كتابات السيد بلال وهبي

@assayedbilalwehbi


كتابات السيد بلال وهبي

22 Oct, 03:00


دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ‏، وَمِنْ طُعْمِهِ‏ بِقُرْصَيْهِ‏، أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ"**

السيد بلال وهبي
فجر يوم الثلاثاء الواقع في: 22/10/2024 الساعة (05:40)

كتابات السيد بلال وهبي

22 Oct, 03:00


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَمْ يَتَعَرَّ مِنَ الشَّرِّ مَنْ لَمْ يَتَجَلْبَبْ بِالْخَيرِ"

تؤكد هذه الجوهرة الكريمة على الموقف العملي الذي يجب أن يتخذه المرء من مسألة الشَّرِّ والخير، فهو بين خيارين إما أن يكون من الأخيار، وهذا يقتضي أن يتعرَّى من الشَّرِّ بالتَّمام، أو يكون من الأشرار وهذا يقتضي ألا يكون من الأخيار، إذ لا يمكن الجمع بينهما، كما لا يمكن الجمع بين اللونين الأبيض والأسود في ذات اللحظة وذات المكان، والموقف الرمادي يجعله أقرب إلى الأشرار منه إلى الأخيار.
كلمة "تعرّى" تعني كشف وأظهر ما يجب سَتْره، بينما "تجلّبَب" تعني لَبِس الجِلباب، وهو الثوب الذي يغطي جسد الإنسان ويستره، فالعبارة تشير إلى أن الإنسان الذي لم يتجلبب أو يتحصن بالخير، كل الخير سيظل عُرضَة للشر، ولن يكون بمأمن منه، فالخير هو الدرع الواقي الذي يبعد الإنسان عن الوقوع في الخطيئة أو الفساد. والأخلاق الفاضلة، والعمل الصالح، واتباع أوامر الله، جميعها تعدُّ جزءاً من هذا الجلباب الواقي الذي يحمي الفرد من الشرور والمعاصي والفواحش.
ومِمَّا لا شك فيه أن ليس للمرء أن يكون من أهل الشَّرِّ، فلا العقل يقبل ذلك، ولا الفِطرة الإنسانية السليمة، ولا الدِّين، فهذه الثلاثة جميعاً تدعوه إلى اجتناب الشَّرِّ والاتصاف بالخير، وإذا كان العقل والفطرة يدعوانه إلى اجتناب الأول والاتصاف بالثاني نظرياً فإن الدِّين يدعوه إلى ذلك عملياً، ويكشف له عن الآثار السلبية الخطيرة التي تترتب على فعل الشَّرَّ، وعن الآثار الإيجابية العظيمة التي تترتب على فعل الخير والاتصاف به، بل يذهب الدِّين إلى مزيد في هذا الشأن حيث يجعل عقوبات متناسبة مع فعل الشر، أو الاتصاف به، ولذلك يعاقب القاتل، والسارق، والزاني، والمعتدي، والظالم، والمتجاهر بالفِسق، يعاقبه عقوبات مادية، كما يعاقبه عقوبات معنوية بنزع صِفة العَدالة عنه، وعدم تصديقه، أو اعتماد شهادته، أو سوى ذلك من العقوبات المعنوية، ومن لطيف ما جاء في هذا الشأن قول الإما أمير المؤمنين (ع): "إِنَّ اَللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ لِبَاساً يَسْتُرُ عَوْرَاتِكُمْ وَجِلْبَابًا يَحْجُبُ شُرُورَ أَنْفُسَكُم" فكما يوجِب الدين سَتْرَ العورات يوجب اجتناب الشررور كلها قليلها وكثيرها.

انطلاقاً مما سبق نؤكِّد على الأمور التالية:
أولاً: إن التَّعرِّي من الشَّرِّ والتجلبُبِ بالخير يجب أن يكون تاماً، لأن بقاء شيء من الشِّرِّ في فكر الإنسان أو أفعاله يعني أن يبقى عُرضة لانتشاره من جديد، فالشَّرُ مثل أي مرض فتّاك كالسرطان مثلاً لا يبرأ الإنسان منه إلا إذا تمكن من القضاء على كل الخلايا السرطانية في الجسم.

ثانياً: أن يُكَوِّن المَرءُ لنفسه مَناعة فكرية ونفسية يصعب معها عودة الشَّرِّ إليه، قال الإمام أمير المؤمنين (ع): "الخَيرُ كُلُّهُ فِيْمَنْ صانَ نَفْسَهُ عَنْ الشَّرِّ". وهذا يقتضي أن يغوص في أعماق فِكره، ومناشيء أفعاله، ونواياه، وأن يصارح نفسه وينصحها، فإذا وجد خَلَلاً في فكره أصلحه، وإذا وجد عيباً في نواياه عالجه، وإذا وجد شراً في أفعاله سارع إلى الإقلاع عنه.

ثالثاً: أن يبتعد عن كل المُؤثِّرات والمُسَبِّبات التي تنقل إليه عدوى الشَّرِّ، فإذا كان في بيئة تحمله على الشَّرِّ انتقل عنها إلى بيئة سليمة آمنة، وإذا كان له أصدقاء يدعونه إلى ذلك تركهم وانصرف إلى بناء علاقات صداقة مع أشخاص آمنين يدعونه إلى الخير، ويفعلوه.

رابعاً: أن يُواكِبَ التَّخلّي عن الشر بالتَّحَلّي بالخير، وهذا ما يطلق عليه علماء الأخلاق (التَّخلِيَة والتَّحلِيَة) ومنهما جميعاً تتكون عملية تهذيب النفس وتزكيتها، وأول خطوة في هذا المجال يذكرها علماء الأخلاق هي التوبة والإنابة، ومشارطة النفس ومراقبتها الدائمة ومحاسبتها المتواصلة، ومجاهدتها في جميع هذه المراحل.
وتهذيب النفوس وتزكيتها هي الهدف الأسمى للدين، والهدف الأسمى لبعث الرُّسُلُ وإنزاال الكُتُب السماوية.قال تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..."﴿2/ الجُمُعَة﴾.

