عَ

@b1o10


-



-


@o03o01o03o

عَ

05 Aug, 23:02


✨️

ــ حديث إمامِنا السجاد عليه السلام مع أبي خالد الكابلي في (كمال الدين و تمام النعمة) :
(يا أبا خالد.. إنّ أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته، المُنتظِرينَ لظهورِه أفضلُ من أهلِ كُلِّ زمان، لأنّ الله تبارك و تعالى أعطاهم من العقولِ و الأَفهام و المعرِفة ما صارت به الغَيبةُ عندَهم بمنزلةِ المُشاهدة، و جعلَهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف، أولئك المُخلصونَ حقًّا، و شيعتُنا صِدْقا، و الدعاةُ إلى دين الله عزّ وجلّ سِرًّا و جهرًا، و قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما:
انتظار الفرج من أعظم الفرج).

ــ انتظار الفرج مِن أعظم الفرج إذا كان بهذا المضمون:
أن صارت الغَيبة عند المُنتظِرين بمنزلة المُشاهدة، حينئذٍ سيكون انتظار الفرج من أعظم الفرج.


› › هذه السُّطور تُشكّل برنامجًا مُتكامِلًا، كي تكون علاقتنا بإمام زماننا  في زمان غَيبته و في هذا المقطع من الزمان بالنحو الذي يُريده هو، و بالنحو الذي نكون قد وفينا لإمامنا بعهد الولاية و الإمامة. ‹ ‹

• إمامُنا السجاد يتحدّث عن أهلِ زمانِ الغَيبة القائلين بإمامة الإمام الحُجّة و المُنتظرين لظهوره، الإمام يقول عنهم أنّهم أفضل أهل كلّ زمان.. لماذا؟
لأنّ الله تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت عندهم الغَيبة بمنزلة المُشاهدة.


• قول الإمام السجاد عليه السلام (لأنّ الله تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت عندهم الغَيبة بمنزلة المُشاهدة)

هناك عقول، و أفهام، و معرفة.

› › › أمّا العقول هنا:
فالحديث عن عقول مُنضبطة بضوابط أهل البيت عليهم السلام، و مُتأصّلة بأصولهم.
الحديث هنا عن العقول التي اكتسبت بناءها من أصول أهل البيت.. و قطعًا هذه الأصول لا تتعارض مع الأصول التي بُني عليها العقل الحجّة.

ـ

عَ

31 Jul, 16:03


يقولُ إمامنا زين العابدين و سيّد الساجدين عليّ بن الحُسين "صلواتُ الله و سلامه عليهما":
(كأنّي بالقُصور و قد شُيّدتْ حولَ قبر الحُسين "صلواتُ الله وسلامه عليه"، و كأنّي بالأسواق و قد حَفَّتْ حَول قَبْرهِ، فلا تذهبُ الأيّام و الّليالي حتّى يُسَارَ إليه مِن الآفاق، و ذلك عِنْد انقطاعِ مُلْكِ بني مَروان).

السلامُ على إمامنـا زين العابدين، و زَينِ المُتهجّدين ، و إمام المتقين،
السلامُ على خَلَفِ السابقين، و وصيّ الوصيّين، و خَازنِ وصايا المُرسلين،
السلام على ضَوءِ المُستوحشين، و سِراجُ المرتضين، و ذُخْرُ المُتعبّدين.
السلامُ على دِياركم المُوحِشات، كما استوحشتْ مِنْكم مِنى و عَرَفات..

