قناة أكاديمية المنهاج العامة

بضعفائكم!

«إن ما يتحقق للأمة من مصالح وما يتنزل عليها من ألطاف الله -تبارك وتعالى- لا يحصل بمجرد حذق ومهارة الماهرين، وإنما بهؤلاء الضعفاء من الخاملين المساكين الذين لا شأن لهم في نظر كثير من الناس، هؤلاء الذين لا يكون ضعفهم اختياريًّا -بمعنى يركنون إلى الكسل، فهذا مذموم، وهذا من أسباب ضعف الأمة-، وإنما من كان ضعيفًا فلم يعطه الله عز وجل قوة، ففيه ضعف في خلقته، فيه ضعف في رأيه، فيه ضعف في عقله، مسكين من هؤلاء المساكين، فمثل هؤلاء يكونون من أسباب قوة الأمة وتمكينها، وسببًا للرزق وسببًا أيضاً للنصر.
فلا يحقر الإنسان هؤلاء ويعرف قدرهم، وأن هؤلاء قد يكونون عند الله عز وجل بمنزلة، فيتواضع لهم، ويوفي حقوقهم، ويدنيهم ويقربهم ويحبهم ويُكْبرهم»..


[شرح رياض الصالحين، د. خالد السبت]

من الآلامِ المحمودة التي يجب أن نُربّي ذواتنا وبنينا وإخواننا بها؛ الشّعور بآلام المسلمين،
والامتثال بحديث رسول الله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»
فتئنُّ سوريّا وتئنّ أرواحنا مرّتين، وتبكي فلسطين فتمطرُ أعيننا أسًى لبكاءها، وتتجرّعُ المرّ لبنان فنُحسُّ بالآلام في أضلعنا..
ويبكي مُسلمًا في مغاربِ الأرض، فنبكي عليهِ من مشارقها، لأنّ نبضات قلبه تمجّدُ الله؛ لذلك ارتبطَ حسّه بحسِّنا..
وهذا نحن بني الإسلام؛ على حقيقتنا؛ لا كما زيّفنا من زيّفنا، وفرّقنا من فرّقنا.
هذهِ آلامٌ واجبة غفِلنا عنها؛ وعلينا أن نجدّدها ونعيشها في صدورنا لا أن نتهرب منها..
وننتظر الفرج؛ ونطلبه من الله ونترقّب بزوغ شمسه علينا كأمّة.
ونكون ممن عملَ للنصر وحظيَ بلذّته، لا ممن كان سببًا في إبطاءِه.

لا تجعلوا بيوتكم قبوراً !

«صلاة النافلة في البيت أفضل، والنبي ﷺ كان يعلم أن الصلاة تضاعف في مسجده -عليه الصلاة والسلام- ومع هذا كان يصلي في بيته، هذه هي السنة، وهدي النبي ﷺ أكمل.
ولكن من عرف من نفسه من المصلين: أنه إن صلاها في البيت أن ذلك يضيع عليه، وأنها تفوت، وأنه ينشغل عنها، ويسوف ويفرط، فإنه يصليها في المسجد».


[شرح رياض الصالحين، د. خالد السبت]

الأفضل أن تُصلى النوافل في البيت... من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة بن عثيمين رحمه الله

من ثمرات التقرّب إلى الله بالنوافل... شرح رياض الصالحين العلامة ابن عثيمين رحمه الله

‏نصيحة جوهرية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله:

✍ على العاقل أن يكثر من النوافل ما دام في حال الصّحة لأن جميع النوافل التي يعملها في صحته إذا مرض وعجز عنها كتبت له كاملة كأنه يفعلها.

📚【 الشرح الممتع  ( ٤ / ٨٠ ) 】

فضيلة التقرّب لله تعالى بالنوافل.. شرح رياض الصالحين العلامة بن عثيمين رحمه الله

اللهم حبَّك ..

«واعلم أنَّ محبة الله إذا تمكَّنت من القلب ظهرت آثـارها على الجوارح من الجدِّ في طاعته والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته، والتلذُّذ بمناجاته، والرِّضا بقضائه، والشَّوق إلى لقائه، والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من النَّاس، والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيـا من القلب، ومحبَّة كل من يحبُّه الله، وإيثاره على كلِّ من سواه».