خامساً: أن يتَّخِذ المرء لنفسه مثلاً أعلى من الكمال الأخلاقي والروحي يتمثَّله في سَعيه نحو الكمال والرُقِيِّ الأخلاقي، ثمّ يشْرَع في الاقتراب نحوه خطوة خطوة، فهذا المثل الأعلى يكون محفّزاً له نحو الخير بلا رَيب، وإذا وصل إلى مرحلة ذاك المثل أو اقترب منه، قويت همّته، واشتدّت عزيمته، فكان بإمكانه فرض مَثَلٍ آخر أعلى وأبعد مَدىً عن المَثَل السابق، وقد جاء في رسالة الإمام أمير المؤمنين التي بعث بها إلى عامله على البصرة عُثمان بن حُنَيفٍ الأنصاري: **"أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ وَ يَسْتَضِي‏ءُ بِنُورِ عِلْمِهِ، أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ

كتابات السيد بلال وهبي

22 Oct, 02:57


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللَّهُم أَنْتَ الثِقَة والرَّجاء فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا فَاقْضِ لَنا يَا رَبِّ بِخَيرٍ، وَاْصرِفْ عَنَّا كُلَّ شَرٍّ، وكُنْ عَوْنَنا في كُلِّ شِدَّة، وفَرِّج عَنّا كُلُّ كُربَة، أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى أَعدائِك وأَعدائِنا

كتابات السيد بلال وهبي

21 Oct, 02:57


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَمْ يَسُدْ مَنْ افْتَقَرَ إِخْوانُهُ إِلى غَيْرِه"

تدلُّ هذه الجوهرة الكريمة دلالة عميقة على واحدٍ من الأسباب المُهمَّة التي تُفقِد الشخص أهلية أن يكون سيَّداً في الناس ومرجعية قيادية لهم، وتمنعه من أن يتبوأ لنفسه مكانة اجتماعية مؤثِّرة في محيطها الاجتماعي، وتدل بمفهومها أن الشخص الذي يقوم على خدمة الناس، والسَّعي في حوائجهم، والاهتمام بشؤونهم، وحمايتهم من الأخطار، والذود عنهم وعن كرامتهم، والنُّصح لهم، هو الجدير بالسيادة فيهم، وقيادتهم، وأن يكون المرجعية التي يرجعون إليها فيما يعجَزون عنه، وليس بالضرورة أن تكون حاجتهم إليه مادية، فقد يحتاجون إلى علمه، وفكره، ورأيه، وبصيرته، وفَهمه العميق للأمور، وإرشاده، وحُسن تدبيره، وحَلِّ المعضِل من أمورهم، وقد يحتاجون إلى بيانه المتين، وبراهينه الساطعة، وشجاعته في الدفاع عن حقوقهم، ووساطته لهم، وسوى ذلك مما يرجع فيه الناس إلى الخبير العليم، والنبيه الذكي، والمُدّبِّر الحاذق، والوجيه صاحب الكلمة المسموعة، والرأي المحمود، وبالجملة: يجب أن يتمتع الشخص بصفات شخصية وقيادية حتى تتوجَّه إليه أنظار الناس وآمالهم، ويكون معقد رجائهم، فيتوِّجوه مَلِكاً في قلوبهم، قبل أن يكون سيِّداً فيهم.
أما الشخص الذي يعتمد إخوانه وأهله وأتباعه على غيره في حاجاتهم لا يستطيع أن يكون سيداً أو قائداً حقيقياً، فإن السِّيادة الحقيقية تتطلب الاعتماد الذاتي لأتباعه عليه واستقلالهم عن الآخرين، مما يعزِّز مكانته كقائد وسيِّدٍ فيهم.

هذا ما يُفسِّر لنا نجاح أفراد في بلوغ القِمَّة في المكانة الاجتماعية، وإخفاق كثيرين في بلوغها، فإن السيادة الحقيقة، السيادة في القلوب، والمكانة الاجتماعية في النفوس ليست هِبَة يتلقّاها المَرء من أحد، إنما يفوز بها من يكون جديراً بها، يفوز بها الذي يتمتع بصفات نفسية وعلمية وأخلاقية وقيادية، إنك قد تمنح شخصاً منصباً قيادياً رفيعاً في الشركة التي تملكها، وتدعمه بقوانين ومقررات تعينه على النجاح في مَهمَّته لكنه يفشل في قيادتها، ويفشل في استمالة قلوب موظفي الشركة إليه، فقد يتعاملون معه باعتباره أمراً واقعا فُرِض عليه، وقد يتزلَّفون إليه، وقد يخضعون لأمره حفاظاً على مناصبهم أو وظائفهم، لكنهم لن يفتحوا له قلوبهم، لن يحبُّوه، لن يمنحوه مرتبة السيادة عليه، هذا يفشل بالتأكيد، فقد ثبت في الإدارة أن القائد الناجح هو الذي يحبه أتباعه، بحيث يؤثر فيهم بشخصه لا بموقعه الإداري، المدير الذي يعتمد على سلطته القانونية لا يكون مؤثِّراً في النفوس، ولا سيِّداً عليها، أما المدير الذي يجتذب أتباعه إليه بصفاته وسماته القيادية فهو القائد الحق الذي يتقدَّم بشركته أو جماعته.

الشخص لا يمكن أن يكون سيداً، أو قائداً، إذا كانت جماعته أو أتباعه بحاجة إلى الغير للحصول على ما يحتاجون إليه معنوياً قبل الأمور المادية، والقائد السَّيِّد المثالي هو من يحتضن أتباعه، ويحمل همَّهم، ويُجَنِّبهم الحاجة إلى اللجوء إلى الآخرين. وهذا ما اتصف به رسول الله (ص) فيما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم إذ قال: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"﴿128/ التوبة﴾ إن هذه الآية الكريمة تذكر بعضاً من أهم الصفات القيادية التي اتصف بها رسول الله (ص) والتي يجب أن يتصف بها من يطمح أن يكون سيِّداً في قومه وقائداً لهم، إن الآية تقول: لقد جاءكم رسول (من أنفسكم) ولم تقل: جاءكم رسول منكم، إن عبارة من أنفسكم ذات دلالة عميقة على الصِّلة التي بين رسول الله والناس، وتدل على نوع الوشيجة التي تربطهم به، فهو منهم، ليس فرداً من جماعتهم، لا، بل هو من أنفسهم، هو بَضْعَة منهم، هو جزء من ذواتهم، كأنه القلب منهم، كأنه الروح منهم، صلته بهم صلة النفس بالنفس، والقلب بالقلب، والمشاعر بالمشاعر، ولذلك يَعزُّ عليه عنَتَهم وتعَبَهم ومشقتهم، يَتعَب لتعبهم، ويُحزِنُه ما يُشقيهم، وهو حريص عليهم، حريص على نفوسهم وأموالهم، ودنياهم وآخرتهم، حريص عليهم لا يُلقي بهم في المَهالِك، ولا يدفع بهم في المَهاوي، رحيم بهم، عطوف عليهم، فإذا هو كلَّفهم بتكليف فيه مشقَّة ومتاعب فما ذلك من هوان بهم عليه، ولا بقسوة في قلبه الشريف، إنما هي الرَّحمة في صورة من صورها، الرحمة بهم من الذُّلِّ والهَوان، والرحمة بهم من الذنب والخطيئة، والحرص عليهم أن يكون لهم شرف حمل رسالة الله، وطاعته، ونيل الحظ من رضوانه.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الإثنين الواقع في: 21/10/2024 الساعة (05:34)

كتابات السيد بلال وهبي

21 Oct, 02:56


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

"اللَّهُم إِنِّا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ إِلَّا إِلَيْكَ، وَمِنَ الذُّلِّ إِلَّا لَكَ، وَمِنَ الْخَوْفِ إِلَّا مِنْكَ، اللَّهُم وَإِنّا وَهَذَا الْيَوْمَ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِكَ، فَلَا تَبْتَلِنا فِيهِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"

كتابات السيد بلال وهبي

20 Oct, 02:59


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَمْ يَهْنَأْ الْعيْشَ مَنْ قارَنَ الضِّدَّ"
هذه الجوهرة الكريمة تعكس حقيقة نفسية واجتماعية عميقة، مفادها أن الشخص الذي يعيش في مواجهة دائمة أو مخالطة مستمرة مع من يخالف مبادئه وعقائده، أو قِيَمَه، أو طبعَه، أو عاداته وتقاليده وأعرافه، أو أهدافه، لن يستطيع أن ينعم بالراحة والسكينة في حياته، بل يكون عَيشُه ضَيِّقاً نَكِداً، حتى ولو كان الذي يقارنه من أقرب الناس إليه، من زوج، أو وَلَد، أو ذي رَحِم، أو جار، أو شريك في الوطن، وهذا أمر تؤكِّده التجربة البشرية الطويلة، فكما لا يجتمع الضِّدان والنقيضان كذلك لا يهنأ عيش الضِّدين في طباعهما ومبادئهما.
وحدها النفوس المتشاكلة هي التي تستقر علاقاتها، ووحدها الأرواح المتجانسة هي التي يدوم ما بينها من وصال، ويطمئن عيش أصحابها، ووحدها النفوس المؤمنة بقَيَم واحدة، والمعتقدة بعقيدة واحدة، والمتفقة على أهداف واحدة أجدر من غيرها بثبات العلاقة ودوامها. رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "النُّفُوسُ أشكالٌ، فما تَشاكَلَ مِنها اتَّفَقَ، والناسُ إلى‏ أشكالِهِم أميَلُ"
ولذلك أكد الأسلام على ضرورة اختيار الصديق المناسب، والخليل المؤالف، قال الإمام أمير المؤمنين: "الصاحِبُ كالرُّقعَةِ فَاتَّخِذْهُ مُشاكِلاً، الرَّفيقُ كالصَّدِيقِ فَاختَرْهُ مُوافِقاً".
واشترط أن يكون الزوج كفؤاً لزوجه، قال تعالى: "وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"﴿221/ البقرة﴾
ورُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُم فانْكِحُوا الأكْفاءَ، وأنكِحُوا إلَيهِم" إن التأكيد على الكفاءة الإيمانية العقائدية -وهي التي تقتضي التوافق العقدي والفكري والقِيَمي- يراد منها الحرص على سلامة العلاقة الزوجية واستقرارها ودوامها.
كما دعا المسلم إلى اختيار البيئة الملائمة له للتَّوطُّن فيها، لأنه إذا أقام في بيئة غير ملائمة له ولدينه وقِيَمه فإما أن يتأثَّر بها وهذا يقضي على دينه -شيئاً فشيئاً- أو يعيش فيها في ضَنَك وضيق.
إنّ الاحتكاك المستمر بالضِدِّ، سواء كان ذلك في إطار العلاقات الإنسانية أو في البيئة الاجتماعية، يؤدي إلى توتر نفسي واضطراب داخلي، مِمّا يعكر صفوَ الحياة ويجعل من الصعب التمتع بالطمأنينة وصلاح البال.
إن طبيعة الحياة البشرية تحتاج إلى التوازن والانسجام حتى يستطيع الإنسان أن يشعر بالراحة النفسية والسعادة الحقيقية. أما مقارنة أو مخالطة أو مرافقة من يعارضك في أفكاره أو قيمه أو سلوكه فلن يُكتَب لها الدوام والاستقرار.
وهذه المقارنة أو المخالطة قد تكون على مستويات مختلفة:
المستوى النفسي: عندما يعيش الشخص مع أناس يختلفون عنه في المبادئ والقيم بشكل جذري، يشعر بصراع داخلي مستمر بين ما يؤمن به وبين ما يراه أو يسمعه أو يعيشه من حوله، هذا التناقض يسبب له الضيق والاضطراب الداخلي، ويحيل حياته جحيما لا يُطاق.
المستوى الاجتماعي: عندما يحيط الإنسان نفسه بمجتمع يتبنى قِيَماً أو سلوكيات معارضة لما يراه صَحيحاً أو مناسباً، يصعب عليه أن يتكيَّف مع هذا الواقع أو يشعر بالانسجام معه، مما يؤدي إلى شعوره بالعزلة النفسية والاجتماعية، وهذا أمر لا يناقش فيه أحد، فمن عاش في مجتمع مختلف عنه فإما أن يأتَلِف معه بالتنازل عن مبادئه وقيمه، أو يرتحل عنه.
الآثار النفسية والاجتماعية لمقارنة الضِّد:
أما الآثار النفسية: فإن العيش مع من يخالف الإنسان في القيم يؤدي إلى شعور مستمر بالقلق والتوتر، ومعلوم أن الإنسان يسعى عادة إلى الانسجام والتوافق، وعندما يجد نفسه في مواجهة مستمرة مع ما يخالفه، تؤدي إلى صراع بين ما يراه الإنسان صواباً وبين ما يواجهه في حياته اليومية من سلوكيات مخالفة، هذا الصراع يسبب شعوراً بالضيق والضياع، وقد يؤدي إلى الشك في النفس أو العقيدة التي يعتقد بها، مِمّا يزيد من شعوره بالوحدة والانعزال حتى وهو بين الناس.
وأما الآثار الاجتماعية: فإن مقارنة الضِّدِّ تؤدي في كثير من الأحيان إلى تفكك العلاقات الاجتماعية، وإذا كانت بين الشخص وقرينه خلافات جوهرية في القيم أو المعتقدات، فإن التواصل الفَعّال بينهما يصبح صعباً، مما يؤدي إلى فتور أو انقطاع في العلاقات، وضَعف الانتماء الاجتماعي، وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع النقيض.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الأحد الواقع في: 20/10/2024 الساعة (05:45)