بأبي أنتم و أُمّي وأهلي و مالي و أُسرتي، أُشْهِدُ اللهَ و أُشْهدكم أنّي مُؤمنٌ بكم و بما آمنتم به، كافرٌ بعدوّكم وبما كفرتُم به، مُستبصرٌ بشأنكم، و بضلالةِ مَن خالفكم، مُوالٍ لكم و لأوليائكم، مُبغضٌ لأعدائكم و مُعادٍ لهم، سِلْمٌ لِمَن سالمَكُم، و حَرْبٌ لِمَن حَاربكم، مُحقّقٌ لِمَا حقَّقتُم، مُبْطِلٌ لِمَا أبطلتُم، مُطيعٌ لكم، عارفٌ بحقّكم، مُقرٌّ بفضلكُم، مُحتمِلٌ لِعلْمكُم، مُحتجبٌ بذمَّتكُم، مُعترفٌ بكم، مُؤمنٌ بإيابكم، مُصدّقٌ برجعتِكُم، مُنتظرٌ لأمركم، مُرتقبٌ لدولتكم، آخذٌ بقولكم، عاملٌ بأمركم، مُستجيرٌ بكم، زائرٌ لكم، لائذٌ عائذٌ بقُبوركم، مُستشفعٌ إلى اللهِ عزّ و جلَّ بكم، و مُتقرّبٌ بكم إليه، و مُقدّمُكُم أمامَ طَلِبتي و حوائجي و إرادتي في كُلّ أحوالي و أموري، مُؤمنٌ بسرّكم و علانيتكم، و شاهِدكُم و غائبكُم، و أوَّلكُم و آخركم، و مُفوّضٌ في ذلك كُلّهِ إليكم، و مُسلّم فيهِ معكم، و قلبي لكم مُسلّم، و رأيى لكم تَبَع، و نُصرتي لكم مُعدّة حتّى يُحيى اللهُ تعالى دِينَهُ بكم، و يردّكم في أيّامهِ، و يُظْهِركُم لِعَدْله، و يُمكّنكُم في أرضهِ..

آجركم الله وأحسن لكم العزاء بشهادة إمامنا ومولانا زين العابدين وسيّد الساجدين وقُرّة عين الناظرين، الإمام عليّ بن الحسين السجّاد صلوات الله وسلامه عليهما..

عَ

20 Jul, 08:09


مَظْهرُ مِن مَظاهر عَظَمةِ المقامِ الزينبي
تجلّى حين أدخلوا ركب السبايا إلى الكوفة 🩶

يُحدّثُنا حذيم الأسدي عن مولاتنا عقيلة الطالبيين "صلوات الله عليها" حِين ألقت خُطبتها في أهل الكوفة، يقول :
(فاومأتْ زينب بنتُ عليّ بن أبي طالب إلى الناس بالسكوت،
يقول حذيم:
فلم أرَ و اللهِ خفرة - أي شديدةُ الحياء - انطَقُ مِنْها كأنَّما تنطِقُ وتُفْرِغُ عن لسانِ أميرِ المؤمنين "صلواتُ اللهِ عليه"،
وقد أشارتْ إلى الناس أن انصتُوا فارتدَّت الانفاسُ وسكنتْ الأجراسُ)
📚الاحتجاج للطبرسي

فلنتأمّل هذا التعبير المَهيب حين تقولُ الروايةُ وهي تَتَحدّثُ عن مولاتِنا الحوراء "صلواتُ اللهِ عليها":
(وقد أومأتْ إلى الناس أن اسكُتوا .. فسَكَتوا،فارتدَّت الأنفاسُ وسَكَنَتْ الأجراس)

المُراد مِن الأجراس : هي هذهِ التي تُعلّقُ في رِقابِ الحيوانات
والروايةُ تقول : (وسكنتْ الأجراس) يَعني حتَّى الحيوانات سَكَنتْ حين أومأت العقيلةُ بيدها إلى الناسِ أن اسكتوا ..
لأنّ هذه الأجراس يصدرُ مِنها الصوتُ حين تمشي هذه الحيوانات أو حين تُحرِّكُ رأسها أثناء وقوفِها
وهذا المشهدُ المَهيب ما هو إلّا صُورةٌ مُصغّرةٌ مِن ولايةِ عقيلةِ الطالبيّين التكوينيّة وهيمنتِها على كائناتِ هذا الوجود
فإنّ إشارةً واحدةً وإيماءَةً واحدةً مِن العقيلةِ زينب جَعَلَتْ الناسَ جميعاً بل حتّى البهائم في حالةِ سكون.. وهدأت الأجراس ! 
ولا عَجَبَ في ذلك ..
فعقيلةُ بني هاشم هي مِن أهلِ بيتٍ نُخاطِبُهم في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرةِ بهذا الخِطاب: (وذَلَّ كُلُّ شيءٍ لكم)

