كنّاشة الفوائد (أبو إسحاق)

حقيقة الضيق في الدنيا؛ إذا ضاقتْ عن عمارة الآخرة وأشغلتْك عن عبادة الله وطلب مرضاته، وحيث تتمكّن من عبادة الله؛ فأرض الله واسعة.

{يا عِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ أَرضي واسِعَةٌ فَإِيّايَ فَاعبُدونِ} [العنكبوت: ٥٦].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١٨

#الحكمة_في_الدعوة_واللين_في_القول

ليست المشكلة في فهم قول الله تعالى: {ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ} [النحل: ١٢٥]، ولا في فهم قوله: {اذهَبا إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى} [طه: ٤٣ - ٤٤].

وإنما المشكلة أن تفهم أنت أنّ كلَّ قولٍ فيك وفي عقيدتك أو منهجك أو أخلاقك خشِنٌ وفيه طيشٌ وتهوّرٌ، وأن القول لا يكون ليّنا ولا يتصف بالحكمة إلا إذا صدر منك أو خوطِب به غيرُك ولم يتعلق بك.

فالنبي صلى الله عليه وسلم المأمور بالحكمة والموعظة الحسنة في دعوته؛ هو الذي أُمر ب: {قُل لِلَّذينَ كَفَروا سَتُغلَبونَ وَتُحشَرونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهادُ} [ آل عمران: ١٢ ]، {قُل موتوا بِغَيظِكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ } [ آل عمران: ١١٩ ]، الخ.

وموسى عليه السلام الذي أُمر بالذهاب وبالقول اللين، هو الذي قال لفرعون وقومه بعدما وصل: {وَيلَكُم لا تَفتَروا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَقَد خابَ مَنِ افتَرى}، [طه: ٦١].

ولو وٌجِّهتْ إليك هذه الخطابات؛ لسلبتَها الحكمة ولوصفتَها بالخشونة. فإذا كان سمعُك يمجّ الحقَّ ويستلين الباطلَ ولا يستعذب إلا المداهنة في الخطاب الدعوي؛ فالعيب فيك وليس في الحق.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٤/١٧

طالت الحياة أم قصرت إنما تنفع إذا نجا بها المرءُ من عذاب الله وإلا فهي وبال وحسرة.

{وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذينَ أَشرَكوا يَوَدُّ أَحَدُهُم لَو يُعَمَّرُ أَلفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصيرٌ بِما يَعمَلونَ}، [البقرة: ٩٦].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١٧

#أرح_نفسك

من العجب في بعض الناس؛ أني إذا أرشدتُ في كتاباتي إلى صواب يخص الدعاة وطلبة العلم؛ فهِم من ذلك أني أزكي نفسي، وإذا بيّنتُ خطأً يخصّهم وحذّرتُ منه، حسِب أن الصيحةَ عليه أو أن المقصود شخصٌ واحد بعينه.

يا أخي هوِّن على نفسك، فكثيرا ما أخاطب بالمنشورات نفسي أولًا ثم مَن على شاكلتي، فإذا أمرتُ بالتقوى والإخلاص والجد في طلب العِلم والاستعداد العلمي للدعوة؛ فلا تفهم من ذلك أدعي أني سيد المتقين وأعلم الخلق ... الخ، وكذا في الإرشادات والتوجيهات، لا يعني أني سالم، وقد قلتُ قديما -مثلا-: إنما أذكر بعض الأخطاء في منهجية طلب العلم، لأني وقعتُ فيها، فأرشد غيري إلى تفاديها.... وهكذا.

كن على بيّنة مِن أني لا أعالج في المنشورات خطأً لا أعرفه إلا في شخص واحد فقط، أو لا يتعداه إلى غيره، وإنما الكلام فيها يكون على أمور عمّت بها البلوى، يفعلها الكثير أو يتأثر فيها الكثير بِفِعل شخص، فنذكرها توعيةً للمجتمع وتعميما للفائدة.

فالحاصل؛ لا بد من الكلام على الواقع (فيّ أو في غيري)، وإلا؛ أتريد أن نأمر بشيء لا يمكن فِعلُه في المجتمع، أو ننهى عن شيء لا يُتصوّر صدوره من أحد؟! ما يمكن ذلك، نحن هنا في خدمة المجتمع ولا تهمّنا حياة شخص بعينه، والله نسأل القبول.

ثم لو أردتُ أن أتحدّث عن نفسي وعن حياتي؛ فلا أحتاج إلى التستّر في ذلك وراء الكتابات، بل هناك فرص لهذا الأمر، فقد عُرِضتْ عليّ برامج في ذلك؛ كبرنامج عرْض المؤلَّفات للأخ د بولي في مالي هنا، وبرنامج هكذا نجحوا أو غيره من برامج الأخ د بمبا في ساحل العاج (عرضه علي قبل ثلاث سنوات تقريبا)، وغيرهما من البرامج التلفيزيونية أيضا في مالي وفي دول أخرى، ولكني ما زلتُ متردِّدًا خائفًا من دخيلٍ على النيّة.

وافهم أيضا من الآن أيها ... 😁؛ لستُ أُنكر هذه البرامج ولا أرى بها بأسًا، إذْ ربّما حفّزتِ الغيرَ وأرشدتْه، وإنما أتكلم عن تردّدٍ في نفسي خاصة وقد يزول، نسأل الله السلامة والعافية.

وأخيرا؛ اعلم أن كلامك وظنّك لا يضرني في شيءٍ ولا يغيّر فيّ شيئًا، لأن المجنون مَن يطلب رضا الناس، إذْ كيف يطلب العاقل ما لا يعرف أين يوجد؟ يحبك شخصٌ لأمرٍ مّا ويُبغضك آخر لنفس الشيء!

ولكن إنما أكتبُ هذا التوضيح فقط شفقةً بك أنت لتستريح وتهوّن الأمر على نفسك إن كنتَ تريد الفهم والراحة، وإلا؛ فالله يعينك ويُصلحك، والسلام.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٤/١٧

#إنكار_الإنكار

من علامات المتحزِّب المبتدِع؛ أنه لا ينكِر المنكَر وإنما ينكِر على منكِر المنكَر! فينكِر على غيره أنّه أنكر على الناس، ولا ينكر على نفسه أنه أنكر على هذا الغير! فتفهم أن قصده الإسكات لا الإرشاد، وذاك نفخٌ في رماد!

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
                 ١٤٤٥/٧/٢٧

#بيعة_النساء

افتتحت بيعة النساء بالتوحيد واختتمت بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباع هديه عموما، ونصّت بين التوحيد والسنّة على ترك بعض المعاصي كالسرقة والزنا والقتل والفرية.

فتمسّكتْ جماعة أنصار الهوى مِن تلك البيعة بما يتعلق بالأخلاق وتركوا التوحيدَ والسنّةَ، فتجد في دعوتهم كلَّ شيء إلا التوحيد والسنّة.

والغريب أنهم مع ذلك كله يزعمون أن تأسيسَ الجماعة والانتماءَ إليها؛ مبنيٌّ على تحقيق بيعة النساء التي أهملوا أساسَها (التوحيد والسنّة).

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلى أَن لا يُشرِكنَ بِاللَّهِ شَيئًا وَلا يَسرِقنَ وَلا يَزنينَ وَلا يَقتُلنَ أَولادَهُنَّ وَلا يَأتينَ بِبُهتانٍ يَفتَرينَهُ بَينَ أَيديهِنَّ وَأَرجُلِهِنَّ وَلا يَعصينَكَ في مَعروفٍ فَبايِعهُنَّ وَاستَغفِر لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ}، [الممتحنة: ١٢].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١٣

#أهل_السنّة

"رابطة أهل السنة"، أو "تنظيم أهل السنّة"، أو "جمعية أهل السنّة"، أو "تجمّع أهل السنّة" أو "ملتقى أهل السنّة" أو "قناة أهل السنّة"، أو "مسجد أهل السنّة"، وغيرها من التسميات، كلها دعاوي ما لم تُقَم عليها بيّنةُ التمسّكِ ب "أصول السنّة".

