفسيري الوحيد للامبالاة اللي فيني أنا راضية ‏مهما بلغ الأمر حدّته التفت لنفسي وأمشي ولا أعرف ‏لتهويل الأمور طريق .

حدسك لا يخطئ الغرائز الداخلية ومشاعر عدم الإرتياح لم توجد عبثاً هذه طريقة جسدك لإخبارك بأن هناك خطأ ما لا تجازف في تجاهله .

في مرحلةٍ ما من عمرك لن تُرحّب بمن ينتقص قدرك ولن تستحمل من يستغلك لن تجامل أحد وستبتعد فور احساسك بالتعب ستعرف متى تضع خط رجوع ولن تقع في الفخ مجددًا ‏ستُسيّر أنت العلاقات وستختار أنت من يستمر ومن ينتهي فما عاد هناك مجال لأشخاص خطأ ولن تسمح أن يؤذيك أحد فزمن التحمّل ولّى .

عندي بلوك بعقلي وقت افعله لو تمر من قدامي بتريله ماشوفك .

كلّما نضج المَرء كان أحرص على الوِفاق أبعد عن العراك والمماحكات وكلما كَبُرَ أدرك أن العُمر لا يتّسع لغير الإنجاز والتشارك مع الآخرين في بناء خطابٍ مُتسامح مع الجميع ‏لا أدري كيف لا يفتر هؤلاء الذين يلقون في كل نهرٍ حجرًا ويُطلقون على كل عابرٍ رصاصةً طائِشة .

أنا كل شيء من اللاشيء أقفُ فوق سكة قطارٍ لن يأتي ووسطُ أغنية عالقة من الطفولة أجلسُ فوق عشبِ اليأس وآخذ استراحةٍ من الإنتظار في مقهى القلق وأحتسِ كوبًا من التفكير أنا كل هذا ولا تجري الأحداث غندي كباقِ العالم فلا نُزهة لديّ ولا راحة ولا أتجردُ لحظةٍ واحدة من الخوف أتفاخرُ بعقلانيتي وأنا أسبحُ يوميًا في حطام مشاعري رغم كل هذا أضعُ قلبي تحت وسادتي وأنام كل يوم على أمل انقشاع كل هذا .

البسُ لِباس اللامُبالاة والواقعُ بُركان ثائر .

‏مستعدة أبيع العالم و أشتري إنسان متصالح مع الدنيا ومع أخطائي وأخطائه ومع طبيعة ابن آدم بشكل عام ومهما صار يشوف إنها بسيطة و حصل خير شاري وجودي وقربي بجنبه وإن طول ما احنا بخير ومع بعض كل شي راح يتصلح لما يصير خصام يكون فاهم إنه مؤقت والخلاف يحصل ساعات أو أيام وينتهي .

أنا لا أخاصم أحدًا ولكن أغير مكانته لا أتواصل معه
لا أستجيب له لا أعطيه الوقت الذي كنت أعطيه له سابقًا لا أفكر فيه ولا أعطيه اهتمامًا كما كنت من قبل عظيمة الآيه التي تقول" واهجرهم هجرًا جميلا" .

أرفض أن تشكلني صنائعُ الأذى لذا لا أقفُ عند القرب الزائف وأصم سمعي عن الكلمَة المواربة وأصب الحد الأدنى من الانفعَال وأدفنُ داخلي شهية الرد وأغلقُ عوالمي في وجه تراشق السوء والنقاش الأبتر وأثقُ أن النقيصة وإن وقفت عندي فلن تعنيني بقدر ما تمسَُّ صاحبها .

لديّ كلمات مؤجلة كلما أردت النطق بها تنفس العذاب داخل صَدري فيتأجل من جديد ميعاد طمأنينَتي .

أن كنت تجرح ذاتك فأنت ستجرح غيرك حتى وإن أنكرت ذلك أرجوك أن تمنح تلك الذات كامل الحُب والإحترام قبل أن تعبث بذوات الآخرين ‏أعتبرها نصيحة من ذاتي إلى ذاتك .