🤳 اطلب الآن كتابك يصلك حيث كنت..
📚 شرح ألفية ابن مالك
✍للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- ت: 1421 للهجرة.
🖨 ثلاثة مجلدات من إصدارات مكتبة الرشد ورق أصفر شامواه بكتابة واضحة باللونين الأسود والأحمر.
📝 قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- في مقدمة الكتاب:
«فنبدأ شرحنا - بعون الله تعالى وتوفيقه في النحو لألفية ابن مالك -رحمه الله تعالى -، ببيان أهمية علم النحو، فنقول:
▪️الحقيقة أن علم النحو مهم جدا؛ لما فيه من الفوائد الكثيرة التي منها:
1⃣ تقويم اللسان، وتقويم البنان: تقويم اللسان عند النطق، وتقوية البنان عند الكتابة، والنطق إن كان الناس يتخاطبون فيما بينهم باللهجة العامية فيعذرون، لأنك لو أردت أن تخاطب العامي باللغة العربية الفصحى لقال: هذا رجل أعجمي، لأنه لا يفهم اللغة العربية الفصحى إلا من ندر، أما الكتابة التي يكون بالنحو تقويمها، فهي المهمة بالنسبة لطلبة العلم، لأن بعض الطلبة يكتب ما يكتب من الأجوبة على الأسئلة، أو يكتب بحوثا، أو غير ذلك، ومع ذلك تجد عنده من اللحن ما تكاد تقول: إنه في أول الدراسة.
▪️مع أنه قد يحصل على الشهادة العالية بعد شهر، أو شهرين، وهذه محنة نعيشها اليوم، ونأسف أن بعض الطلبة إذا تكلم في علم الحديث، أو الفقه، أو التفسير، وجدت كلامه جيدا، لكنه عندما يتكلم تجده يلحن لحنا جليا، يقول مثلا: (باضت الدجاجةَ البيضةُ)، فيجعل الدجاجة بيضةٌ للبيضة، وهكذا من هذه الأشياء الغريبة، فهو بعيد عن تطبيق قواعد اللغة العربية الفصحى وضوابطها، ولهذا أرى أنه يتعين على الطلبة أن يتعلموا النحو، فإن تعلمه فرض كفاية، وأن يمرنوا ألسنتهم وأن يمرنوا أقلامهم عليه حتى لا تسوء سمعتهم بين الناس، لأن كثيرا منهم لا يعرفون عن الإعراب شيئا.
▪️وعلم النحو سهل صعب، فهو في أول ابتدائه صعب، لكن الإنسان إذا فهم قواعده صار سهلا، ويسيرا عليه، ولهذا قال: «إن النحو بابه حديد، وداخله قصب»، فهو سهل، لكن بابه حديد، فإذا دخلت من هذا الباب، فلن يبقى أمامك شيء يشق عليك، لكن ادخل الباب ولاتيأس.
▪️ومما يسهل علم النحو أنك تجد تمارينه في كل ما تنطق به، فكل كلمة تقولها، أو تسمعها، فهي تمرين على النحو، يعني لا يحتاج إلى تكلف أمثلة، فهو تمرين في نطقك، وفي قراءتك، وفي كتابك، ولذلك لا يكو صعبا على من أراده بجد.
2⃣ يعين على فهم الكتاب والسنة، إذ يعرف به الفاعل من المفعول به، ويعين على معرفة المعنى، فكم من آية اختلف إعرابها، واختلف المعنى بإعرابها، فمثلا قوله تعالى: «فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلَكم» المائدة:6، أو وأرجلِكم هنا اختلف المعنى باختلاف الإعراب، وقوله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ» النساء:1 أو «والأرحامِ»، فيختلف المعني كذلك.
▪️فأنت إذا فهمت النحو أعانك على فهم المعنى، حتى تنزل الآيات والأحاديث على المراد بها، وكم من آية ظهر معناها، وكم من حديث ظهر معناه، بواسطة علم النحو.
3⃣ إحياء اللغة العربية الفصحى، ولا شك أن إحياء اللغة العربية الفصحى، وانتشارها بين الناس يؤدي إلى أن يسهل فهم الكتاب والسنة على كثير من الناس، وبهذا نعلم أن من قام بنشر اللغات غير العربية بين العامة، فقد جني على نفسه، وعلى لغته، وعلى من مكنه، أو علمه تلك اللغة، نسمع أن من سفهائنا من يعلم صبيانه بعض الكلمات غير العربية، كبديل للعربية الفصحى المستعملة بين الناس.
4⃣ يعين على الإصغاء إلى المتكلم؛ فإن المتكلم إذا كان ممن يلحن في كلامه - لاسيما عند من يعرف اللغة العربية الأصيلة ، فإن السمع يمجه ويستثقله، وأما من لم يعرف اللغة العربية، فهو لا يهتم بهذا، ولا يعرفه.
▪️فالنحو فيه فوائد عظيمة، ولذلك يقولون: «إن النحو في الكلام کالملح في الطعام»، بمعنى أنه يحسنه ويجمله، بل هو أشد من الملح في الطعام، لأنه لا بد من معرفته لكل إنسان يريد أن يقيم لسانه على وفق كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلهذا أقول: إن تعلم اللغة العربية يؤدي إلى سهولة التخاطب بها، والتخاطب بها يقوي الإنسان على معرفة الكتاب والسنة
═════ ❁✿❁ ═════