العمدة في هذا الباب؛ أصول السنّة وعقائد أهلها المسطّرة في كتابات علماء السلف في باب العقيدة، فمن بطّأ به تمسّكه بتلك الأصول واعتقاده في تلك المسائل؛ لم تُسرِع به تلك التسميات.

بل ربما كانت هذه التسميات ظلمًا للسنّة، وذلك حين تكون لهذه التنظيمات والمسمّيات بالسنّة تصرفاتٌ ولوائح وقوانين غير اللوائح والأصول المسطرة في أصول السنّة، فيَنسب العوامُ كلَّ تصرّفٍ فيها إلى السنّة وإن كان خارقا لأصولها خارجا عن عقائدها.

فلذا كان الأسلم والأولى لك أيها الحريص أن تسمّي مسجدك أو تنظيمك الخاص بقواعده أو بأي شيء آخر حاشا ما تكفل الشارع ببيان شروط الانتساب إليه عامةً للناس، وذلك لأن تصرّفاتك في مسمّياتك المنسوبة للسنّة خاضعة للتقييم، أما أصول السنّة فراسخة ثابتة تعرف بنفسها وبما سُطّر عنها في كتب السلف لا بالتنظيمات والقنوات والمساجد وغيرها.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٤/١٣

إذا كانت الأشاعرة من أهل السنّة، فالصحابة ليسوا منهم ولا التابعين، إذ لا يوجد صحابي ولا تابعي على عقيدة الأشاعرة في تأويل صفات الباري جل وعلا.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٤/١٣

كنّاشة الفوائد (أبو إسحاق) pinned «#اجتماع_كلمة_المسلمين_وتوحيدها أمر الله بالاعتصام بحبله، ونهى عن التفرّق، فقال عز وجل: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا}، ثم بيّن جهة الاعتصام وعلى أي شيء تجتمع كلمة المسلمين وكيف تتفرق، فقال سبحانه: {وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ…»

من أظهر الأدلة على انحراف منهج جماعة التلبيغ وبطلان دعواهم في الحرص على الدعوة إلى الله مع إبعاد النذارة وإنكار المنكر عنها؛ قول الحق تبارك وتعالى:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذيرًا وَداعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذنِهِ وَسِراجًا مُنيرًا} [الأحزاب: ٤٥، ٤٦].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١٣

الإيمان اعتقاد وقول وعمل، وقد جمع الله بين أعمال الجَنان واللسان والأركان في آية واحدة؛ معطوفةً على الإسلام الذي يتضمّن الإيمان إذا انفرد عنه، ومن رغب عن الإرشاد في مسائل الاعتقاد وأعمال القلوب، وجعل الإسلام مانعًا من تقرير العقائد الصحيحة، وتشدّق بالاكتفاء بالإسلام عن سائر شعائره الاعتقادية وغيرها؛ فقد ضلّ في ذلك وخالف الكتاب والسنّة ومذهب السلف.

{إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالقانِتينَ وَالقانِتاتِ وَالصّادِقينَ وَالصّادِقاتِ وَالصّابِرينَ وَالصّابِراتِ وَالخاشِعينَ وَالخاشِعاتِ وَالمُتَصَدِّقينَ وَالمُتَصَدِّقاتِ وَالصّائِمينَ وَالصّائِماتِ وَالحافِظينَ فُروجَهُم وَالحافِظاتِ وَالذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيرًا وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَغفِرَةً وَأَجرًا عَظيمًا} [الأحزاب: ٣٥].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١٢

#الإخوان_والتبليغ

لا يمكن أن تكون إخوانيا أو تبليغيا حقًّا وتكون من أهل السنة، فإما أنك لا تعرف منهجَيِ الإخوان والتبليغ أو أنك لا تعرف السنّة أو أنك تضحك على نفسك، لأن منهجي الإخوان والتلبيغ قائمان على احتواء كلّ من وافق على الالتزام بشروط الجماعة وأصولها بغض النظر عن عقيدته، ويعذرون مخالفهم في العقائد كلها ولا يُنكرون عليه.

