فيجيبه شيءٌ آخر بداخله بصوت أقرب للهمس: لعلك قصَّرتَ في السعي.
فيحترق وجعـًا ويقول: ولكنني بذلتُ حتى أُرهقت.
فيعاود الصوتُ القادم من داخله قائلًا: لعلَّ الذي تطلبه ليس لك.
فيسألُ مرة آخرى بنبرة أقرب إلى الدهشة: ألستُ أطلبُ ربي القادر، المعطي، القوي!
فيُجيبه صوته الداخلي فيقول: أليسَ الله يعلمُ ما يصلح مما لا يصلحُ لك أكثر منك!
فيأخذُ نزعة من روحه ثم يسأل: ولكنني فعلتُ كذا فلم أنجح، وأغلقت أمامي الحياة من كذا، وقال عني الناس كذا، ومن كل الأمور أعاني، لا شيء لم يصفعني، لا شيء تركني سليمًا معافى، أين أنا من كل الناس المعافين، ولماذا أنا بالذات من أعاني؟
ثم يأخذُ مع كله غفوة من جحيم هذه الويلات التي جمّعها خياله، فيستفيق على قرع يقينه الداخلي وقد فَتح له مغاليق أسئلته وحَيرته.
فيقول له: إن كنت تعاني وأنت صالح فإن الله لا يحبس عنك مطالبك إلا لأنك الآن في قاعة الابتلاء؛ فيبتليك بالصبر، ويبتليك بالمنع، ويبتليك بالتأخير، ويبتليك بالحَيرة، ويبتليك بقلة الحيلة. واللهُ لا يبتلي أحدًا إلا لأنه يُحبه، فقل الحمد لله على هذا التواصل الخاص.💭💜
#Ab_As..