درس الثلاثاء
تابع... معرفة الله وعده و وعيده الدرس التاسع
ألقاها شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة و ربطها بالواقع
🌴 عندما تقع في الضلال فستكون من أكثر أهل جهنم ندما
وهكذا المستضعفون الضالون سيكونون أكثر ندما و حسرة من أسيادهم الذين أضلوهم.
🌴 لن ينفعك يوم القيامة أن تلعن الضالين و تتمنى لهم ضعف العذاب
ولكن ستنفعك مواجهتهم و البراءة منهم ولعنهم هنا في الدنيا.
🌴 الضالون قد يكونون في عصرك و مرحلتك و قد يكونون أمة من الأمم السابقة
وكلهم يجب أن تتبرأ منهم.
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
والقرآن الكريم عرض ما يتعلق بالمستضعفين من الناس هؤلاء العوام، عامة الناس، البسطاء، هم أكثر الناس عذاباً نفسياً، تألم وحسرات هم لهم عذاب لكن الحسرات التي تقطع القلوب تكون على المستضعفين، على الأتباع، على المساكين, المساكين - بتعبيرنا - فيما يتعلق بالمقارنة بين الكبار والصغار.
{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} لعنت مثيلتها لعنت السابقة قبلها. {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً}(الأعراف: من الآية38). تلاحقوا وأصبحوا جميعاً فيها {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ}(الأعراف: من الآية38) هنا كل أمة تعرف من أين كان منبع ضلالها، أنها تلك الأمة السابقة أولئك هم الذين أضلونا فهم في النار في جهنم كتلاً من الحقد عليهم يحاولون إذا ما زال هناك شيء يمكن أن يضاف لأولئك من العذاب: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ}(الأعراف: من الآية38) أضف لهم، أضف لهم عذاباً هم الذين أضلونا في الدنيا, كنا نقول فيهم: كذا وكذا، وكنا نقدسهم، وكنا نعتبرهم أعلام الحق، وكنا نتمسك بهم، وكنا وكنا.... إلى آخره؛ فإذا هم في الأخير هم من أضلونا!.
لاحظ ما الذي سينفعهم في النار؟ هذا الكلام: أنهم عرفوا أن أولئك هم الذين أضلوهم فأصبحوا يلعنونهم وأصبحوا يطلبون من الله بإلحاح أن يزيدهم عذاباً فوق عذابهم، هل سينفع هؤلاء المساكين؟.
هذه الآيات توحي لنا بأنه هنا في الدنيا، في الدنيا، إلعن أولئك الذين أضلونا، إلعن أولئك الذين أضلوا الأمة من سابقين أو من لاحقين، إن لعنتهم هنا في الدنيا هي التي ستجدي، أن تفضحهم هنا في الدنيا، وأن تطلب من الله أن يخزيهم وأن يخزي من يسير على نهجهم، هنا في الدنيا سينفع، أما نأتي ندافع عنهم هنا في الدنيا ونتمسك بهم، ونرفض القرآن ونرفض الرسول من أجلهم ثم نرى أنفسنا في يوم القيامة وإذا نحن تحت أقدامهم في النار ثم نلعنهم ثم اكتشفنا بأنهم هم كانوا سبب ضلالنا {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ}(الأعراف: من الآية38).
أليس هناك من يقول: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ}(البقرة: من الآية134) لا.. الأمة الواحدة الآخرون قد يكونون سبب ضلالهم ولو كانوا بعد ألفين سنة أو ثلاثة آلاف سنة، قد يكون سبب ضلالهم أولئك المتقدمين عليهم بألفين سنة، بثلاثة آلاف سنة، بأربعة آلاف سنة، أن يكتشف الناس أن أولئك هم الذين أضلوهم وهم الذين أوصلوهم إلى قعر جنهم. ماذا سينفعهم أن يكتشفوا في النار ذلك، هل سينفعهم؟ لا.
هنا في الدنيا اكتشف، هنا في الدنيا إبحث، هنا في الدنيا إعرف منابع الضلال، إلعن المضلين هنا في الدنيا، إبتعد عنهم هنا في الدنيا, إكشف حقائقهم هنا في الدنيا، لا تنطلق لتدافع عنهم، تتأول لهم، تغطي على جرائمهم, على سوء آثار ما عملوا، تجد نفسك في الأخير وأنت بديت هنا في الدنيا مقدساً لهم، وبديت في الدنيا مجلاً لهم، أنت في الآخرة ستطلب زيادة إن أمكن هناك زيادة في العذاب لهم, أصبحت تكرههم كراهةً شديدة، تمقتهم مقتاً شديداً، تلعنهم لكن ذلك لن ينفعك!.
{قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ}(الأعراف: من الآية38) هم لهم ضعف من العذاب؛ لأنهم أضلوا وزينوا الضلال، وروجوا للضلال، وأنتم لكم أضعاف؛ لأنكم قبلتم، لأنكم لم تكونوا مستبصرين، لم تفهموا، لم تتبينوا، لم تتحققوا، كنتم تصمون آذانكم عن دعاة الحق، كنتم تعرضون بوجوهكم عن أعلام الحق والهدى! لكم أضعاف, وهم لهم أضعاف {لِكُلٍّ ضِعْفٌ} للأولين وللآخرين.
لماذا أصبحوا متألمين عليهم؟ {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ}(الأعراف: من الآية38) تألموا جداً لأنهم قالوا: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا}(الأعراف: من الآية38) اكتشف هنا لتقول: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا} فنحن نبرأ إليك منهم هنا في الدنيا، لتسير في غير طريقهم، لتكون في يوم القيامة بعيداً عنهم، لست ممن يصرخ كصراخهم في قعر جهنم، تكون أنت من الفائزين، تكون أنت من الناجين.
هذه القضية بالذات بدت في القرآن الكريم في أكثر من آية تنبه الناس على أنهم في الآخرة - هؤلاء الضالين والمضلين الكبار والأتباع سيكونون في الدنيا - تتجلى الحقائق فيرون أنفسهم كيف ارتكبوا خطئاً كبيراً أودى بهم إلى تلك العاقبة السيئة سواءً كانوا بشكل أمم، أمة تلعن أمة، أو شخص يلعن شخصاً كان في الدنيا يضله، أو فئة