فلذا تجد تبليغيا يعتقد عقيدةً من عقائد المعتزلة أو الأشاعرة، أو يعتقد مذهب التيجانية أو الصوفية القبورية أو غيرها، وكذا تجد إخوانيا وهو من الخوارج أو من الرافضة أو غيرهما، فبعض رموز الإخوان في العراق من الرافضة وفي أغلب البلدان من الخوارج، وبعض رموز التبليغ في باكستان من الصوفية القبورية، وهكذا.

أما أهل السنة؛ فلا يسكتون عن أهل الأهواء ليتواطؤوا معهم على معايير وأصول أخرى غير أصول السنّة، بل ينكرون على مخالفي معتقد أهل السنة، جهميا كان أو أشعريا، رافضيا أو ناصبيا، خارجيا أو مرجئيا...الخ

وكذا يُنكَر أيضا على مَن جمع كل هذه البلاوي من العقائد المخالِفة لأصول السنّة، أو مبتدعٍ تبرّأ مِن جميع العقائد بما فيها عقيدة أهل السنّة وقال: يكفيني أني مسلم أي إسلامًا قوليًّا وعمليًّا ظاهرًا دون الاعتقاد.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٤/١٢

إذا كان الابتلاء سببا في التوبة والإنابة وحسن الظن بالله؛ فهو سرّاء في صورة ضرّاء، فالمصيبة الحقّة هي التي تصل بالعبد إلى اليأس والقنوط من رحمة الله.

{وَإِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم إِذا هُم يَقنَطونَ} [الروم: ٣٦].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١٢

#المغترب

إذا خرجتَ من دولتك؛ فأنت أحد موظفيها في سفارة الأخلاق، فأحسنْ إلى دولتك بحسن أخلاقك، ولا تسئ إليها ولا إلى أبنائها كافة بسوء خُلقك وقُبْح تصرفاتك.

فإن أردتَ الإساءة إلى مَن ربّاك وربّى غيرَك؛ فتصرّفْ في غربتك تصرفا غيرَ لائقٍ يَستغرب مَن حولك صدورَه مِن أبناء دولتك، أو يشوّه صورتهم لديهم.

وهذا عام في كل مغترب، والمصيبة تعظم بحسب حظك مِن وصف القدوة حالا أو مآلا، كطالب عِلم حالًا داعيةٍ مستقبلًا.

وإن أردت الإحسان إلى مَن ربّاك وربّى غيرَك؛ فحسِّن بتصرفاتك لدى مَن حولك صورةَ بني دولتك الذهنية، وحبِّبْ بها إليهم التعامل مع بني جنسك بعدك.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤١/٣/١٧

الحزم؛ أن تستحضر عذاب الله وأخذَه وبطشَه وقتَ المعصية وساعةَ مقارفة الذنْب، وتستحضر رحمتَه وتُعظم الرجاء في عفوه بعد الوقوع في المعصية، فالأول أدعى للإقلاع عن الذنب والإعراض عنه بعد العزم عليه، أما استحضار العفو والرحمة وقتَ التلبس بالمعصية؛ فيزيد في الغواية، ويُبعد عن الرشد والهداية.

{إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ} [يوسف: ٨ - ٩].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١١

نهى الله المسرفين من عباده على أنفسهم عن اليأس والقنوط من رحمته، وبشّرهم بعفوه ومغفرته؛ ترغيبًا في التوبة والإنابة التي أمرها بها وندب إليها قبل نزول العذاب، فدلّ على أن المستفيد من هذه البشارة الواعي لمقتضاها؛ هو المُقلعُ عن الذنب النادمُ عليه، لا المتمادي فيه الآمن من عذاب الله ومكره اتكالًا على سعة عفوه.

{قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنيبوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلِموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرونَ}، [الزمر: ٥٣ - ٥٤].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٤/١١

#المتمسك_بالحق_هو_الجماعة_وإن_كان_واحدا

#نقاط_على_حروف

"الحق حقٌّ وإن هجره الجميع"، "مَن كان على الحق؛ فهو الجماعة وإن كان واحدا".