عقيلةُ الطالبيّين هي قِطعةٌ مِن فاطمة الزهراء ومِن عليِّ المُرتضى.. فكيفَ لنا أن نَعِيَ كُنهَ مقامِها الأقدس العالي الرفيع.. وهذه إيماءةٌ وإشارةٌ واحدةٌ مِنها صَنَعت ما صنعت بهذا الخَلْق الممسوخ

عَ

19 Jul, 08:17


مجد الله هو إمامنا الحجَّةُ

نريد هنا أن نسلّط الضوء على المواضع التي ذُكرت فيها كلمة "مجدك" في دعاء السِّمات الشريف فقد ذكرت في أربع مواضع :

١- وأسألك اللّهم بمجدك الذي كلّمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران عليه السّلام في المقدسين.
٢- وبمجدك الذي تجلّيت به لموسى كليمك عليه السّلام في طور سيناء.
٣- وبمجدك الذي ظهر لموسى بن عمران عليه السّلام على قبّة الرمان.
٤- وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلّمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران

إذًا نرى أنّ كلمة "مجدك" تكرّرت أربع مرّات، وكأن هذا التجلّي لعظمته احتاج للتدرّج على أربع مراحل، في حين أنها كانت حادثة واحدة لنبيّ الله موسى وهو من أولي العزم، إلا أنّ هذا المجد لا يستطيع أن يتلقّاه موسى عليه السلام دفعة واحدة
١- فأولًا بالكلام، وهو بلا شك ليس من سنخ عالمنا.
٢- ثم بالتجلّي، والتجلّي غير الظهور.
٣- ثم بالظهور المجمل.
٤- ثم بالظهور الذي كان فيه التكليم، وهو غير التكليم من غير الظهور

لو بحثنا في القرآن الكريم، عن كلمة (مجد) او (مجدك) فلن نجد إلا كلمة "مجيد" وهي إشتقاق من كلمة المجد وقد وردت كذلك في أربع مواضع أيضاً كما تكرّرت في دعاء السِّمات و هو إشارة إلى اشتقاقها من الأصل الذي هو في الدعاء :

١- رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ | هود:٧٣
٢- ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ | ق:١
٣- ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ | البروج:١٥
٤- بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ | البروج:٢١

فـقولهُ "مجيد" يأكد بأنه دائم المجد،
لأن من أسماء ( إسم الفاعل) (على وزن فعيل) و هو دليل على تكرار الفعل في كل آنٍ آنْ
(التي لا تعطيل لها في كل مكان).

من كلمات العترة الطاهرة، نجد ما ذكره الإمام زين العابدين صلوات الله عليه وآله في صحيفتهِ،
من دعاء يوم الأحد:
(اللّهم كلّت العبارة عن بلوغ "مجدك" وهفا اللّسان عن نشر محامدك وتفضلك)
وفي منجاة الخائفين :
(إلهي هل تسوّد وجوهًا خرّت ساجدة لعظمتك، أو تخرس ألسنةً نطقت بالثناء على مجدك) وما روي عن المفضل بن عمر، أنه رأى أبا عبدالله عليه السّلام يصلي صلاة جعفر ورفع يديه ودعا بهذا الدعاء:
اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الْقَوْلَ بِحَمْدِكَ وَاَنْطِقُ بِالثَّناءِ عَلَيْكَ وَاُمَجِّدُكَ وَلاغايَةَ لِمَدْحِكَ وَاُثْني عَلَيْكَ وَمَنْ يَبْلُغُ غايَةَ ثَنائِكَ وَاَمَدَ مَجْدِكَ وَاَنّى لِخَليقَتِكَ كُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِكَ وَاَيَّ زَمَن لَمْ تَكُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِكَ مَوْصُوفاً بِمَجْدِكَ ... إلى آخِرِه
وهو كما قال الإمام الرضا صلوٰت الله وسلامه عليه : فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام و يمكنه اختياره، (وأنّى لخليقتك كنه معرفة مجدك)
وكيف يوصف بكُلّه أو يُنعت بكنهه، لا كيف وأنّى وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين ووصف الواصفين، موصوفًا بمجدك
🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨

