متشابهان حد التطابق وفي التوصيف التاريخي كلاهما ناتج ارهاق وجهد وعمل دؤوب وسلخ بالمحارق في الاقبية وكلاهما يؤمنان بالحوزة الثورية او الناطقة فما دام حزب الدعوة إسلاميا ومرجعه الصدر الأول فهو حزب ثوري انقلابي تغييري وما دام مقتدى الصدر إسلاميا فهو الى منابع الأول اقرب والى الجلوس على موائده الفكرية اثوب!.
موقفهما الوحدوي الوجودي من داعش واحد ومن التواجد الأجنبي في البلاد واحد لكن المسارب التي تؤدي الى انتاج المعادلة الوطنية إزاء هذه المفردات مختلفة .. والاختلاف هنا طبيعي ويفترض ان ينظر اليه باعتباره اختلافا طبيعيا بلحاظ الفطرة البشرية التي تؤكد على الاختلاف !.
اجد ان اهم حزبين قادرين على تشكيل الذات الصدرية الواحدة هي ورقة تفاهم نهائية وليست مؤقتة تجمع الصدر والمالكي برعاية المرجعية الدينية..
ان الكنيسة الكاثوليكية ومرجعية الفايتكان في إيطاليا كان لها يد بيضاء في المصالحة الوطنية بين أحزاب ودول ومشارب مسيحية شتى وربما كانت زيارة البابا الى النجف ولقائه المرجع السيستاني رسالة بان المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية سقوف حقيقية لاثانوية تستوعب الخلاف وتوقف النزيف وتحمي التجارب الإنسانية وتحافظ على النسيج الاجتماعي والبشري وتؤصل القيم الحضارية الإنسانية وهي رسالة يفهمها جيدا اتباع الجيلين .
يؤمنان بالوطن الواحد والتنشئة الاجتماعية السليمة وبناء الامة والدولة الواحدة ويقفان بقوة ضد التطرف والتكفير والافساد والفتن السياسية ويعملان على استيعاب الأكثرية الشيعية لأداء الدور المأمول في أفكار جبلي الشيعة محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر .
يؤمنان ان الانسان غاية ووسيلة والوطن سور ووعاء والعراق هو العراقي مهما كان مذهبه ومشربه وفكره وتوجهه وقوميته .. ولم يفلح أي خلاف تفكيك هذا التشابه في الاوعية والغايات والروح المجبولة على الثورة بين الرجلين .
اذن لماذا هذا العناد الذي يباعد بين الطرفين ويكرس الجفاء والكراهية المشتركة وكل يبتلع جهود الاخر وربما صفق خصوم الطرفين كثيرا عند خسارة احدهما وهو ما يسر الأعداء ويقوم هذا العدو بالتقاط ما يسقط منهما في الطريق لزيادة التخاصم الوهمي وزيادة التعاطف الزائف لدى فئات ساذجة تعتاش على الخصومة فضلا عن التوظيف الأمني والاستخباري للنيل من المكون الأكبر ولدي معلومات ان العدو يتبادل الأدوار والخطط للايقاع بهما وزيادة الشقة بين الطرفين في مواقع السوشيال ميديا وفي غرفة واحدة من اقبية المخابرات الاجنبية بأسماء ولهجة ولغة متطرفة جاهلة لكنها متآمرة على الجبلين .
اذن .. اين الاختلاف وكيف تنهي هذا الاختلاف .. هل نساير اختلافهما ام نطابق اختلافهما ام نميل الى احد دون الاخر؟.
هذا ما سنجيب عنه في المقال القادم.