فضرب السائق على وجهه ضربة كادت تذهب بصره ولم يحرك الرجل ساكناً غير أنه اكتفى
بقول: حسبي الله ونعم الوكيل عليك، وأوكلت أمري إلى الله، إن كنت أخطأت في حقك يحاسبني، وإن كنت أخطأت في حقي الله ينتقم منك عاجلاً غير آجل.
يقول السائق: فمشيت ونار تتوقد في نفسي وأنا أردد:
حسبي الله... ونعم الوكيل
يقول : وراحت الأيام، وفي يوم من الأيام جاءني رجل فقال لي: عندي خروفان أريدك أن توصلهما لي إلى مطبخ كذا في شارع كذا فقلت له: أبشر
حملنا الخروفين وانطلق يمشي أمامي حتى وصلنا المكان المقصود وبعد ما وصلنا أخذ بيدي، وقال لي: هل عرفتني؟ قلت : لا
قال: أنا ذاك الرجل الذي صدمك وصفعك على وجهك . فقلت له: قد أوكلت الأمر عند من لا تضيع لديه الحقوق. قال: فذرفت عيناه بالدموع وقال لي: ليتك أوكلت الأمر للشرطة أو للقاضي أو اقتصصت بنفسك مني، فالذي أوكلت إليه الأمر قد اقتص مني في اليوم الثاني بحادث بنفس السيارة وراح فيها اثنان من أطفالي ولد وبنت والله إني خرجت أهيم في الشوارع أبحث عنك أكثر من 15 يوم حتى تسامحني قد صبرت واحتسبت عقاب الدنيا لكني أيقنت أنه لامحالة من حساب الآخرة، وها أنا اليوم معك لا أريد أكثر من
أن تسامحني وتصفعني فهذا خدي لك وأنا بين يديك افعل ما تريد..
يقول الأخ : لما رأيت حالته وانهمار دموعه أشفقت عليه وقلت له: المسامح كريم وعفا الله عنك وغفر لك... قال: فمشى وهو يردد: والله لن أظلم إنسانا بعد اليوم
انتبهوا من دعوة المظلوم.
فالظلم ظلمات يوم القيامة.
والله ما زلت أكرر [ حسبي الله ونعم الوكيل ]
( فهي رسالة لكل مھموم ، ومغموم ومظلوم ومريض ومديون ...إياكم ثم إياكم والظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة.