جاءت امرأة إلى الحسن البصري فقالت: توفّيت لي بنت، وأريد أن أراها في النوم، فأمرها أن تصلّي أربع ركعات بعد صلاة العشاء، [تقرأ] في كل ركعة (الفاتحة) و(ألهاكم التكاثر) مرة، ثم تضطجع وتصلّي على النبي ﷺ إلى أن تنام، ففعلت فرأتها في أقبح العذاب وأشده، فانتبهت وجاءت الحسن، فأمرها بصدقة عنها لعل الله عز وجل يعفو عنها، ونام الحسن تلك الليلة، فرأى امرأة في أحسن النعيم، فقالت له: أتعرفني؟
أنا ابنة تلك المرأة التي أمرتها بالصلاة على محمد ﷺ، فقال لها: إن أمك قد وصفت حالك بغير هذه الرؤية؟ فقالت: هو كما قالت، قال: فبماذا بلغت هذه المنزلة؟ قالت: كنا سبعين ألفا في العقوبة، فعبر رجل من الصالحين على قبورنا، وصلى على النبي ﷺ مرة، وجعل ثوابها لنا، فقبلها الله عز وجل منه، وأعتقنا كلنا من تلك العقوبة ببركته، وبلغ نصيبي ما قد رأيته وشاهدته.
السماءُ رحبةٌ وتُغري بطولِ النظر؛ فوق هذه السماء ثَمَّ اللهُ على عرشِه ينظرُ إليَّ، يُلمُّ بي الزللُ في أمرِ ديني فأُطرقُ خجلًا وخوفًا وأترجّاه ألا يتركَني أسقط دون أن يعبأ بي، ويُلمُّ بي الخطبُ في أمر الدنيا فأرفع رأسي وأقولُ كما قالت عجوزُ الباديةِ التي أهلكَ المطرُ زرعَها كلَّه: افعل ما شئتَ فإن رزقي عليك!
"أمانُك النفسيّ في ألَّا تظن أنك شيء أو لك شيء، أو حتى تظن أن يكونَ لك هذا الشيء؛ حتى إذا فقدتَ شيئًا أو لم يأتِكَ شيءٌ أو حدث لك شيءٌ، لم تفقد أيّ شيء! وهو معنى قوله تعالى: [لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ] وجماعُ ذلك أن تجعلَ مقاليدَ أمرك بيدِ مَولاكَ، فلن تَجِدَ أينما توجهتَ إلّا خيرًا"
مهما حصل لك من ضغط أو صعوبات في الحياة لظرف عام أو خاص إياك ثم إياك ثم إياك أن تقدم على واحد من ثلاثة أمور:
- ترك الصلاة - هجر القرآن - ترك صحبة الصالحين
هذه الثلاثة والله بداية الهلاك، وإنها لخطوات للشيطان يستدرج العباد من خلالها حتى يخرجهم عن دينهم بالكلية.
مهما كان الحزن وأيا ما وصلت إليه النفس من الكآبة عليك بالصلاة والقرآن وصحبة الكرام الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه اصبر نفسك معهم لتفوز وتنجو ولا تعد عيناك عنهك تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكر الله واتبع هواه وكان أمره فرطا !
واعلم أن الحق كله من ربك فالزم بابه واطرح همومك على أعتابه واطلب الراحة بحبه لا بالركون إلى غيره وتحقق بضعفك وعجزك يمدك بقوته وقدرته.
تمسكوا بأحبابكم وصِلوهم وكونوا معهم وعاونوهم فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، والبلاء وإن كان كبيرا فإنه مع الجمع والصحبة يهون، ولولا شرف الصحبة وفضلها ما أمرنا الله بصلاة الجمعة وصلاة الجماعة.. فكن للناس محبًا وعليهم مشفقًا ومن الصالحين قريباً، وإذا أحببت أخاك في الله فأخبره بحبك له واطلب منه الدعاء لك وأن يصدقك النصيحة فما أحوجك وإياه إليها فتأمل هذا واعمل به وتوكل على الله في راحة قلبك تسعد وترتاح.
ما تمر به الأمة الإسلامية من آلام جِسام لا ينبغي للمسلم حيالها أن يقف مكتوفًا؛ بل عليه أن ينشط للدعاء، ويكثر منه، وأن يبدأ بالإصلاح مِن نفسه، وَمن حوله، ومن يظن أنه تائه ومتخبط ولا أحد معه؛ فليتوكل على الله تعالى، ويصحح نيته ويشرع بالإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال أهل العلم هي شيخ من لا شيخ له فَـ الزم أول الدرب فقد عرفته يُغفر ذنبك، وتكفى همك، وتُقبل على الطاعات، وتنالك البركات، وتُرفع في الدنيا والآخرة درجات
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والله مهما بلغ الإنسان، لَبقيَ على حالِه ظلومُ لنفسه فقيرٌ إلى ربه تتخبطه الدنيا بين طاعةٍ ومعصية ولذةُ قربٍ وشقاءُ بُعد ولا زال يستمسك -وهو على ضعفه- بقولِ عزيزٍ رحيم [رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا]
محدش يزعل بسبب نتيجة الثّانوية، كله عارف إن التّعليم في مصر أسوأ شيء وكله يُظلم! البطل الشّاطر اللي يشتغل على نفسه بنفسه وينمّي مهاراته.. وأول علم لازم تتعلمه هو القُرءان.
هذه الدنيا بكل ما فيها يا تُساوي عند الله جناح بعوضة! علمك كله يُزيد من حسناتك أيوة بس هتنساه كله ومش هيبقى شيء غير القُرءان! درجتك في الثانوية لا تُساوي شيء أمام درجتك عند الله، فـ استقبل قدرك بنفس راضية وقل الحمد لله على اختيار الله وقدره.^^