وماذا نقول في دعاء الندبة مخاطبين إمام زماننا عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه :
(بنفسي أنت من أثيل مجدٍ لا يُجارى)
والأثيل: هو القديم الأصيل، أي أنّه أصل كل مجد،و(بمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلّمت به عبدك ورسولك)
أي ظَهَر وكَلّمَ مِن هذا "الأصل القديم"، وهذا الظهور والتكليم ليسَ بهِ بل مِنهُ، "وبمجدك" أي مِن هذا الأصل، مِن كُلّ مجدٍ ظَهَر مِنه على قَدَرِ موسى، لأنّه أنّى لخليقتك من أنبياء ومرسلين وأوصياء وملائكة مقرّبين وملائكة صافّين، وعرش وكرسي، وما فيهن وما بينهن، من كنه معرفة مجدك؟ كما مر من قول صادقهم.

وعن الصادق عن آبائه عليهم السّلام أن عليًا عليه السّلام قال :
(..يا جابر إذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس، فعند ذلك عجائب وأي عجائب إذا أنارت النار ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، ونبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان، وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب، وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان، فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف)
📚إثبات الهداة ج٣

عَ

16 Jul, 22:53


الامام الحسين(عليه السلام)
يعظ أصحابه ويبشّرهم في ليلة العاشر

جاء في تفسير الامام العسكري(عليه السلام)في قوله تعالى:
«وإذْ قُلْنا للملائكةِ اسجدُوا لادمَ فسجدُوا إلا إبليسَ أبى واستكبرَ وكانَ مِنَ الكافرين »
قال (عليه السلام) :
ولمّا امتحن الحسين (عليه السلام) ومن معه بالعسكر الذين قتلوه ،وحملوا رأسه قال لعسكره :
أنتم من بيعتي في حل فالحقوا بعشائركُم ومواليكم.
وقال : لأهل بيته قد جعلتكم في حلٍّ من مفارقتي ، فإنَّكمْ لا تُطيقونهم لتضاعف اعدادهم وقواهُمْ ، وما المقصود غيري ،
فدعوني والقوم ، فإنَّ اللهَ ـ عزّوجلّ ـ يُعينُني ولا يُخليني من حُسن نظرهِ كعاداته في أسلافنا الطَّيبين.
فأمّا عسكره ففارقوه ، وأما أهله الأدنون من أقربائه فأبوا !! وقالوا : لا نفارقك ويحلُّ بنا ما يحلُّ بك ، ويحزننا ما يحزنك ، ويصيبنا ما يصيبك ، وإنّا أقرب ما نكونُ إلى الله إذا كنا معك.

فقال لهم : فإنْ كُنتم قد وطنتم أنفسكم على ما وطَّنت نفسي عليه ، فاعلموا أنَّ الله إنّما يهبُ المنازل الشريفة لعباده (لصبرهم) باحتمال المكارة ، وأنَّ الله وإنْ كان خَصَّني مع مَنْ مضى مِنْ أهلي الَّذينَ أنا آخرُهُم بقاءً في الدُّنيا من الكرامات بما يَسهل عليَّ معها احتمال الكريهات ،
فإنَّ لكم شطرُ ذلك من كرامات الله تعالى ،
واعلموا أن الدنيا حُلوها ومرها حُلمٌ والإنتباه في الآخرة ، والفائز من فاز فيها ، والشقيُّ مَنْ شقي فيها.
أولا اُحدثكم بأول أمرنا وأمركم معاشرَ أوليائنا ومحبينا ، والمعتصمينَ بنا ليسهل عليكم احتمال ما أنتم له معرضون؟

قالوا بلى يا ابن رسول الله قال :
إنَّ الله تعالى لمّا خلقَ آدم ، وسوّاهُ وعلَّمَه أسماء كلَّ شيء وعرضهم على الملائكة ،
جعل محمداً وعلياً وفاطمةَ والحسنَ والحسينَ (عليهم السلام) أشباحاً خمسةً في ظهرِ آدم ،
وكانت أنوارُهم تُضيءُ في الآفاق من السماوات والحُجب والجنان والكرسيّ والعرش ،
فأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم تعظيماً له ،
إنَّه قد فضّله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها في الآفاق ،
فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله ،
وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت ، وقد تواضعت لها الملائكة كلها واستكبر وترفع ،
وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين..