كتابات السيد بلال وهبي

20 Oct, 02:57


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

اللهُم إِنِّا نستَعِيذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا اليَوْمِ، ونستَجِيرُ بِآياتِكَ وكِبرِيائِكَ مِنْ مَكرُوهِهِ وضُرِّهِ، دَرَأْنا عَنْ أَنفُسِنا ما نَخافُ أَذِيَّتَهُ وبَلِيَّتَهُ وآفَتَهُ، وعَنْ أَهلينا وأولادِنا وما حَوَتةُ أَيديْنا، بِلا حَوْل ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ

كتابات السيد بلال وهبي

19 Oct, 16:29


المرحلة الآن هي المرحلة التي يسميها القرآن مرحلة (صابروا)، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿200/ آل عمران﴾ ومعنى صابروا من المصابرة (من باب المفاعلة) بمعنى الصبر والثبات في مقابل صبر عدوكم وثباته، أي ليكن صبركم أكثر وأكبر وأطول من صبر عدوكم، والنصر من نصيب من يصبر أكثر.
السيد بلال وهبي

كتابات السيد بلال وهبي

19 Oct, 02:53


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَمْ يُوَفَّقْ مَنِ اسْتَحْسَنَ الْقَبيحَ وَأَعْرَضَ عَنْ قَوْلِ الْنَّصيحِ"

تحمل هذه الجوهرة الكريمة في طيّاتها معاني عميقة تتعلق بالسلوك الأخلاقي للفرد وتعامله مع النصيحة، وتشير إلى أن الشخص الذي يعتبر الأمور القبيحة حَسَنَةً ويرفض نصائح الآخرين، لن يحالفه التوفيق في حياته.
استحسان القبيح: يعني أن الشخص يقبل الأعمال السَّيئة أو القبيحة على أنها جيدة أو غير مُضِرَّة، ويبرِّر هذه الأفعال بدلاً من الاعتراف بخطئها، هذا التصرُّف يؤدي إلى الانحراف عن الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها، حيث أن الله جعل في نفوس البشر القدرة على التمييز بين الأمور الحَسَنَة والأمور القَييحة، والتمييز بين الخير والشر وبين ما يحسُنُ فِعله وما يَقبُحُ فِعلُه، وفطَرهم على طلَب الحَسَن والنفور من القبيح.

ومِمّا لا شَكَّ فيه أن قدرة الإنسان على التمييز بين الحَسَن والقبيح، والخير والشَّرِّ، وحُبِّه الأول وكراهته للثاني أمر ضرور جداً لاستقامة حياته واستقرار علاقاته وسلامة أعماله، لأن الحياة لا يمكن إلا أن تقوم على معايير واضحة يُدركها جميع البشر، تكون هي المرجعية التي تحدِّد سلوكياتهم الشخصية والاجتماعية، ومن دون ذلك تصبح الحياة خَبطَ عشواء، ولا يمكن لفرد منهم أن يتفق مع فرد آخر، أو يثق به ويطمئن إليه، فإذا كان البشر غير متفقين على حُسْن الصدق، والأمانة، والوفاء، والإخلاص، وإذا لم يكونوا متفقين على قُبح الكذب، والخيانة، ونقض العهود والوعود، فكيف لهم أن يتعاملوا مع بعضهم البعض، وكيف لهم أن يطمئن واحدهم للآخَرين، وكيف يمكنهم التمييز بين فعل وفعل، وقول وقول، وكيف يمكنهم التمييز بين الأفراد، فعلى هذا كل البشر صالحون، القاتل والقتيل، والظالم والمظلوم، والمُعتدي والمُعتَدى عليه، كلاهما صالح، بل كيف للفرد نفسه أن يعرف أنه من أهل الخير أم من أهل الشر، كيف له أن يُمَيِّز بين أفعاله وأقواله وحتى معتقداته؟! لذلك فإن الله الخالق الحكيم اللطيف بعباده، خلق البشر وزوِّدهم بالقدرة على معرفة الحَسَنِ من الأمور والتمييز بينها وبين القبيح منها، وحُبِّ الحَسَن وفِعلِه، وكراهة القَبيح واجتنابه.

عليه: فإن الذي يستحسِن القَبيح هو الذي يخرج عن الموازين التي يدركها العقل ويتفق عليها البشر، وتقوم عليها الحياة الإنسانية، ومن يكن كذلك فمن المُؤَكَّد أن يُسْلَب التوفيق.

ويُسلَبُ التوفيق ذاك الذي لا يقبل النصحية من الناصح الأمين، ولا ريب في أن إسداء النصيحة للآخَرين وقَبولها منهم أمرٌ حَسَنٌ، وعدم قبولها من الناصح الأمين قبيح، لأن الذي لا يقبلها كمن يُصِرُّ على الخطأ أو الباطل أو الضلال الذي هو عليه، ويُضَيِّع على نفسه باختيار منه فُرصة التصحيح والتزكية والتَّطَوُّر.

