كان هُناكَ خطابًا مُرتقبًا لقَائدنا أبو إبراهيم السنوار وكُنّا نظُنّه خِطابًا كلميًا وإذ بهِ خطابًا من نوعًا آخر بعيدًا عن ما كان يُروّج لهُ الاحتلال ويتسارع في تصديقهِ العُملاء الأنذال.
بين النّاس، مُحاط بأسرى العدوّ، مُنعّم تحت الأرض بأنفاقٍ عُمقها عشرات الأمتار، مُرتديًا حزامًا ناسفًا في مُخيّمات النازحين؛ ارتَقى أبا إبراهيم في الصّف الأوّل مُقبلاً غير مُدبر وهو بينَ خيرة أجنادِ الأرض مُحاطًا بآليّات العدوّ فوقَ الأرض يرقُب ساعةَ الاشتِباك مُرتديًا جُعبته ليصُدّ عن النّازحين وشعبه.
هنيئًا لكَ يا يَحيى وهنيئًا لنا بك، سُبحانَ الّذي كتبَ لكَ بموتكَ الشّهادَة الّتي كانت على وجوهِ المُنافِقين الأذِلّاء غبرة، سُبحانَ من خلقَ للملاحمِ يَحيى، طابَ مَمشاك وعهدًا يا سيّدي أن تكون قابلَ الأيّام بعنوان الثّأر وقلب المَوازين، وإن كانوا يظنّوا أنهُ بموتِكَ تمّ تحييد المُقاومة فنُبشّرهم أنّ يحيى باستِشهاده أحيا المُقاومة من جَديد.