❍ ﻗَﺎﻝَ الحَافِظُ ابْنُ حِبَّاَنٍ البُسْتِيُّ فِي (صَحِيْحِهِ) :
(أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَا أَمِيرُهُمْ ، حَتَّى نَزَلْنَا الإِسْكَنْدَرِيَّةَ ، فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمُ : اخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلًا يُكَلِّمُنِي وَأُكَلِّمُهُ ، فَقُلْتُ : لَا يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي ، فَخَرَجْتُ وَمَعِي تُرْجُمَانِي وَمَعَهُ تُرْجُمَانَهُ حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرٌ ، فَقَالَ : مَا أَنْتُمْ؟ فَقُلْتُ : إِنَّا نَحْنُ الْعَرَبُ ، وَنَحْنُ أَهْلُ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ اللهِ ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا ، وَأَشَدَّهُمْ عَيْشًا ، نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ، وَيَغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ بِأَشَدِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ ، حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بِأَعْظَمِنَا ـ يَوْمَئِذٍ ـ شَرَفًا ، وَلَا أَكْثَرَنَا مَالًا ، وَقَالَ : أَنَا رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ ، يَأْمُرُنَا بِمَا لَا نَعْرِفُ ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا ، فَكَذَّبْنَاهُ وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ ، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا ، فَقَالُوا : نَحْنُ نُصَدِّقُكَ ، وَنُؤْمِنُ بِكَ ، وَنَتَّبِعُكَ ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ، وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ ، فَقَاتَلْنَاهُ ، فَقَتَلْنَا ، وَظَهَرَ عَلَيْنَا ، وَغَلَبَنَا ، وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهِمْ ، فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا جَاءَكُمْ حَتَّى يُشْرِكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ ، فَضَحِكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ ، قَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ ، فَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِينَا مُلُوكٌ ، فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ بِأَهْوَائِهِمْ ، وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ ، فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبْتُمُوهُ ، وَلَمْ يُشَارِكْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا ، وَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ فَخَلَّى بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا ، وَلَا أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : فَمَا كَلَّمْتُ رَجُلًا قَطُّ أَمْكَرَ مِنْهُ) اﻫـ .
↷ انظر : (صحيح ابن حبَّان) برقم (٦٥٦٤) وَحَسَّنهُ العَلاَّمةُ الأَلبَانِيُّ فِي (التعليقات الحِسان على صحيح ابن حبان) برقم (٦٥٣٠) .
__
🖋 قَالَ المَكِّيُّ :
فَيَاَ أبناءَ أمَّتِنَا الجَرِيحَةِ فِي فَلسْطِينَ ، وَبُورمَا ، وَكِشْمَيرَ ، وَالفِلبِّينَ ، وَالأَهْوَازِ العَرِبيَّةِ ، وَالإِيغُورَ ، وَالهَوِي فِي الصِّينِ ، فَهَذِهِ نَصَيحَتَي لِنَفسِيَ أَوَّلاً ، ثُمَّ لَكْم جَمِيعَاً ، إِنْ نَحنُ أَخَذْنَا بِأَمْرِ نَبِيِّنَا ﷺ لَمْ يُقَاتِلْنَا أَحَدٌ إِلَّا غَلَبْنَاهُ ، وَلَمْ يُشَارِكْنَا أَحَدٌ إِلَّا ظَهَرنَا عَلَيْهِ ، فَإِذَا فَعَلْنَا مِثْلَ الَّذِي فَعَلَ هَؤُلاَءِ النَّصَارَىَ ، وَتَرَكْنَا أمْرَ نَبِيَّنَا ﷺ وَعَمِلْنا مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ خَلَّىَ بَيْنَنَا وَبَيْنَْ عَدُوِّنَا وَلَمْ نَكُنْ أَكْثَرَ عَدَداً مِنهُم ، وَلَا أَشَدَّ مِنهُم قُوَّةً ، فَاللهَ اللهَ فِي رُجُوعِنَا إَلىَ الِلهِ رَبِّ العَالمِينَ فِي كُلِّ كَبِيرَةٍ وَصَغِيرَةٍ ، وَأَنْ يَكُونَ أَصْلُ قِتَالِنَا لِهَؤلاَءِ العُلُوجِ الكَفَرَةِ مِنْ أَجْلِ إِعلاَءِ كَلِمَةِ اللهِ ، ثُمَّ الذَّبِّ عَنْ حِيَاضِ المُسْلِمِينَ وَأَوطَانِهِم .
☜ نَسْألُ أللهَ أَنْ يَنصُرْنَاَ عَلىَ مِلَلِ الكُفْرِ نَصرَاً مُؤَزَّرَاً ، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَكْرُوبٍ .
○ عَصرُ الثُّلاَثَاءِ مِنْ بَنغازِي :
○ التَّارِيخُ : ١٨ - رَبِيعٌ الثَّانِيَ - ١٤٤٦ﻫـ .
t.me/aalmakki
..