تفسير ابن جزي (١٠٦/١)

قد يتذوق الإنسان حقيقة السعادة وأنس القلب بالله، وامتلائه به عمَّن سواه مدة من الزمان قد اجتهد فيها بالطاعة وإزالة ما يكون في قلبه من التعلق بالدنيا وما فيها؛ فيعاهد نفسه حينذاك ألا يتنزل عن مقامه هذا، وأن يبقى فيه دائمًا أبدًا؛ لشدة ما يلقاه من نعيم وسعادة وجدانية، وما إن تمر الأيام إلا وتلهيه الدنيا وزخرفها عن حقيقة سعادته؛ فينساها، ويفقد ما كان في صدره من سعادة وانشراح، وأنسٍ ورضا، ويبقى في شقاء وتخبط، وحزن وكدر بين هموم الحياة ومشكلاتها.

أحيانًا نكون بحاجة إلى تذكير أنفسنا بحقيقة السعادة، حتى لا ننسى؛ فتغرق نفوسنا في أبحر الأحزان

"الشوق إلى الله تعالى ينبع من المحبة، فإن محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح من الجدّ في طاعته والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته والتلذذ بمناجاته، والرضا بقضائه، والشوق إلى لقائه والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من الناس، والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيا من القلب، ومحبة كل من يحبه الله وإيثاره على كل من سواه " انتهى من "التسهيل"  لابن جزي (1/ 106).

ويقول ابن القيم-رحمه الله تعالى- : " الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته، الجامعة لمعرفته، والإنابة إليه، ومحبته، والإخلاص له، فبذكره تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وبرؤيته في الآخرة تَقَرُّ عيونهم، ويتم نعيمهم، فلا يعطيهم في الآخرة شيئًا هو أحب إليهم ولا أقرُّ لعيونهم ولا أنعم لقلوبهم من النظر إليه، وسماع كلامه منه بلا واسطة، ولم يُعطِهم في الدنيا شيئًا خيرًا لهم، ولا أحبَّ إليهم، ولا أقرَّ لعيونهم من الإيمان به، ومحبته، والشوقِ إلى لقائه، والأُنْسِ بقربه، والتنعُّم بذِكْره.

قال ابن القيم : " ثم الشوق، وهو سفر القلب إلى المحبوب أحث السفر، وقال بعض أهل البصائر في قوله تعالى: من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت [العنكبوت: 5]:
لما علم الله سبحانه شدة شوق أوليائه إلى لقائه، وأن قلوبهم لا تهدأ دون لقائه، ضرب لهم أجلا وموعدا للقاء تسكن نفوسهم به.

تختلف طرق التعامل مع القرآن بين الناس إلى طرق كثيرة فمنهم من يتلقى آياته للأنس ومنهم من يتلقاها للتعبد ومنهم من يتلقى تطلبا للأجر، ولكن الرابح الأول والفائز الأكبر من هذا الكتاب الكريم هو من يتلقاه على أنه خطاب رب العالمين له، وعلى أنه منهجاً يشمل كل جوانب حياته، فيأخذه أخذ المستهدي المستبصر لما فيه من نور وهدايات والمتخلق بما فيه من ضبط للسلوك والمستنير بما فيه من علوم وأجلها ما يتعلق بالتعرف على الخالق العظيم.
فهو بأخذه حق الأخذ يُحصّل جميع المطالب من أجر وأنس وتعبد مع ما يحصله من هداية وزكاء، ويكون محققا لمقصده الذي لأجله نزل.
﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِی مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِیمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورࣰا نَّهۡدِی بِهِۦ مَن نَّشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾

‏﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾ :

قال القرطبي - رحمه الله - :

" وسماه روحًا لأن فيه حياة مِن موت الجهل ..، وكان مالك بن دينار يقول : يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض ".

• الجامع لأحكام القرآن (٥٥/١٦)

✍ كتب : الشيخ شريف طه.. مدرس مادة القضايا المنهجية بأكاديمية المنهاج والباحث بمركز سلف للبحوث والدراسات بمكة المكرمة

النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والقرون الثلاثة الخيرية، لم يحتفلوا بمولده، بأي صورة من الصور، فلم يثبت عنهم بدليل صحيح ولا ضعيف، أنهم اجتمعوا في يوم الثاني عشر من ربيع الأول ولا غيره من الأيام، لقراءة شيء، أو لذكر، أو لإطعام طعام او الاحتفال بهذا اليوم، وجعله عيدًا من الأعياد.

