عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض ".
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " هذا حديث جامع لأنواع من الخير لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه ، هذا هو الموجود في غالب الناس وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه ، فشكرها وتواضع ، وفعل فيه الخير .
قال أبي بن كعب : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟
فقال:«ما شئت» قال:قلت:الربع قال:«ما شئت وإن زدت فهو خير لك» قلت:النصف قال:«ما شئت،فإن زدت فهو خير لك» قال: قلت:فالثلثين قال:«ما شئت،فإن زدت فهو خير لك» قلت:أجعل لك صلاتي كلها قال:«إذاً يغفر ذنبك وتكفى همك»
وفي لفظ: يكفيك ما أهمك من دنياك وآخرتك.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.
الله عز وجل أمر المؤمنين ألا يهِنُوا ولا يحزَنوا لما أصابهم يوم هزيمة أُحد، تقوية لقلوب المؤمنين فلا يليق بهم الحزن والوهن، وقَرنَ ذلك بكونهم "الأَعْلوْن" ما داموا مؤمنين، فكيف بما هو دونها من أحوال الحياة وأحداثها.
قال عبد الله بن مسعود لزيد بن وهب: «يا زيد، لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلِّي على النبي ﷺ ألف مرة، تقول: "اللهم صل على محمد، صلى الله عليه وسلم"».
من المشاهد النبوية عن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله ﷺ في المسجد، حتى إذا طلعت الشمس خرج رسول الله ﷺ واتبعته فقال: "انطلق بنا حتى ندخل على فاطمة بنت محمد. فدخلنا عليها، وإذا هي نائمة مضطجعة، فقال: يا فاطمة ما يُنيمك هذه الساعة؟ قالت: ما زلتُ منذ البارحة محمومة، قال: "فأين الدعاء الذي علمتك؟ قالت: نسيتُه، قال: قولي: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّٰه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من الناس»
عن القاسم بن محمد قال: «كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي: بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة؟ إن كان يصلي إنا نصلي، ولئن يصوم إنا لنصوم، وإن كان يغزو فإنا لنغزو، وإن كان يحج إنا لنحج.
قال: فكنا في بعض مسيرتنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفئ السراج؛ فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح، فمكث هينهة ثم جاء بالسراج؛ فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع. فقلت في نفسي: بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا، ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة ذكر القيامة».
قال رسول الله ﷺ: «إن الله يمهل، حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر».
الحسد خواء كبير في النّفس . لا تُردم حفرته بكثرة الصّلاة ولا بكثرة مظاهر التديّن بل هو أصلاً حاضنته. من أصيب بالحسد ،وتمكّن منه وسيطر عليه يصبح أحد مريدي الشيطان وحقّ لك أن تستعيذ بالله منه . " ومن شرّ حاسد إذا حسد ". فذكر الله الشرور في سورة الفلق ثم ختمها بالحسد ليظهر أنه أخس طبع فإن وجدت شخصا لا يحسد الناس فهو وليّ الله وإن قلّت مظاهر تدينّه . وقد يكون عند الناس غير معدود. لكن عند الله هو من الأولياء. لو أقسم على الله لأبرّه . مثل هذا اطلبوا منه الدعاء. فعطاء الله على أساس ما في القلب يدهش. فمن حجب الجسد ،ولم يحجب شر ما في القلوب لا يفلح ولا ينظر الله إليه. " إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " فمن فسدت أسس بيته ،لا يطلب منه إصلاح الباب والنافذة . ومن صحّت أسسه ،طلب منه استكمال الفضائل من تزيين الباب والنافذة منعاً للرياح والأذى.
دخل العلاء بن عبد الرحمن على أنس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فقال : قوموا فصلوا العصر. قال : فقمنا، فصلينا فلما انصرفنا، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تلك صلاة المنافق ؛ يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا".
- قال الإمام النووي رحمه الله : فيه تصريح بذم تأخير صلاة العصر بلا عذر، وذم من صلى مسرعاً بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار، والمراد بالنقر: سرعة الحركات كنقر الطائر.
- وفي قول «بين قرني الشيطان» : قيل أن الشيطان يحاذي الشمس بقرنيه عند غروبها، لأن الكفار يسجدون لها حينئذ فيقارنها ليكون الساجدون لها في صورة الساجدين له، ويخيل لنفسه ولأعوانه أنهم إنما يسجدون له.