يستأنس بعضهم بهذه العبارة ونحوها فيتخذها سرجا لامتطاء الشذوذ، ومُدية لخرق رقعة الوفاق.

وربما تترس بحديث ((والنبي وليس معه أحد))، رغم أن قياس غير المعصوم على المعصوم في هذا الباب؛ أوهن من بيت العنكبوت.

علاوة على تنصيص الشارع بتغاير ذاك الشأن مع حال أمّتنا، حيث ضمن لنا أن لا تزال طائفة منها على الحق ظاهرين، والأصل في الطائفة هنا؛ غير الواحد، يؤيده قوله: "ظاهرين"، فأفاد استحالة اجتماع الأمّة على ضلالةٍ وبعدٍ عن الحق والصواب.

وإذا كان العلماء قد بيّنوا تصريحا وتلويحا: أن الحق لا يفوت الجمهور غالبا، وخاصة المذاهب الأربعة منهم بعد استقرارها؛ فكيف يفوت الأمّة قاطبة؟!

من الغرور الممقوت؛ اعتقاد شخص سلامة فهمه المخالِف لفهم علماء الأمّة -المتقدمين عليه- من نصوص الكتاب والسنة.

وما أخطأ مَن أخطأ في مسائل الأسماء والصفات تعطيلًا وتشبيهًا وتأويلًا، إلا لاستقلاله بفهمه واستغنائه عن فهم السلف من الصحابة والتابعين فيها، وهكذا في غيرها من مسائل أصول الدِّين وفروعه، فاحفظِ الأصلَ وقِسْ.

وأحسِنْ بتأصيل الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله- في ذلك، حيث قال: "وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام" (الفتاوِي ٢٩١/٢١).

نعم؛ نسلّم لابن مالك -رحمه الله- ولمن سبقه أو لحقه في قوله: "وإذا كانت العلومُ مِنَحاً إلهية، ومواهبَ اختصاصية فغيرُ مستبعَدٍ أن يُدَّخَر لبعض المتأخِّرين ما عسُرَ على كثيرٍ من المتقدِّمين".

ولكن بون شاسع بين أن يُفتَح على شخص فيما يوافق المتقرّر المتأصّل وإن لم يسبقه إليه غيره في طريقة الاستنباط أو التخريج أو العرض...الخ، وبين أن يُفتح عليه فيما يخالِف فهم الأمة قبله كافة، فالأول فتحٌ، والثاني غلقٌ محكَم وإن تُصوِّر فتحًا.

فالذي حذّر مِن مخالفة الدليل مِن كتاب أو سنّة؛ هو الذي حذّر أيضا من اتباع غير سبيل المؤمنين، فضرْب كتاب الله بعضه ببعض؛ نزعة يهودية.

ومَن تأمّل صنيع المجتهدين من العلماء -وهو لم يشم لهم رائحة- حين يستحسنون رأيًا أو فهمًا من نصٍّ؛ فيستعظمون تبنّيه بالانفراد، مقتصرين على قولهم: "ولو قال به أحدٌ لكان له وجه، أو لتبعته عليه"؛ لتأدب بأدبهم، ولَعلِم قدر نفسه.

قال الإمام الطبري -رحمه الله-: "ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرتُ عنهم من التأويل، وأنا لا نستجيز خلافهم فيما جاء عنهم، لكان وجها يحتمله التأويل أن يقال:..." انتهى من جامع البيان (17/ 589).

قال ابن دقيق العيد –رحمه الله-: "...فإن ذهب إليه أحد فهو أسعد الناس بظاهر هذا الحديث، وإلا فالواجب الخروج عن الظاهر في هذه الصورة" انتهى (إحكام الأحكام ش (1/344)، أي يجب العدول عن ظاهر الحديث المتبادر للذهن ما لم يسبق إلى فهمه أحد!

وفي المجموع شرح المهذب (6/523): "(وقال) أبو إسحاق المروزي لو قال قائل إنه (المعتكف يباشر) إن أنزل بطل وإن لم ينزل لم يبطل كالقبلة في الصوم؛ كان مذهبا وهذا قول لم يذهب إليه أحد من أصحابنا" انتهى، أي فلا يعوّل عليه.