إن الله تعالى ذَمَّ على لسان أنبيائه ورُسُلِه الإعراض عن الناصحين وعدم قبول نُصحهم، وما يذُمُّه الله يذمُّه العقل بلا رَيب، قال تعالى: "فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ" ﴿79/ الأعراف﴾. إن الكافر لا يقبل النصيحة، لأنه وإن كان قادراً على التمييز بين الحَسَن والقَبيح من الأمور لكنه لا يرعوي عن فعل القبيح، وأقبح القُبح الكُفر بالله تعالى، فمن المؤكَّد ألّا يقبل النصيحة وألّا يُحِب الناصِحين.
فأما المؤمن فمن المُؤَكَّد أن يقبل النصيحة لأن ذلك أمرٌ حَسَنٌ بلا شَكٍّ، بل يطلبها ويبحث عنها كمن يبحث عن ضالَّته، وهذا ما دعانا إليه الله ورسوله والأئمة الأطهار (ع) وقد جاء في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "اِسْمَعوا النَّصيْحَةَ مِمَّنْ أَهْداها إلَيكُم، واعْقِلوها على‏ أنفُسِكُم"

السيد بلال وهبي
فجر يوم السبت الواقع في: 19/10/2024 الساعة (05:31)

كتابات السيد بلال وهبي

19 Oct, 02:52


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

يا دَليلَ المُتَحَيِّرينَ، يا قاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلينَ، يا مُجِيب دَعوَةِ المُضطَرِّين، اجعَلْ لَنا مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ومَخرَجاً، واجعَلنا في كَنَفِكَ وجارِكَ وعِياذِكَ وسَترِكَ، اللَّهُم إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلَاءِ، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وشَماتَةِ الْأَعْدَاءِ

كتابات السيد بلال وهبي

18 Oct, 17:43


زمن الغربلة

*في* هذه المرحلة التاريخية، وفي هذه المواجهة الوجودية سنشهد غَربلة حقيقة للناس، لأبناء الخَطِّ، وأبناء البيئة، والحُلَفاء، كثير سيُغَيِّرون خطابهم، ويستبدلون مواقفهم، كثير سينأَوْن بأنفسهم، كثير سيجلسون على التَّلِّ، من التحق بنا لمغانم شخصية سيتودَّد لأعدائنا، سيقول كثير: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، لن يبقى إلا الصادقون المخلصون الراسخون الموقنون الذين امتَحَنَ الله قلوبهم للتقوى.
هؤلاء وحدهم سَيُكملون الطريق، وبهؤلاء وحدهم سيتحقَّق النصر المُنتَظَر إن شاء الله، وهذا يتفق تماما مع سُنَنِ الله تعالى، لأن النصر الذي يريده الله أعمق وأهمُّ وأشمل من النصر الذي نطمح إليه، إن الله يريد لهذه المواجهة أن تؤَسِّسَ لانتصار دينه وقِيَمِه، وأن تكون كلمته هي العُليا وكلمة الشيطان وقَبِيْلِه هي السُّفلى، وهذا يتطلَّب أن يأتي النصر على أيدي عباده المُخلِصين.

فلا تَعجَبوا مِمّن ينسحب ويتخّلَّف، ولا تعجَبوا من نَصر تصنعه الفئة القليلة الصابرة "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ" يقولون: "كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿249/ البقرة﴾
السيد بلال وهبي

كتابات السيد بلال وهبي

18 Oct, 15:50


Channel photo updated

كتابات السيد بلال وهبي

18 Oct, 02:56


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَمْ يَأْمُرْكَ اللّهُ إِلاَّ بِحَسَنٍ، وَلَمْ يَنْهَكَ إِلاَّ عَنْ قَبيحٍ"

تعكس هذه الجوهرة الكريمة جوهر التشريع الإلهي للإنسان، فإن شريعة الله للإنسان قائمة على جلب المنفعة إليه، ودفع الضُّرِّ عنه، وبالتالي فهي مبنية على الحكمة الإلهية التي تُوجِّه الإنسان نحو الخير وتمنعه من الشر والقبح.
هذا المبدأ يرتكز على فَهم أساسي للعلاقة بين الله والإنسان، حيث أن الله تعالى بعلمه وحكمته المطلقة، يأمر بما هو حسن وصالح لمصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة، وينهى عن القبيح والشر الذي يضر بالإنسان ويفسد حياته.

مِمّا لا شكَّ فيه أن الإنسان محتاج حاجة ماسَّة إلى شريعة تُنَظِّم علاقاته الأربعة، وهي: علاقته بخالقه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بالناس، وعلاقته بالطبيعة، فكل علاقة من هذه العلاقات تحتاج إلى تنظيم وتقنين ولا يمكن أن تكون علاقة اعتباطية مرتجلة، والتجربة الإنسانية الطويلة تشهد لذلك، فإننا لو استقرأنا حال مجتمعاتها الغابرة والحاضرة، المتمدنة وغير المتمدنة، العصرية والبدائية، الكبيرة والصغيرة، فلن نعثر على مجتمع لا تنتظم علاقة أفراده فيما بينهم من دون قانون معمول به.

عليه، فإن هاهنا سؤالاً يحتاج إلى إجابة، وهو: ما دام الإنسان بحاجة إلى قانون (شريعة) فهل في مقدوره أن يُشَرِّع لعلاقاته الأربعة الآنفة الذكر قانوناً جامعاً شاملاً قادراً على تلبية حاجاته كلها؟
الإجابة على السؤال تقتضي أن نعرف ما هو الإنسان أولاً، وما هي غاية وجوده ثانياً، وما هو الطريق الذي يبلغ به تلك الغاية ثالثاً، ولا شَكَّ في أن الإنسان كائن يتشكل من بُعدَين اثنين: بُعْدٌ مادي هو جسمه، والجسم آلة له وحسب، وله حاجات مادية، وتصيبه الأمراض والأعراض، وبُعْدٌ روحِي ونفسِيٌّ، وهذا أيضاً له حاجاته وتصيبه الأمراض والأعراض، وعلى القانون (الشريعة) الذي هو حاجة للإنسان، أن يستجيب لحاجات ذلكما البُعدَين.
إن ذلك يقتضي أن يكون المُقَنِّن (المُشَرِّع) مُتَّصِفاً بالتالي:
• أن يكون عالِماً عِلماً تفصيلياً تاماً ببُعدَي الإنسان المادي والروحي والنفسي، وعالماً علماً تفصيلياً تاماً بحاجات البُعدَين وأمراضهما وأعراضهما.
• أن يكون عالِماً عِلماً تفصيلياً بالمصلحة الحقيقية للإنسان في بُعدَيه، وبما ينفعه وما يضُرُّه حقيقة.
• أن يكون محيطاً بغاية وجود الإنسان، وبالطريق الذي يبلغ به تلك الغاية، وبالمعوِّقات التي تعيق بلوغه إليها.

