فَصِيح

‏إليْكَ.. إليكَ يا ربِّي أسيرُ
وإنِّي فِي هوىٰ نفسِي أسِيرُ

أفرُّ إليكَ منكَ أيَا ملاذِي
ومِنْ حرِّ الخَطايَا أستجِيْرُ

إليكَ أسيرُ فِي أثوَابِ ذُلِّي
وقلبِي نادِمٌ خِجلٌ كسِيرُ

أسَيرُ وملءَ أرجائي رجَاءٌ
وأنتَ بكلِّ أحْوالِي خبِيرُ

أتَيتُ إليكَ ملهوفاً وَ(إنِّي
لمَا أنزلتَ) (مِن خَيرٍ فقيرُ)

أَنَاْ بينَ عفوكَ وَانتقامكَ ساجدٌ
حاشاكَ ربِّي أنْ تَقومَ بِظلمِي!

عَهدي بكَ الإحسانُ، فَاغفر مَا مَضى
وَاكتُب بِرَحمتكَ الشّفاءَ لسُقمِي!

يمان خالد

إِنْ كانَ لا يدعوكَ إلَّا محسنٌ
فَبِمَنْ يلوذُ و يستجيرُ المجرمُ!.

ـ أبو نواس

"عَظُمَتْ خَطَايَانا وَ عَفْوُكَ رَبَّنَا
سَيَظَلُّ مِن كُلِّ الخَطَايَا أعظَمَا"

ستظلُ في نبض القصائد قصّةً
تروى فلا تفنى وليس تغيبُ

إن الشّهِيدَ مع الهزيمةِ غالبٌ
وعدوُّهِ من نصرهِ مغلوبُ

سعيد يعقوب

"سنَكتبُ عن مشاعر لم نَعِشْها
‏ويَقرؤنا المُعادي والصديقُ

‏ويحسبُ منْ يراقبُنا بأنّا
‏على غير السّعـادَةِ لا نُفِيـقُ

‏ومَا عَلِمُوا بأنّ لَنا خَيالًا
‏تَضيقُ بِنا الحياةُ ولا يَضِيقُ!"

والصبح بعد سكون الليل يخبرنا
أن البشائر في الآفاق مرتسمة

لطالما نامت الأرواح في قلق
فاستيقظت تنفض الأحزان مبتسمة

أوَتَسهَرُ اللَّيلَ الطَّوِيلَ جَمِيلَتي؟
والسُّهدُ في تِلكَ العُيُونِ يُقِيمُ !؟

يا نَومُ لا تَهجُرْ سَوَادَ عُيُونِها
فعُيونُها للعَاشِقِينَ نَعِيمُ

كان ظنِّي كلّ شيءٍ سوف يأتي في أوانِه
‏كان ظنِّي في ثيابِ العُسرِ يُسرٌ
إنّ بعد الليلِ فجرٌ..
‏كان ظنِّي سوف يأتي كلّ شيءٍ في أوانِه
‏أحمدُ الله كثيرًا؛ كان ظنِّي في مكانِه

وكُن في الطريقِ عفيفَ الخُطا
‏شريفَ السَّماعِ، كريمَ النَّظَرْ
وَكُن رَجُلًا إِن أَتَوا بَعدَهُ
‏يَقولونَ: مَرَّ وَهَذا الأَثَرْ

لَمَّا رآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّمًا
عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ

يا منْ تجاوزَ حدَّ السَّمعِ والبصرِ
ومنْ يفوقُ ضياءَ الشَّمسِ والقمرِ

لو كنتَ تعلمُ ما ألقى من السَّهرِ
وما أُقاسي منَ الأشجانِ والفكرِ

وما تضمَّنَ قلبي من هواكَ إذاً
لما رثيْتَ لجسمي منْ أذى المطرِ

أنَّى يضرُّ ندى الأمطارِ ذا كبدٍ
حرَّى وقلبٍ بنارِ الشَّوقِ مُستعرِ

لو كانَ دونكَ بحرُ الصِّينِ مُعترضاً
لخلْتُ ذاكَ سراباً دارسَ الأثرِ

ولو أذنتَ وفيما بيننا سقرٌ
لهوَّنَ الشَّوقُ خوضَ النَّارِ في سقرِ

لا تكذبنَّ فما حالٌ تضمَّنها
قلبُ المشوقِ توازي حالَ مُنتظرِ

أدمنتُ صوتكَ والأدمانُ أذواقُ
فالعينُ تعشق والآذانُ تشتاقُ
كُن لي طبيباً فهذا الشوقُ أتلفني
يا مالكَ الروحِ إن الحبّ خلاّقُ

‏عَبدٌ أنَا وَالحُزنُ يَعصِرُ خَافِقِي
ضَمِّد جِرَاحِي، إنَّنِي لَكَ أهرُبُ . .

يُهَيِّجُ لي طَيفُ الخَيالِ صَبابَةً
فَلِلَّهِ ما طَيفُ الخَيالِ المُهَيِّجِ

تَأَمَّلتُ أَشخاصَ الخَطوبِ فَلَم أُرَع
بِأَفظَعِ مِن فَقدِ الأَليفِ وَأَسمَجِ

البحتري

فَلا أَنَا أَسْلُو عَنْ هَوَايَ فَأَنْتَهِي
وَلا أَنَا أَلْقَى مَنْ أُحِبُّ فَأَشْتَفِي

- البارودي.

خَليلِيَّ هَل مِن نَظرَةٍ توصِلانَها
إِلى وَجَناتٍ يَنتَسِبنَ إِلى الوَردِ

وَشعرتُ أنّكَ حينما أعطَيتَنِي
وردًا كأنكَ قد قطفت فُؤداي
الناسُ تُعطي بالورودِ وِدادهَـا
إلّا أنكَ تأخُذُ بالورُودِ وِدادي .

يا فؤادي أأنتَ جذوة نارٍ
كلما هبّت رياحٌ، تشبُّ؟

وأسمح لعينكَ فلتذرف مواجعها
ولا تحبس الدمع إن الدمع غدارُ