الصبح يا سنوار حزين ألا من طوفانٍ يداري الأنين كأنك بين الاشراق وعدٌ أتُخفي الوعد تباريح السنين كأن الرجال حولك وهمٌ و انت من بينهم كُنت اليقين فكيف نراك سَجياً بتلك الدماء و النصر على اعتاب الفجر مُبين خاطت يداكَ عز البلاد صبراً و رفضاً و دمك ، على الارض جارٍ معين أني اراك و سُؤلُ القلوب أيا عين لِمَ تدمعين قد ركب الفخر عند الرحيل جهاداً و لاقى من بعد المتقين روحك قائدي عند رب السماء و نام على قبرك ... الياسمين
على موت الضمير دمعتُ عينا وصبت فوق عمري، والسنينا فإن الجرح لا يشفى بدهرٌ أضاع أعزةً، ولهم بكينا فما سهم الرماة أسال دمعي وما غير الإله هنا خشينا تقبل هذه الأرواح ربي فقد كانوا لنا النصرَ المبينا -زريار.
من خلال مطالعتي لتاريخ الحروب وقضايا الشعوب وقادة الأمم، و من خلال ما شاهدته من ثورات وحركات مقاومة وجدت إن • الكلمات الشجاعة لا ينطقها إلا الشهيد •
اليوم تم إيجاد جثمان الشهيد القائد يحيى السنوار، الذي كُنا نستمد عزيمتنا من عزيمته و إصرارنا من إصراره و كُنا نأخذ عناده قدوة لنا
إسُتُشهِد دون أن يعطي نتنياهو النصر الذي يُريد
و لم يجعل في إستشهاده نصر للعدو، فحتى رحيله لم يكن بعملية إغتيال إنما من قبيل الصدفة أثناء خروجه لتفقد الميدان وسير المعارك
و من كرم الله عليه إن نتنياهو لم يجد وقت لصياغة رواية تُناسبه يدعي من خلالها إغتياله، بل سبقته الأحداث ليكون إستشهاد الرجل كما أراد
إن الخسارة هنا ثقيلة للغاية، فيحيى السنوار لم يبدأ بتطبيق رؤيته بعد، الرؤية التي كان يُريد من خلالها زعزعة أمن إسرائيل و إعادة المفخخات للأراضي المحتلة، رؤية تفصل السياسة عن العمل العسكري وقت الحروب، رؤية الهجوم لا الدفاع و كان لله في ذلك حكمة
و كون الشهيد محسوب على الجناح العسكري، نراه إستُشهِد مع جعبته العسكرية وَسلاحه و مسدسه الشخصي الذي لازمه طوال حياته
في اداء قبيح للكذب المستمر قناة نتنياهو ( ١٢ عبرية ) تقول - نقلاً عن الجيش الصهيوني- ان المختطفين الستة الذين تم تصفيتهم قبل شهرين، كانوا قرب يحيى السنوار و يحتفظ بهم كدروع بشرية و بعد مقتلهم اصبح لا يملك دروع بشرية من المختطفين
هذه محاولة لترميم السردية الإسرائيلية التي تتمزق مع الحرب
تعقيباً على هذا التبرير الهش : ● يوجد في غزة ١٣٠ اسير صهيوني، لو كان يحيى السنوار يحتاج لأسرى كدروع بشرية لأخذ اي اسرى من هؤلاء
● اذا كان يحيى السنوار محاط بالاسرى الستة و يستخدمهم كدروع بشرية ، فلماذا قتلهم اصلا ؟
● من الواضح ان نتنياهو لا يهتم للاسرى و لو كان النسوار محاط بالف أسير، فالكيان لو وجده سوف يستهدفه دون اي اعتبارات للاسرى و هذا ما يعرفه السنوار اكثر منا كلنا
ختاماً، إستشهاد السنوار كان مشرفاً كما يليق بقائد افنى عمره مجاهداً و مقاوم
أنهت حكايتها، إذ أشرق الصُبحُ والغيم من همساتها، قد كاد أن يصحو نهاية الحكوة، لا ليلٌ يطول ولا ظُلمٌ ولا جائرٌ، يبقى له جُنحُ سيرجع السيف، إن الغمد موطنه حتى وإن حُطت على عنقٍ لهُ، رمحُ والقبة الصفراء بيتٌ للشعاع وإن طال المغيبُ وطالَ جدارها جُرحُ ستشرقُ الشمس من أضلاعها ولنا ألفٌ من النصر، وليلٌ كُلهُ بوحُ -زريار.