ومِمّا لا شَكَّ فيه أن هذه الشروط الثلاثة غير متوفِّرة في الإنسان مهما بلغ من العلم ومهما تقدم في المعرفة، يدل على ذلك أن عمر البشرية الحاضرة بلغ آلافاً من السنين، وقد جرَّبت طول تاريخها قوانين ودساتير وشرائع، ولم تتمكن من العثور على القانون الأكمل الذي يستجيب لمختلف حاجات الإنسان، ناهيك عن اختلاف القوانين بين أمة وأمة، وشعب وشعب، وجماعة وجماعة، فضلاً عن ذلك فإن الإنسان ما زال إلى اليوم يتعرَّف على البُعدَين المادي والروحي للإنسان، ولم يزل الخلاف في اختيار القانون الأسلم له ناشباً بين المشَرِّعين على امتداد المَعمورة حتى السَّاعة، ناهيك عن اختلاف البشر أنفسهم في نظرتهم إلى وجودهم، وغاية وجودهم، ونظرتهم إلى الحياة هل هي مدَّة وتنتهي، أم تعقبها حياة أخرى.
لذلك نحن نعتقد أن الله تعالى وحده الذي يحق له أن يُشرِّع للإنسان، لأنه هو الذي خلق الإنسان وسَوَّاه وركَّبه من ذلكما البُعدين وجعل لوجوده غاية يجب أن يبلغها. أضف إلى أنه تعالى مستغنٍ عن الإنسان وعندما يُشَرِّع له لا يهدف من ذلك إلى جلب منفعة له (الله) أو دفع ضرر عنه، وهو عليم حكيم يُشرِّع للإنسان بعلم تامٍ وحِكمة بالِغة.

لذلك لا يأمر الله تعالى الإنسان إلا هو حَسَنٌ، والحَسَنُ هو ما حَسَّنه العقل، وهو كل ما يعود على الإنسان بالفائدة في الدنيا والآخرة. وتشمل هذه الأوامر العبادات والأخلاق الحميدة والمعاملات الحسنة.

ولا ينهى الله الإنسان إلا قبيح، والقَبيح هو ما قَبَّحه العقل، وهو يشمل كل ما يؤدي إلى الضرر والفساد، سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو الاجتماعية أو في السلوك الأخلاقي والديني. الله ينهي عن الأمور التي تؤدي إلى الظلم، الفساد، والابتعاد عن طريقه المستقيم، وهو طريق الحق.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الجمعة الواقع في: 18/10/2024 الساعة (05:40)

كتابات السيد بلال وهبي

18 Oct, 02:54


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

مِمّا أوصى به رسول الله (ص) عَلِياً (ع) أنه قال: "أمانٌ لِاُمَّتي مِنَ الهَمِّ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ، لا مَلجَأَ ولا مَنجى مِنَ اللّهِ إلّا إلَیهِ"

كتابات السيد بلال وهبي

17 Oct, 17:37


هذه الحرب صعبة وغير مسبوقة لناحية اتساع رقعتها، وأهدافها، والسكوت العالمي المريع، والدعم غير محدود، والإمعان في القتل والتدمير، وعدد السعداء، ونوعيتهم، وكونها بلا أُفُق واضح. وهذا جانب مُظلم بلا شَكّ.

في هذا الجانب نحن الناس ليس أمامنا خيار إلا أن نصبر، ونثبت، ونتعاون، ونتكافل، ونضع خلافاتنا الأسرية، والاجتماعية، والوطنية جانباً، ونُعَمِّق صِلاتنا الإنسانية والاجتماعية والوطنية.

هناك جانب إيجابي لهذه المِحنَة، والمِحنُ ليست سلبية بالمطلق، فإن الشَّرَّ يحمل في طَيَّاته الخير دائماً، لكننا نحن البشر لأننا نقصر نظرنا على ظاهر الأمور، ولأننا نقصره أيضاً على اللحظة الراهِنة فإننا لا نرى الخير، إلا مَن أوتِيَ حظّاً من البصيرة واليَقين، وفهم عميق لسُنَنِ الله الجارية. فهذا يدرك الخير الذي ينمو -شيئاً فشيئاً- في باطن الشَّرِّ، ويدرك أن الكلمة العليا هي لله، وأن الجَولة النهائية هي للحق الذي يقذف الله به الباطل فيدمغه فإذا هو زاهِق.

الجانب الإيجابي في هذه المِحنة يتمثَّل في اكتشافنا أنفسنا، أنفسنا التي لهونا عنها كثيراً في زحمة الحياة وصخبها، نحن الآن نكتشف معدنها الحقيقي.

ويتمثَّل في اكتشاف إنسانيتنا، هل نحن بشر حقيقيون، هل مشاعرنا الإنسانية لم تزل على صفائها ونقائها حين وُلِدنا في هذه الحياة؟.

ويتمثَّل في اكتشاف مدى قُدرتنا على العفو، والصفح، والتجاوز، والتغافل، والاهتمام بما هو أولى وأهم.

ويتمثَّل في اكتشاف قدرتنا على اتخاذ الموقف الملائم، هل نُؤَيِّد القاتل ونعينه على المقتول المظلوم، أم نؤيد المظلوم ونٌعينه على الظالم ولو بالكلمة، أو الدعاء والرجاء، أم نقف على التَّلِّ ولسان حالنا (يصطفلوا، بالعامية اللبنانية) ؟

ويتمثَّل في اكتشاف قدرتنا على الصبر والثبات، مهما عَظُمَت المِحَنُ والنوازِل.