والمخالف يقر بهذا، ويقول بأن الاحتفال به بدأ في القرن الرابع، قال الحافظ السخاوي في فتاويه:”عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد”.

وهو إقرار منه أنه لم يحدث في القرون الخيرية، وإنما حدث بعد ذلك، والذي أحدثه هم العبيديون الزنادقة المسمون زورًا بالفاطميين، أحدثوه وأحدثوا معه عددًا من الأعياد البدعية الكثيرة؛ ليستميلوا المسلمين لمذهبهم الباطل، بهذه الاحتفالات وما يحدث فيها من لعب ولهو ورقص وطبل وزمر وطعام وشراب.

ولا شك أنه محدَث مبتدع لم يفعله السلف الصالح ولا الأئمة، بل فعله أهل البدع والجهل بدين الإسلام.

من أجّل العبادات صوم ‏الأيام البيض :
ومن فضائل صوم أيام النوافل، أنه يذهب وحر الصدور، أي: يزيل ما بها من الغش والحقد، والغيظ والنفاق وشدة الغضب، أي: أنه يعالج كبائر ذنوب القلب، وفي ذلك جاء
قول النبي ﷺ : (أفلا أخبركم بما يذهب وحر الصدر؟ قالوا: بلى، قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر). صحيح النسائي
، ومن الفضائل قال النبي ﷺ : (من صام من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صيام الدهر). فأنزل ﷲ تصديق ذلك في كتابه ﴿مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها﴾ اليوم بعشرة أيام. وقال سعيد بن جبير : من صام رمضان وثلاثة أيام من كل شهر دخل في قوله ﴿والصّائِمينَ والصّائِماتِ﴾ 🪴

📖 أهمّية الخلوة لحامل القرآن:

- الإنجاز الحقيقي الذي يُغرس في هذه الأرض وتتضح آثاره بعد فترة من الزمن؛ هي أعمال الخلوات، كل شيء بعيد عن ملاحظة الأعيُن ثماره باقية، الخلوة مع الله شأنها عظيم بترتيب الفوضى التي يشعر بها المؤمن، فلا بد لحامل القُرآن أن تكون له عناية خاصّة بمسألة الخلوة بين الحين والآخر، يُعالج بها لوث قلبه وما حلّ عليه من آثام، فالقلب كالاسفنج يتشرّب كل ما يحلّ عليه من واردات سمعيّة وبصرية، ومن شأن الخلوة مع الله؛ أنّها تزكّي النّفس وتُعيد ترتيبها من أمور كثيرة!

فإذا حبّب الله إليك الخلوة بالقرآن؛ فاغتنم هذه اللحظة بكل ما أوتيت واعلم أنّ الخلوة بكلامهِ من أعظم سبل الهداية والثبات؛ حتى في فعل الطاعات إذا فُتح لك باب من أبوابها فبادر إليها.. لا تؤجّل هذه الغنيمة، وقل مثلما قال موسى: {وعجلت إليك ربّ لترضى}.

لا أُريد أن أُكثر عليك ولكن سأهمس لك بشيء :
💡أنت نتاج علاقتك مع الله، العلاقة مع الله هي العلاقة الوحيدة التي إن بنيتها بخلوة صالحة وسريرة صادقة كنت فائزًا بها في دينك ودنياك!

⭐️ شذرات من الحياة ⭐️

في ميزان الأعمال تبقى أعمال الخلوات أثقلها وزنًا وأعمقها تأثيرًا ؛ فمعاصي الخلوات بداية الانتكاسة التي تنسف الإيمان لأنَّ بها استهانةً بنظر الله تعالى ، وعبادة الخلوات زاد روحي ، ووتد للثبات ، لما فيها من تعظيم للخالق جل وعلا ظاهراً وباطناً ؛ ولذا فإن من أحب الخلوة في طاعة ربه ؛ فقد تعلق بعمود الإخلاص ، واستمسك بركن كبير من أبواب الصدق مع الله ... ومن ملك نفسه والهوى في خلوته، ملّكه الله طيب علانيته؛
فالخلوات رسل صدق في العالمين ..!