يارب، لي دعواتٌ عظيمة لكنّها يسيرة برحمتك، أرجوك أن تحقّق لي كل ما بات في القلبِ طويلًا، وأن تنجّني من معاسير هذه الدنيا وطرقها الطويلة المبهمة، فإنك الكريم الذي إذا طُلِب أجاب وحقّق وأدهش.
يا إلهي أنت الشاهد الوحيد على ما في قلبي أنت الذي تعرفُني أكثر من نفسي وأنتَ الأقرب لي من حبل الوريد وحدُك من يحميني و يُرشدني ويقرأ على قلبي، يا الله.
كل ما أتمناه هو أن تمتلئ حياتي بالمسرات فقط، لا خلافات ولا نزاعات، أن يُسخر الله لي دائمًا الأشخاص الهينين اللينين، من أرى معهم زينة الحياة وحلوها، أن يبعد الله عني كل حزن وهم وأن أكون شخص يبحث عن الخير دائما أينما وجد، لا أحزان ولا خيبة آمال، فاللهم سخر لنا خير أقدارك .
يا لطيف ألطُف بي لُطفك بِمن أحببت من عبادك، واجعل اللُّطف لي لباسًا ومن حولي كنفًا، واشملني باللُّطف واشمَل به من أحببته ومن أحبّني واجعلني باللطف قائِمًا وعلى اللطف دائمًا واجعل اللُّطف صاحبي ومصاحبي حتى لا يكون ظل حضوري سِوى لُطفك بكل أرض آتيها واجعل الألطَاف معي واجعلني مع الألطافِ أسعى وتحت الألطاف أسير حتى ألقَاك وقد لطفتَ بي لُطف من جعلتَ عليه سِر اسمك اللطيف .
نبينا زكريا عليه السلام، وهو يدعو الله لسنوات كان يردد ( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
كان مُتيقّن مهما تأخرت الاجابة فخير الله سوف يتحقق، فلا تستعجل امراً رجوت الله به، فخير الله آتيك آتيك، فلا تيأس وألح بالدعاء، فلا يشقى أبداً عبد دعا ربه .
( عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا ) أطفئ بهذه الآية نار حسرتك على كل فرصة ضاعت، وعلى كل وظيفة خسرتهاً، وعلى كل حبيب أفلت يدك في منتصف الطريق، وعلى كل صديق حسبت أن له وجهاً جميلاً ، فلم يكن هذا إلا قناعا لذئب جارح! ما أخذه الله منك فلحكمة، ومـا تــركه لك فلرحمـة، فإن علمت الحكمة، فاشْكُراً وإن جهلتها، فاصبر! أقدار الله كلها خير وإن أوجعتك!
رب تركت أمري بين يديك وهو عليك هين ووكلتك أمري كله و أنت الذي إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون تمنيت و رفعت يدي إليك و أنت الحي الكريم الذي يستحي أن يردهما خائبتين إجعل صعاب الدنيا و شتاتها بردا وسلاما على قلبي كما جعلتها بردا وسلاما على إبراهيم ناديتك نداءا خفيا وقد ضعفت قواي كزكريا و أنت القوي العزيز الذي قال إنا نبشرك بيحيى فبشرني بما أنتظره منك يا ولي یا حمید یا حنان يا منان .