تفسير الامام العسكري عليه السلام : ص٢١٨ـ ٢١٩ ،
تاويل الايات : ج١ ، ص٤٤

عَ

12 Jul, 20:20


مِن أمثلةِ الشعائرِ الحُسينيّة التي يجهلُ الكثيرون معناها ومضمونَها العقائدي:
عزاءُ المَشَق، وركضةُ طويريج


مِن الشعائرِ الحسينيّةِ المعروفةِ في أوساطِنا الشيعيّةِ والّتي تُعرَفُ في بعضِ الحُسيّنيات وخُصوصاً في النجفِ وفي كربلاء: "شعيرة المَشَق"
و(المَشَق) كلمةٌ فارسيّة تعني؛ التدريب والتمرين (يعني البروفة)

فكرةُ هذه الشعيرةِ أُخذت مِن فِكرةِ أنّ أنصارَ سيّدِ الشُهداء في ليلةِ العاشر مِن مُحرّمِ سلُّوا سُيوفَهُم وعرضوا أنفُسَهم أمامَ خيمةِ عقيلةِ العقائل تعبيراً عن إستعدادِهم التامِّ لنُصرةِ الحُسين وآلِ الحُسين "صلواتُ اللهِ عليهم" وخاطبوا العقيلةَ وقالوا :
(السلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النبوّةِ ومعدنَ الرسالةِ ومختلَفَ الملائكة؛ هذه صوارمُ فِتيانِكُم آلوا -أي أقسموا- ألا يُغمِدُوها إلّا فى رقابِ مَن يُريدُ السُوءَ فيكم، وهذه أسنّةُ غِلمانِكُم أقسموا ألّا يركزوها إلّا فى صُدورِ مَن يُفرّقُ ناديكُم..)
والشيعةُ في هذه الشعيرةِ يتأسّون بأنصارِ الحسين

فكُلُّ شعائرِنا الحسينيّةِ انطلقت على أساسِ حقائق ولم تأتِ هكذا جُزافاً،
ربّما الكثيرُ مِن الشيعةِ الّذين لا يُمارسونها لا يعرفون أُصولَها.. ولكنّ الحقيقةَ هي أنّ الّذين أسّسوا هذه الشعائرَ أسّسوها على وعيٍّ وعلى معرفة، وليس هكذا جاءت جُزافاً كما يحلو للبعضِ أن يتحدّثَ عنها

هذه الشعائرُ أُسِّستْ على فِكرةٍ عقائديّةٍ وتأريخيّةٍ وعاطفيّةٍ في نفس الوقت.. كما هو الحالُ مع شعيرة "ركضة طويريج" كمثالٍ آخر نذكرُهُ هنا،
فهذه الشعيرةُ الشعبيّةُ المعروفة "ركضةُ طويريج" الّتي يقومُ بها عامّةُ الشيعةِ في العراق في
"كربلاء المُقدّسة" في اليومِ العاشر مِن مُحرّم.. هذه الشعيرةُ أيضاً فِكرتُها وجُذورُها مِن صميم عقيدتِنا ودِيننا

• الفكرةُ التي أُسِّس على أساسِها موكبُ عزاءِ "ركضةِ طويريج" هي:
أنّ التأريخَ يذكرُ أنّ سيّدَ الشُهداء قُتِلَط بعد الزوال، بعد صلاةِ الظُهرين،
فهؤلاء المُعزّون في عزاء "ركضة طويريج" يُصلُّونَ صلاةَ الظُهرين وينطلِقون مِن منطقةِ "طويريج" وهي مدينةٌ صغيرة قُربَ كربلاء، ينطلقون مِنها أوّلاً عزاءً وحُزناً على قتْلِ سيّدِ الشُهداء..وكذلك لغوثِ واستغاثةِ العائلةِ الحسينيّة..ولذا يأتون ركْضاً حُفاةً شُعثاً غُبراً يُنادون: "يا حسين"