وبهذا تعرف وحشة مَن يرتكب الشواذ أو يحييها مستأنِسًا بقوله: "إن الصواب مع المتمسك بالدليل وإن كان واحدا" أو نحوها من العبارات؛ زاعِما بلسان حاله أن الله اصطفاه بفهم الدليل من دون العلماء، وهيهات! والله أعلم وهو الموفق للصواب.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤١/٦/٢٩

#موت_أحد_الوالدين

#شعور_وتسلية

الذوق الفِعلي لمرارة الموت ليس بموتك الذي تذوقها به مرة واحدة ويُنسيها ما بعدها، وإنما بموت أحد أبويك، تلك المرارة التي تذوقها ما حييت والألم الذي تحسّ به ما بقيت.

موت أحد الأبوين ربما أقسى القلب بعض الشيء قسوةً إضافية، فلا يبلغ بك موت أحد بعده ذلك المبلغ.

موت أحد الأبوين من أقوى ما يذكّر بالآخرة، فيحث على السعي لها، ويحول دون التفاني في تحصيل متاع الدنيا وجمع حطامها، لكون تذكّر موت الوالد ينغِّص لذة الحياة ويكدّر صفوها، فتزداد استحضارا لحقيقة الدنيا {{وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ}}.

مما يهوّن الأمر على المرء أن الموت لا بدّ منه، طال العيش أم قصر:

(والعيش إن طال وطاب وانقضَى
فإنما هوّ كبرق أوْمضَا
ولو رأى البارئ للأبرارِ
خيرا بطول العيش في ذي الدّارِ
كان رسوله به أولى بغيْر
شكٍّ ولكن ليس في ذلك خيْر)

ما سلّى الإنسانُ نفسَه، ولا عزّى غيرَه في ميّتٍ بأبلغ مِن تذكيره بجرحِ الأمّة الذي لا يندمل؛ موتِ خير خلق الله عزّ وجلّ وأحبّهم إليه -صلى الله عليه وسلم-، {وَما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَفَإِن مِتَّ فَهُمُ الخالِدونَ كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ}.

الشاطبي: "وَاسْتِقْرَاءُ الشَّرِيعَةِ يَقْتَضِي أَنْ لَا مَصْلَحَةَ إِلَّا وَفِيهَا مَفْسَدَةٌ وَبِالْعَكْسِ" انتهى، ومن المصالح في موت الوالد قوله عز وجل: ((مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ))، وهذا من أعظم ما يعين على الصبر والاحتساب، نسأل الله من فضله.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٤/١

#إتحاف_الخلق_بأن_محمدا_خير_الخلق
(بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم)

كثيرا ما يردني استشكال عما يتردد في كلامي وكتاباتي كثيرا أن نبينا صلى الله عليه وسلم؛ خير خلق الله أجمعين، فأحببتُ التعميم قائلا –بعون الله-:

في الصحيحين «أنا سيدُ ولد آدم»، والسيد أفضل من المسود.

وفي الصحيح: «فضِّلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون».

فإذا فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على غيره من النبيين؛ فعلى من دونهم من البشر أولى، وإذا فضل على البشر كافة؛ فضل على الخلق كله لفضل البشر على سائر الخلائق.

قلتُ: وأبيات حسان بن ثابت في أم المؤمنين عائشة مشهورة في كتب السيرة وشروح السنّة، ولم تنكر عليه أم المؤمنين ولا غيرها من الصحابة رضي الله عنهم أو مِن التابعين، والتي منها:

حليلة خير الخلق دينا ومنصبا
نبي الهدى والمكرمات الفواضـلِ
حَصان رَزانٌ ما تزنّ بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافــلِ

قال الحافظ أبو جعفر الطحاوي –رحمه الله-: "...وفيما قد رويناه فيه قول عبد الله بن مسعود مما لم يقله إلا توقيفا؛ لأن مثله لا يقال إلا بالتوقيف، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أكرم الخلائق على الله عز وجل".