ويتمثَّل في اكتشاف هل أننا أهل بصيرة، أم سطحيون نميل مع كل ريح. ويتمثل في اكتشاف حقيقة إيماننا، هل إيماننا بالله ووعوده مستقر أم مستودع، هل حقاً نُحسِنُ الظَّنَّ بالله، هل نتوكَل عليه حقيقة، هل نفوِّض أمورَنا إليه، هل نحن راضون عنه، هل نلجأ إليه بقلوب ملؤها اليقين بأنه الواحد القَهَّار؟!
هذه المِحنة فُسحَة للعودة إلى الذات لاكتشافها من جديد، لمعرفة جوانب الضَّعف والقُوَّة فيها، وفُسحة لإعادة صياغتها من جديد، ورسم مصائرنا كما ينبغي.
فتعالوا يا أخوتي إلى أن نعيد أنفسنا إلى الفطرة التي فطرها الله عليها، ونعمل على تعميق علاقتنا بالله، ونُقبل عليه بالدعاء والاستغاثة والاستنصار به، لأننا إن لم نرجع إليه في هذه المِحنَة فمتى نرجع، وإن لم نستغث به الآن فمتى نستغيث،؟! ولنتأسَّ بأولئك الموقنين الأوائل الذين وصفهم الله لنا بقوله الكريم: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿172﴾ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿174﴾ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿175/ آل عمران﴾
السيد بلال وهبي

كتابات السيد بلال وهبي

17 Oct, 02:54


المحصِّلة التي نخرج بها مِمّا سبق: أن الله تعالى يجعل لكل عصرٍ دليلاً قائماً يُلزِم الناس باتباعه، هذه الحجة تكون دليلاً واضحاً، لا يمكن دفعه أو إنكاره. وهذا يشمل الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية الناس، وآخرهم النبي محمد صلى الله عليه وآله، وكذلك الأئمة المعصومين بعده.
وأن الله تعالى يقصُدُ لهم الطريق: "وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ..."﴿9/ النحل﴾ وهو الذي عبَّر عنه الإمام (ع) بالمَحَجَّة القائمة، والتي تعني الطريق الواضح أو السبيل البَيِّن، وهي تشير إلى طريق الهداية الذي يكون قائماً ومستمراً بين الناس، فلا يمكن أن تضل الأمة أو تنحرف طالما أن هذا الطريق القائم يظل متاحاً، يشمل هذا الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وتعاليم الأئمة المعصومين الذين يسيرون بالناس إلى الصراط المستقيم.
السيد بلال وهبي
فجر يوم الخميس الواقع في: 17/10/2024 الساعة (05:40)

كتابات السيد بلال وهبي

17 Oct, 02:54


💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَمْ يُخْلِ اللّهُ سُبْحانَهُ عِبادَهُ مِنْ حُجَّةٍ لازِمَةٍ أَوْ مَحَجَّةٍ قائِمَةٍ"
تشير هذه الجوهرة الكريمة إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يترك عبادَه دون أن يرسل إليهم حُجَّة أو دليلاَ هادياً يهديهم إلى الحق وصراطه المستقيم، يعرّفهم عليه وعلى دينه وشريعته، وما يريده منهم، فالله تعالى دائماً ما ينصِبُ للناس منارات ودلائل يقيم بها الحُجَّة عليهم ويهديهم إلى الطريق القويم، سواء كان ذلك عبر الأنبياء والرَّسُل، أو الأوصياء المعصومين الذين يخلُفون الرُّسل، أو الكتب السَّماوية، أو غيرها من وسائل الهداية من فِطرة سليمة، وعقل، وأزمات موقِظة.
مِما لا شَكَّ فيه أن البشر بحاجة ماسَّة إلى هداية الله تعالى لهم وذلك بالتقريب التالي:
إن الله تعالى الذي خلق البشر هو حكيم بلا أدنى شك، وحكمته تعالى تتجلَّى في جميع خلقه، فإن أدنى قراءة جادّة وواعية لِما خلق الله تعالى توصِلنا إلى أنه تعالى لم يخلق مخلوقاً إلا وقد خلقه لغاية -طبعا الغاية ترجع إلى المخلوق لا الخالق- فلو أخذنا الجسم البشري مثالاً فإننا نجد أن كل عضو فيه قد خُلِق لغاية ولدور يؤديه، وهو في موقعه الملائم من الجسم، وشكله الملائم، وحجمه الملائم، وهو بعد ذلك متضافر متوائم مع بقية الأعضاء، إن هذا يدلُّنا بشكل قاطع على أن الجسم كله له غاية، وهذا الجسم بدوره يخدم الإنسان الذي هو عبارة عن الروح والنفس والعقل، ومعلوم أن الإنسان مخلوق هادف، بمعنى أن له غايات يسعى إليها طول حياته بل حتى بعد مَماته، إن ذلك يكشف كشفاً قطعياً عن أن الله الحكيم قد خلقه لغاية، ولم يكن خلقُه عَبثياً، فضلاً عن أن اله تعالى لا يكون منه عبَثٌ أبداً، سبحانه، كما أن ذلك يكشف عن احتياج الإنسان إلى أن يهديه الله لى تلك الغاية، وإلا كان خلق الإنسان عبثياً، إذ كيف يخلقه الله لغاية، ويعلم الله أن الإنسان لا يمكنه أن يبلغ تلك الغاية بذاته ودون هداية منه، ثم يهمله من هدايته؟! ولما كان الله تعالى حكيماً عليماً بحاجة الإنسان إلى الهداية فلا يمكن أن يهمله في هذا الشأن.
من جانب آخر، فإنّ عَقل الاِنسان، وإنْ كان مؤثِّراً ومُفيداً في سلوكه طريقَ الكمال، إلا أنّه غيرُ كافٍ لذلك، ولو اكتُفيَ في هداية الاِنسان بالعقل وحده لما عَرفَ الاِنسان طريقَ الكمال بشكل كامل قَطُّ، فإنّ الإنسان يريد أن يَعْلَم من أين جاء؟ ولماذا جاءَ؟ وإلى أين يذهب؟ والعقل لا يقدر وحدَه على إعطاء الإجابات الصحيحة الكافية على كلّ هذه الأسئلة، فعلى الرغم من كل ما أحرزته البشرية المعاصرة من التقدّم والرقيّ في ميادين العلم لا تزال هذه الأسئلة تراود أذهان البشر، وهي أسئلة مصيرية يتوقف عليها مصير الإنسان، وعلى ضوء الإجابة عنها يفهم معنى وجوده، ويحدِّد شكل حياته وعلاقاته وسلوكياته.
كما أن عجز العَقل والعلم البشريَّين وقصورهما، لا ينحصر في مجال قضايا المبدأ والمعاد، بل إن الاِنسان لم يتمكّن إلى الآن من أن يختار الطريقَ الصحيحَ في كثير من مجالات الحياة أيضاً، يدل على ذلك اختلاف الرُّؤى والنظريات البشريّة في قضايا الاقتصاد، والاَخلاق، والأسرة، وفهم النفس البشرية، وغير ذلك من مناحي الحياة ومجالاتها.

