🌺 #الحديث_الثاني_والأربعون
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ:
🍃{قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ , لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأََتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً}. 🍃
رواهُ التِّرْمِذيُّ , وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيح.
📚 #شرح_الحديث
⭐هذا حديث قدسي
🌀 قوله: "مَا دَعَوتَنِي"
💦"مَا دَعَوتَنِيْ" الدعاء ينقسم إلى قسمين:
1⃣دعاء مسألة
2⃣ودعاء عبادة.
🔦 فدعاء المسألة أن تقول: يا رب اغفر لي. ودعاء العبادة أن تصلي لله فنحتاج الآن إلى دليل على أن العبادة تسمّى دعاءً؟
📁الدليل:
قول الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)
↩️ فقال:(ادْعُونِي) ثم قال:
📎 (يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي)
🔊 فسمى الدعاء عبادة، وقد جاء في الحديث:
🍃 "أَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ العِبَادَةُ"
📌 لأن داعي الله متذلل لله عزّ وجل منكسر له، قد عرف قدر نفسه،وأنه لايملك لها نفعًا و لا ضرًّا.
📎أما كيف كانت العبادة دعاءً:
🎐فلأن المتعبّد لله داعٍ بلسان الحال، فلو سألت المصلي لماذا صلى لقال: أرجو ثواب الله، إذًا فهو داع بلسان الحال،
⬅️وعليه فيكون قوله: "مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِي" يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة، ولكن لاحظ القيد في قوله:
🔹🔹"وَرَجَوتَنِيْ" فلابد من هذا القيد، ⬅ أي أن تكون داعيًا لله راجيًا إجابته، وأما أن تدعو الله بقلب غافل فأنت بعيد من الإجابة، فلابد من الدعاء والرجاء.
🔹🔹وقوله: "غَفَرْتُ لَكَ" المغفرة: هي ستر الذّنب والتجاوز عنه
🔹🔹 "عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ" أي على ما كان منك من الذنوب والتقصير.
↩️ "وَلاَ أُبَالِي"
📌أي لا أهتم بذلك.
🔹🔹"يَا ابْنَ آدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ" المراد بقوله: "عَنَانَ السَّمَاء" أي أعلى السماء
🔹🔹 "ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِيْ" أي طلبت مني المغفرة
⬅ سواء قلت: أستغفر الله
⬅ أو قلت: اللهم اغفر لي.
🔹🔹غفرت لك
📁 لكن لابد من حضور القلب واستحضار الفقر إلى الله عزّ وجل.
🔹🔹 "يَا ابنَ آدَمَ إنِّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خطَايَا ثُمَّ لَقِيْتَني لاتُشْرِك بِيْ شَيْئًَا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً"
💦قوله: "لَوْ أَتَيْتَنِيْ" أي جئتني بعد الموت.
💦"بِقُرَابِ الأَرْضِ" أي مايقاربها، إما ملئًا،أو ثقلًا، أو حجمًا، خَطَايا جمع خطيئة وهي الذنوب،
💦"ثُمَّ لَقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِكُ بِي شَيْئًا"
📝قوله: "شيئًا" أي لا شركًا أصغر ولا أكبر، وهذا قيد عظيم قد يتهاون به الإنسان ويقول: أنا غير مشرك وهو لايدري،
🎐فحُبُّ المال الذي يلهي عن طاعة الله، من الإشراك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ ،تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيْصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيْلَةِ"
🍃 فسمّى النبي صلى الله عليه وسلم من كان هذا همّه: عبدًا لها.
💦"لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً" وهذا لاشكّ من نعمة الله وفضله، بأن يأتي الإنسان ربه بملء الأرض خطايا ثم يأتيه عزّ وجل بقربها مغفرة، وإلا فمقتضى العدل أن يعاقبه على الخطايا، لكنه جل وعلا يقول بالعدل ويعطي الفضل.