فثبت بذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير خلق الله أجمعين، وبذلك بوّب القاضي عياض والنووي –رحمة الله عليهما- لهذا الحديث في شرحيهما على صحيح مسلم (باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق).

وقال النووي –رحمه الله- "وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم، لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم".

وقال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية –رحمه الله-: "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله، لا جاه لمخلوق عند الله أعظم من جاهه ولا شفاعة أعظم من شفاعته".

وقال الكرماني –رحمه الله-: "«ولا تخيروني» أي لا تفضلوني، فإن قلت رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقات فما وجه النهي عن نسبته إلى الأفضلية"؟...

كما حكى المقّري –رحمه الله- وغيره الإجماع على أفضليته صلى الله عليه وسلم على الخلق، حيث قال مشيرا إلى عدم الاعتداد بخلاف الزمخشري المعتزلي في ذلك:

وانعقـــد الإجـمــاع أن المصــطــفَـــى
أفضل خلق الله والخُلف انتفَى
وما انتحى الكشاف في التكويرِ
خـــــلاف إجــمــاع ذوي الـتـنـويـرِ

وفي فيض القدير -عن قوله صلى الله عليه وسلم «أنا سيد ولد آدم»-: "وتخصيصه ولد آدم ليس للاحتراز، فهو أفضل حتى من خواص الملائكة كما نقل الإمام عليه الإجماع، ومراده إجماع من يعتد به من أهل السنة".

والنقاش في هذه المسألة لا يُستساغ إلا بإثبات خلافٍ متقدّم على حاكي الإجماع، غير أن الاستشكال أو السؤال؛ بساطٌ مثيرٌ لعرضها، على أن ثبوت الخلاف لا يعني رجحانه، إذ الإجماع المحكي كاف في تضعيفه -إن وُجد-.

وأما ما ورد من الأحاديث مما يخالف ظاهر هذا التقرير؛ سواء من النهي عن التفضيل بين الأنبياء، أو النهي عن تفضيله على موسى ويونس، أو قول: إن إبراهيم خير البرية –عليهم السلام-؛ فالجواب عنها:

أن ظاهرها خالف الإجماع؛ فتحتم تأويله بما يوافق المتقررَ المتفقَ عليه، ومما أجيب به عن تلك الأحاديث:

أن ذلك كان قبل العلم والوحي إليه بتفضيله بالأشياء وبالفضائل التي آتاه الله عز وجل إياها، وفضّله بها على جميع خلقه، أو أن النهي مسلط على تفضيلٍ يعود على المفضول بالانتقاص والازراء، أو النهي خاص بتفضيل معيّن على معيّن، لا ما كان عاما....الخ

إلى غير ذلك من الأجوبة التي أوردتها مبسطة في كتابي #الموصل_إلى_توضيح_المشكل ص ٧٢ - ٧٩.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤١/٨/١٦

#قضية_ف_ل_س_ط_ي_ن
#الميسور_لا_يسقط_بالمعسور

تجد بعض دارسي العربية مقصّرا في تديّنه في نفسه وربما في أهله وولده وربما في واجبه نحو المجتمع من التوعية والتعليم، ثم يتشدّق باهتمامه بقضية ف ل س ط ين، يضيّع الواجب الذي يستطيع القيام به، ثم يتباكى على ما ليس في مقدوره ويتهم الدول والعالَم كله بالتقصير في واجباتهم، كأن القلم قد رُفع عنه كما رُفِع عن المجنون.

لا يخفاكم أن الأمّة لن يلهيها الاستفزازاتُ عن سائر أمورها، وانشغالها بالقضايا الكبيرة لا يمنعنا من العمل بما في متناول أيدينا من المسائل والأحكام، ولا يحول دون قيامنا بما نطيق من واجباتٍ في أنفسنا وأهلينا ونحو مجتمعنا.

النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن للأمة أحكاما فقهية فرعية جزئية دقيقة في الغزوات حيث يكونون عرضة للإبادة التي يحول دونها عون الله لهم، فكونه منشغلا بجهاد الكفار وإعلاء كلمة التوحيد التي لم تكن انتشرتْ بعدُ في جميع الأقطار، لم يمنعه ذلك من بيان أحكام التيمم والمسح على الخفين ومسائل تتعلق بالأطعمة واللحوم...الخ

والغريب أن تجد مسلمين لم يقتنعوا بعدُ بتحريم تهنئة الكفار على أعيادهم، ولا بتحريم الترحم على الكفار من اليهود وغيرهم بعد موتهم؛ رغم أن العلماء في المسألة ما بين قائل بكفر المهنِّئ أو المترحِّم، وبين مكتفٍ بالتحريم فقط.

حتى إذا بيّنتَ لبعضهم موقفَ المسلم من الكفار وحدودَ البِرّ المأذون فيه معهم {أن تبرّوهم}؛ تجد الواحد منهم يمتعض من لعْن الكفرة، ولا يرضى بتحريم الترحّم عليهم ولا بتحريم تهنئتهم بأعيادهم الخ مما هو مِن صميم مسائل الولاء والبراء.

ثم تجد هؤلاء المسلمين أنفسهم يُبدون غيظَهم على اليهود وكُرْهَهم للنصارى، ويُظهرون الغيرةَ على أمور الأمّة الجسام كقضية ف ل س ط ي ن وغيرها، ويُبدون الأسفَ على تخاذل الأمّة الإسلامية -حسب زعمهم- في تلك القضية.

أنت لم تهتم بما يكفّرك وأنت مسلم، ولم تتجنب ارتكاب ما يُختلف في كفر فاعله من تهنئة الكفار بأعيادهم أو الترحّم عليهم بعد موتهم، وما زلت تروّج للتميّع باسم التعايش، وتزيّن لنفسك الخنوع باسم التسامح، فكيف تصدَّق في غيرتك أو اهتمامك بقضية إسلامية أخرى أو أنك تكره الكفر وأهلَه؟!

وأنت في ذلك كله غافل عن نفسك، وعن كون تساهلك في إيمانك وما ينقضه ويفسده؛ أشد ضررا عليك من ظلم اليهود لغيرهم، ومن تقصير غيرك في واجبه نحو القد س وتجاه ف ل س ط ين.

فالقضايا لا تبتلع القضايا في الإسلام وهو دين متكامل شامل، ونطاق إسهامنا -معاشر الدعاة وطلبة العلم- وواجبنا في قضية ف ل س ط ين؛ معروف محدود في دعاءٍ وإنكارٍ بالقلب ونحوهما، وعجْزنا عما زاد على ذلك لا يبرر تقصيرنا في واجباتنا، ولا يمنع من قيامنا بما نستطيع.

والحزم والكياسة والغَيرة إنما هو في تركيز #الفرد على مظان تأثيره في أمور الإسلام وما يستطيع تقديمه للأمّة الإسلامية -مهما رآها الناس صغيرة-، وعدمِ تركيزه على غير مظان تأثيره بحسب إمكانياته المتوفرة -مهما رآها الناس كبيرة-.

فالنبي صلى الله عليه وسلم لمّا كان منشغلا بإقامة الدولة الإسلامية، وبناء عاصمتها، ومواجهة أخطر عدو فيها: اليهود والمنافقون؛ كان يقول في نفس الوقت: (أفشوا السلام وأطعموا الطعام)، وهكذا.

فإذا قصّرتِ الدول في قضية القد س وأهملتْ شأن ملف ف ل س ط ين، ولم تستطع أنت أيضا نصرةَ أهل غ ز ة؛ فما الذي يمنعك من إحكام رعاية أسرتك، وتوعية مجتمعك وتعليمهم دِينهم، وإعفاء لحيتك، وإسباغ حجاب زوجتك، وترك نشر صورها على الفيسبوك وهي متبرجة، وترك إسبال ثوبك؟؟؟!!! فالميسور لا يسقط بالمعسور، وما لا يُدرك كله لا يُترك كله، وكلكم مسؤول عن رعيته، ولا يضرّك من ضلّ إذا اهتديت، ولا ينفعك من اهتدى إذا ضللتَ.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٣/٢٩