لقد دفع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله دمه ودفع قادة الحزب دماءهم ودفع الحزب مقدراته ومكتسباته ثمناً للوقوف إلى جانب غزة وشعب غزة ومقاومة غزة وفلسطين، ضارباً عرض الحائط بكل العروض التي قدمت له، والتهديدات التي تعرّض لها، وأصرّ أنّ جبهة لبنان لا يمكن أن تتوقف قطعا دون أن تتوقف الإبادة في غزة.
هذا ثمن باهظ عظيم لا يمكننا في غزة المحاصرة المدمّرة المذبوحة بسيف التخاذل العربي الإسلامي وفي الضفة الصامِدة بوجه الإحتلال الإسرائيلي وأعوانه في سلطة أوسلو المنبطحة، إلا أن نقف أمامه موقف التقدير والاحترام، فلا الدين ولا العقل ولا المروءة تدفعنا أن نساوي بين حزب الله الذي ناصرنا ووقف معنا بدماء قادته وعناصره وحاضنته؛ وبين أنظمة الردة والعمالة والخيانة المتصهينة التي تحاصرنا وتخنقنا وتدفع للكيان النازي ثمن إبادتنا، وتمدّه بكل أسباب القوة والتوحّش، وتفتح له أجواء وأراضي المسلمين لدعمه بكل ما يحتاجه لاستمرار الإبادة.
لقد تنكّر الكثير من السذّج وأنصاف المثقفين وأشباه المفكرين للصراع الدموي الوجودي القائم بين حزب الله و "إسرائيل" واعتبروها مسرحية هزلية، وكتبوا في ذلك المقالات والمنشورات، وناكفوا بهذا القول المتهافت نخب الأمة من المجاهدين والعلماء والساسة والكتّاب وشغّبوا عليهم بالتعليقات التافهة والآراء الهزيلة المستندة إلى انفعالات عاطفية ومنطلقات رغائبية.
#قناة_جميل_العموري