فالفِكرةُ الّتي أُسِّسَ على أساسِها هذا العزاءُ هي أنّ هؤلاء يخرجون ركضًا باعتبارِ أنّ الحُسينَ قُتِلَ ووصل خبرُ مقتلِهِ إليهم الآن! ففزِعوا وخرجوا جميعاً على وجوهِهِم مفجوعين مذهولين راكضين يُنادون "يا حسين" عزاءً ومواساةً لرسولِ اللهِ وأهلِ بيتِهِ الأطهار،
لأنّ رسولَ اللهَ كان مفجوعاً حزيناً أشعثَ أغبرَ في كربلاء يومَ عاشوراء يلتقِطُ دمَ الحسين كما تُحدّثنا الرواياتُ الشريفة

فهؤلاء المُعزّون يركضون حُفاةً شُعثاً غُبْراً مفجوعين مواساةً لرسولِ اللهِ وأهلِ بيتِهِ الأطهار..وكذلك نُصْرةً واستغاثةً وغَوثاً للعقيلةِ وللعائلةِ الحُسينيّة

فهذه الجُموعُ الراكضةُ تتحدّثُ عن حقيقةٍ عقائديّةٍ تأريخيّة،
ومِن هنا كان تعظيمُ هذه الشعائر مِن تقوى القلوب لأنّها قائمةٌ على أساسٍ عقائديٍّ متين، ولم تأتِ جُزافاً

فهذه الشعائرُ وغيرُها مِن شعائرِنا الحسينيّة كُلُّها تتحدّثُ عن وقائعَ حدثت على أرضِ الواقع وهي موجودةٌ في كُتبِ التأريخ والروايات، وهي مِن صميم عقيدتِنا،
ولو أنّنا تناولنا الجذرَ العقائديَّ لكلِّ شعيرةٍ مِن شعائرِنا الحسينيّة لطال بنا المقام

وفي نفس الوقتِ هذه الشعائرُ هي تتناغمُ مع عواطفِ الوجدان
أساساً الثورةُ الحسينيّةُ رأسُ مالِها "العاطفة"
فسّيدُ الشهداء لم يُجيّش جُيوشاً للقتالِ وإنّما جيّش جُيوشاً للعواطِف،
سيّدُ الشهداء كرّسَ المظلوميّةَ وجيّشَ العواطِفَ عِبرَ القرون.. هذا هو أسلوبُ الحُسين في يومِ عاشوراء، ومَن أراد أن يدقّقَ النظرَ في الأحداثِ التي جرت يومَ عاشوراء على أرضِ الغاضريّات وأراد أن يدقّقَ النظرَ في تصرُّفاتِ سيّدِ الشهداء سيجد أنّ سيّدَ الشهداء جيّشَ العواطفَ وكرّسَ المظلوميّةَ عبرَ القرون، ولو لم يكن قد جيّشها لَما بقي ذِكرٌ للحُسين "صلواتُ اللهِ عليه" أبداً!
وإلّا دونكم الأنبياء.. فالرواياتُ تتحدّثُ عن مئةٍ وأربعةٍ وعشرين ألف نبيٍّ بعثهم الله تعالى، وفي روايةٍ أخرى مليون نبي،
حتّى لو أخذنا بالروايةِ الأقل.. فأين هم هؤلاء الأنبياء؟ هل لهم مِن ذِكر؟ أينّ ذِكرُهم؟
كم اسماً نعرف مِن هؤلاء الأنبياء؟

حتّى بين أئمّتنا الأطهار "صلواتُ اللهِ عليهم" هل هناك ذِكرٌ لبقيّةِ الأئمّةِ كذِكرِ سيّدِ الشُهداء؟
ذِكرُ أئمّتِنا الأطهار إنّما بقيَ بسببِ ذكرِ سّيدِ الشُهداء.. فالمشروع المهدويُّ الأعظمُ مُحرِّكُهُ الأساس هو الحسين،
مخزنُ الوقودِ في المشروع المهدويِّ الأعظم 
هذه الكلمات: عاشوراء، كربلاء، حُسين
إنّها الرموزُ والمفاتيحُ والشفرةُ الّتي يتحرّكُ فيها المشروع المهدوي الأعظم
✨️

عَ

12 Jul, 01:47


الرجعة✨️

عَ

14 May, 10:24


‏﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ﴾

عَ

20 Jul, 09:11


Channel created