وعليه: فإن اللُّطف الإلهي وحكمته يقتضيان أن يواكب الله الإنسان بالهداية وأن يبعث إليه الأنبيااء والرُّسل، وأن ينصِب له الحُجَج ظاهرة كانت أم مغمورة، ومحال بمقتضى لطف الله وحكمته وعدله ورحمته أن يترك الإنسان هَمَلاً، قال تعالى: "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى" ﴿36/ القيامة﴾. فكما أنه تعالى هدى الإنسان من لدن أن كان مَنِيّاً يُمْنى، ثم حين صار علَقة، فمضغة، فعظاماً هداه تكوينياً في أطوار تكامله وهو جنين في رحم أمه، كذلك يهديه في الحياة الدنيا، وهذا ما أخذه الله تعالى على نفسه بمقتضى لطفه وحكمته ورحمته أن يهدي الإنسان إلى ما لا يقْدِر على معرفته بذاته قال تعالى: "إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ" ﴿12/ الليل﴾. وقال سبحانه: "رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" ﴿165/ النساء﴾ ولو فُرِض أن الله تعالى لم يهدِ الإنسان –وفرض المحال ليس محالاً- لكان للإنسان أن يحتجَّ على الله تعالى أنه أهمله وتركه وشأنه مع علمه أنه قاصر عن إدراك ذلك، ومعه سيكون مصيره الهلاك، قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ" ﴿134/ طه﴾.

كتابات السيد بلال وهبي

17 Oct, 02:52


﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

"اَللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ اَلَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْنُفْنَا بِرُكْنِكَ اَلَّذِي لَا يُرَامُ، وَارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا، وَلَا تُهْلِكُنَا وَأَنْتَ اَلرَّجَاءُ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ"

كتابات السيد بلال وهبي

16 Oct, 16:55


كُلَّما اشتَدَّت الكُروب وعَظُمَت الخُطوب كان ذلك إيذاناً بأمرين اثنين: قرب الفرج، وإنزال الله ملائكته مُسوِّمين.

وكُلَّما اشتَدَّت الكُروب وعَظُمَت الخُطوب تغربل المؤمنون أنفسهم، بين من يمسك بيقينه بالله، ومن يهتّزُّ يقينه، ويتقلقل إيمانه.

لا قيمة للفرج إن لم يكن ضِيق وكَرب، ولا قيمة للنصر إن لم تسبقه تضحيات جِسام، إن الله يريدنا أن نبذل أقصى ما نستطيع، ولا يكلفنا أكثر من ذلك، وحين نعجز عن المزيد يغيثنا الله بعد أن نستغيث به وحده، ونتكل عليه وحده، ولا نستغيث بدول أو جماعات، ليُعَلِّمنا أن النصر من عنده وحده، وبهذا نكون قد بلغنا التّوحيد العملي، بحيث نوقِنُ أن لا مؤَثِّرَ في الوجود إلا اللهُ تعالى

وبهذا أيضاً يصنعنا الله تعالى على عينه، الأزمات والابتلاءات غايتها أن تعيدنا إلى الله، أن نعرف أن لا ملجأ لنا إلا هو، وأن لا كافل لنا إلا هو، وأن لا مُعين لنا إلا هو.
وعليه: فالمطلوب الآن: أن نرجع إلى الله، أن نستغفره ونتوب إليه، أن نُصلِحَ أنفسنا لِيُصلِح الله حالَنا وبالَنا.
السيد بلال وهبي

كتابات السيد بلال وهبي

16 Oct, 16:54


كُلَّما اشتَدَّت الكُروب وعَظُمَت الخُطوب كان ذلك إيذاناً بأمرين اثنين: قرب الفرج، وإنزال الله ملائكته مُسوِّمين.

وكُلَّما اشتَدَّت الكُروب وعَظُمَت الخُطوب تغربل المؤمنون أنفسهم، بين من يمسك بيقينه بالله، ومن يهتّزُّ يقينه، ويتقلقل إيمانه.

لا قيمة للفرج إن لم يكن ضِيق وكَرب، ولا قيمة للنصر إن لم تسبقه تضحيات جِسام، إن الله يريدنا أن نبذل أقصى ما نستطيع، ولا يكلفنا أكثر من ذلك، وحين نعجز عن المزيد يغيثنا الله بعد أن نستغيث به وحده، ونتكل عليه وحده، ولا نستغيث بدول أو جماعات، ليُعَلِّمنا أن النصر من عنده وحده، وبهذا نكون قد بلغنا التّوحيد العملي، بحيث نوقِنُ أن لا مؤَثِّرَ في الوجود إلا اللهُ تعالى

وبهذا أيضاً يصنعنا الله تعالى على عينه، الأزمات والابتلاءات غايتها أن تعيدنا إلى الله، أن نعرف أن لا ملجأ لنا إلا هو، وأن لا كافل لنا إلا هو، وأن لا مُعين لنا إلا هو.
وعليه: فالمطلوب الآن: أن نرجع إلى الله، أن نستغفره ونتوب إليه، أن نُصلِحَ أنفسنا لِيُصلِح الله حالَنا وبالَنا.
السيد بلال وهبي